انتقدت صحف لبنانية موالية امس الثلاثاء نقاطا اوردها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله حددها في خطابه الاثنين خصوصا تلك المتعلقة بسلاح حزبه والاجماع الشعبي على المقاومة. وعنونت صحيفة (المستقبل) في صدر صفحتها الاولى "نصر الله يتصدى لخطاب القسم" الذي القاه رئيس الجمهورية ميشال سليمان وحدد فيه الخطوط العريضة لعهده الذي يمتد ست سنوات. ولفتت (المستقبل) إلى ان الامين العام للحزب الشيعي اكد ان المقاومة ليست بحاجة إلى اجماع شعبي وان سلاحها مخصص للتحرير فيما سلاح الجيش للدفاع عن الوطن والمواطنين، معتبرة انه "بهذا استعاد الازدواجية مع الدولة". وعنونت صحيفة (الشرق) "خطاب تصعيدي لنصر الله تلازم مع اطلاق نار" في اشارة إلى اشكالات بين انصار الموالاة والمعارضة وقعت في بيروت واعقبت الخطاب. ورات صحيفة (النهار) ان نصر الله اظهر في خطابه "مزيجا من التشدد في موضوع السلاح والمرونة في مد اليد السياسية خصوصا إلى تيار المستقبل لمعالجة المضاعفات الخطيرة لحوادث 7ايار - مايو" التي اسفرت عن سيطرة الحزب عسكريا على بيروت. في المقابل عنونت صحيفة (الاخبار) المعارضة "نصر الله يرحب بالتسوية ولا يتنازل" في اشارة إلى اتفاق الدوحة الذي رسم خارطة طريق لحل الازمة اللبنانية برعاية عربية. وكتبت (الاخبار) انه "اطلق مواقف اتسمت بلاءات عدة اعلنها بلغة حازمة وصوت مرتفع ما يشير إلى وجود امور لم تحل بصورة كاملة". وكان نصر الله قد حدد في خطابه مهمة سلاح حزبه مشددا على ان المقاومة ليست بحاجة إلى اجماع شعبي عليها. واكد نصر الله ان سلاحه لن يستخدم في الداخل ورفض استخدام سلاح الدولة ضد المقاومة، مشددا على انه لا يريد السيطرة على لبنان او تغيير نظامه "لانه بلد متنوع". وهو اول موقف علني لنصر الله منذ اتفاق الدوحة وانتخاب سليمان. وقد القاه الاثنين عبر شاشة عملاقة امام حشد غفير في ضاحية بيروت لمناسبة الذكرى الثامنة لانسحاب اسرائيل من جنوب لبنان بسبب عمليات المقاومة. وكانت الهزات الأمنية عادت لتخرق هدوء ما عرف بمناطق خطوط التماس بين معسكرى الازمة اللبنانية موقعة 10جرحى أكثرهم من مناصري (تيار المستقبل). فإثر انتهاء خطاب حسن نصر الله وعلى وقع أصوات الرصاص والقذائف الصاروخية التي أطلقت ابتهاجا خرجت مواكب وعدد كبير من الدراجات النارية ترفع أعلاما لقوى المعارضة يتقدمهم علم (حزب الله) تجوب شوراع العاصمة بيروت وعدد من المناطق اللبنانية وتحديدا البقاع الاوسط وتعمل على استفزاز المواطنين وخصوصا في المناطق التي توصف على أنها من انتماءات واتجاهات موالية لقوى السلطة الامر الذي أدى إلى تجدد الاشتباكات. وبوصول أحد المواكب إلى شارع قصقص في بيروت وقع خلاف بين راكبي الدراجات وعدد من مناصرى تيار المستقبل الذين اشتكوا من رصاص طائش سقط على منازلهم خلال خطاب نصر الله وتراشق المتعاركون بالحجارة واستخدموا العصى والسكاكين. وما لبث الخلاف أن امتد إلى محلة كورنيش المزرعة حيث استخدمت الاسلحة الرشاشة والقيت قنبلتان يدويتان في أحد الشوارع الفرعية القريبة نتج عن انفجارها أصابة خمسة أشخاص بجروح نقلوا على الاثر إلى المستشفيات حيث بترت قدم أحدهم. وأوقعت الاشتباكات الاخرى خمسة جرحى اخرين نقلوا أثرها إلى المستشفى وجميعهم مصابون بجروح طفيفة نتيجة التضارب بالعصى الامر الذي استدعى انتشارا مكثفا لقوة كبيرة من الجيش في مناطق التوتر تمكنت من تطويق الاشتباكات موقفة عددا من مناصرى الطرفين. يذكر أن التوتر في مناطق الاشتباكات المذكورة كان تجدد في الايام السابقة خصوصا مساء السبت حيث حصل تراشق بالحجارة بين أنصار المعارضة والموالاة انتهى على الفور من دون أصابات بعد تدخل الجيش كما شهد شارع قصقص عراكا يوم الاحد بعد انتخاب رئيس الجمهورية طو قه الجيش مباشرة من دون وقوع ضحايا.