قال كل من سكوت بيترسون وهاوارد لافرانشي في تقرير نشرته صحيفة كريستيان ساينس مونتور تحت عنوان "إيران تحول انتباهها إلى الوساطة من أجل السلام بالعراق"، إن توسط إيران في وقف إطلاق النار بمدينة الصدر كان دلالة على أنها تعمل للوفاء بتعهدها بوقف تسليح المليشيات العراقية والمساعدة لوقف هجماتها. ورغم أن مقاتلي مقتدي الصدر تحدوا الإتفاق الذي تم توقيعه يوم الاثنين بهجومهم يوم الثلاثاء على القوات الأمريكية، يرى المسؤولون العراقيون أن النفوذ الإيراني كان له أبلغ الأثر في الوصول إلى إتفاق مع الزعيم الديني المعادي لأمريكا بهدف وقف القتال المميت الذي استمر أسابيع. ويوضح التقرير أن التدخل الإيراني جاء في أعقاب اللقاء بين الرئيس العراقي جلال طالباني والجنرال قاسم سليماني، قائد قوة القدسالإيرانية، في أبريل الماضي وسط الصدامات مع عناصر جيش المهدي في البصرة، وقد أبدى سليماني خلال اللقاء اهتمامه وتعهده بوقف تسليح المليشيات العراقية والتأكيد على وقف هجماتها ضد القوات الأمريكية، كما أعلن استعداده للتفاوض مع الأمريكيين في أي أمر يرغبون مناقشته، وهو ما أثار دهشة طالباني والعديد من المسؤولين معه تجاه تلك اللهجة المختلفة من قِبل سليماني والتي تستحق الاهتمام. ويورد التقرير تشكك القيادة الأمريكية في العراق في مصداقية سليماني بسبب استمرار تعرض مقر إقامة السفير الأمريكي ريان كروكر للقصف داخل المنطقة الخضراء بصواريخ مصنوعة في إيران، بما يوحي بأنها لعبة تكتيكية إيرانية تهدف إلى إلهاء الحكومتين العراقية والأمريكية ريثما تبسط إيران نفوذها داخل العراق، لكن كروكر أبدى استعداده لانتظار ما تعهدت إيران به. وكان الرئيس بوش قد صرح مؤخراً قبل توجهه إلى إسرائيل بأن إيران هي "الخطر الأوحد والأكبر" لعملية السلام بالشرق الأوسط، بينما كان المرشد الإيراني الأعلى علي خامئني قد انتقد قبلها الدعم الأمريكي لإسرائيل ووصف التواجد العسكري الأمريكي بالخليج العربي بأنه "مصدر عدم الأمان في هذه المنطقة الحساسة". ويوضح التقرير أن الولاياتالمتحدة والمسؤولين العراقيين قد اتهموا إيران بإنشاء شبكة داخل العراق بعد سقوط صدام حسين لتمارس أثراً مؤذياً بمساعدة المتمردين الشيعة ومنهم التيار الصدري والجماعات الخاصة الشيعية ومدهم بالسلاح وقنابل الطريق التي تسببت في العديد من الخسائر للقوات الأمريكية، لكن إيران أنكرت تلك التهم وأبدت استعدادها للتعاون مع الحكومة العراقية لوقف العنف بالعراق. هذا ومازالت القوات الأمريكية في انتظار وفاء إيران بتعهدها الذي قدمته للوفد العراقي الذي أرسله رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إليها الشهر الماضي. وفي الوقت نفسه كان الشرط الإيراني للوفاء بتعهدها هو إجبار أعضاء جماعة مجاهدي خلق المناهضة للنظام الإيراني، والمقيمين تحت رعاية أمريكية بمعسكر الأشرف، على الرحيل من الأراضي العراقية. (خدمة ACT)