يُرجع العديد من المحللين عدم وجود اتفاق بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى عدم قدرة القيادة في الجانبين على السيطرة على البعد الداخلي بما يتناسب مع الأبعاد السياسية؛ حيث إن المتابع للقضية يجد أن التغيير الفعلي والحقيقي على الأرض يدفع بمزيد من عدم قدرة وسيطرة القيادتين في فلسطين وإسرائيل على التوصل إلى سلام، حتى بعد تلك الرحلات المكوكية التي تقوم بها وزيرة الخارجية الأمريكية. السبب في ذلك هو أن الحقائق على الأرض مختلفة كثيراً عن البعد السياسي؛ حيث توجد التغيرات السكانية المشتقة من المعتقدات الدينية لدى الإسرائيليين، ومن هذه العوامل الزيادة السكانية لطائفة الأرثوذوكس المتطرفين في إسرائيل والتي يتزايد نفوذها السياسي، ويتضح ذلك حينما وافق أولمرت على توسيع مستوطنة جيفات زيف بشمال القدس تحت ضغط من حزب شاس الديني الذي هدد بالانسحاب من الحكومة وبالتالي إسقاطها. والنقطة الأخرى التي تواجهها إسرائيل هي فقدانها لعدد كبير من باحثيها وعلمائها بسبب تدني الرواتب الإسرائيلية، وعدم تخصيص الموارد المالية اللازمة لتطوير الأبحاث والدراسات، لذلك هاجر ما يقرب من ربعهم إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، في الوقت الذي يتواصل ويتزايد فيه نمو اليمين المتدين. مع مرور الوقت يتزايد نمو التيار اليميني الديني المتطرف مما يساهم في صعوبة التوصل إلى سلام. وهذا ما يجعل الدين والمفاهيم الدينية تطغى على مفهوم البعد السياسي في هذه القضية.