؟ ما الفرق بين د.عثمان الصيني في (جريدة الوطن) و(المجلة العربية)؟ - هو الفرق بين الصحيفة والمجلة من حيث المفهوم وطبيعة كل مطبوعة والشريحة التي تتوجه إليها. ؟ من النادر أن نقرأ لك مقالاً.. هل الأمور لا تستحق كتاباتك؟ - حين تكون مسؤولاً عن مطبوعة من حق كل من يكتب أو لديه قدرة على الكتابة أن نفسح له مجالاً، ومن العيب أن يزاحمهم رئيس التحرير بمقالاته وأخباره وصوره في مطبوعته. ؟ ما الذي أضافته لك درجة الدكتوراه؟ - كان مشرفي على رسالة الدكتوراه يقول إنها لا تثبت علماً ولا تنفي جهلاً، ولكني أعلم أن الدكتوراه من الباطن تضيف أرقاماً في رصيد البعض. ؟ ما المطلوب من كتّاب المقالات في المجلة العربية؟ - في المجلة العربية أو المطبوعات السابقة التي عملت بها لم أطلب من كاتب الكتابة في موضوع معين أو أفرض أسلوباً أو منهجاً سوى أن تكون كتاباتهم خالية من ضمير الغائب. ؟ يقال إن في جعبتك الكثير.. فبماذا تعد قراء (العربية)؟ - كل حي في جعبته الكثير لكن كل جعبة تصبح مخرومة بعوامل الكسل أو عدم الثقة أو انعدام حرية الحركة. ؟ النقاط على حروف مسيرتك الصحافية ما زالت معلقة حتى الآن؟ - حين تهتز الحروف تضطرب النقاط وتنتقل من أماكنها فيختلط الحسن بالخس والاعتزاز بالاغترار. ؟ الغيرة الإعلامية.. ماذا تعني لك؟ - الغيرة على الإعلام تشغلني أكثر من الغيرة الإعلامية. ؟ متى ينتابك إحساس أنك تقاضيت (أجرك) كاملاً؟ - في لحظات التواضع أحس أني أخذت أكثر من حقي، وفي لحظات الامتلاء أحس بالعكس، وأحاسيسي تتأرجح بينهما. ؟ ما الذي أغراك للغوص في بحار الصحافة؟ - لأنها بحار غير راكدة وملأى بالمفاجآت وكلما غصنا في الأعماق أصبحنا أكثر قرباً من الكنوز والسفن الغارقة. ؟ لو خرج لك (المارد) من القمقم.. ما هي أمنياتك الثلاث التي تطلبها منه؟ - أولاً: أن يعود إلى القمقم، وثانياً يخرج من حياتنا، وثالثاً أن يترك الناس تعمل لأنفسها وتترك الأماني. ؟ لو منحت حق (الفيتو) لمرة واحدة.. من هو صاحب النصيب الذي ستستخدمه ضده؟ - ضد من يمنح لنفسه حق الفيتو ويمنعه عن الآخرين. ؟ بضاعة الإرهاب.. ألا تزال رائجة؟ - الأمور اتضحت من الجانب الأمني، وأما الجانب الفكري فهو كالفيروسات كلما أنتجنا مضاداً ظهرت أجيال جديدة أشد ضراوة، غير أن العملة الرائجة حالياً المتاجرة بمكافحة الإرهاب، والخبراء أصبحوا أكثر من موظفي مكافحة الجراد. ؟ نعاني من غلاء الأسعار في زمن الفائض.. كيف نفهم ذلك؟ - على طريقة فواتير الهاتف والكهرباء ادفع أولاً ثم افهم بعد ذلك، وإن لم تفهم لن يعتب عليك أحد. ؟ لو عينت مسؤولاً كبيراً.. ما أول القرارات التي ستصدرها؟ - إرسال صورتي المعتمدة لوسائل الإعلام والتحذير من استخدام أي صورة أخرى سواها. ؟ حسن النية.. هل يكفي ذلك في الصحافة؟ - عود الثقاب لا يطبخ ذبيحة، ولكنه يشعل النار التي تطبخها، والصحفي لابد أن يكون معجوناً من الملاك والعفريت الذكي، والمتغابي الغلبان والمفتري. ؟ كيف نصنع مهنة صحفية محترفة؟ - حين يجد هاوي الصحافة مكاناً للتدريب والمتدرب يجد أجواء آمنة للعمل والعامل يلقى حماية في كنف صاحب العمل. ؟ لماذا لم يفز صحفي سعودي بجائزة إبداعية حتى الآن؟ - لماذا نحاسب صاروخاً إذا لم ينطلق، ونحن لم نوفر له قاعدة فضائية، ولا وكالة أبحاث فضاء. ؟ من أين يبدأ إصلاح الأجهزة الحكومية؟ - من تطبيق الأنظمة واللوائح الجيدة والمحكمة الموجودة على الجميع دون منح استثناءات. ؟ الصحافة السعودية: هل أصبحت (بزنس) الربح فيها هو المهم؟ - الصحافة الحرة هي التي تدير نفسها بعقلية تجارية، حتى لا تكون صحافة حزبية أو موجهة، ولكن لا بد من لجم سطوة المال بأخلاقيات الصحافة التي لم تكتب حتى الآن. ؟ مهنة أخذت منك أكثر من نصف عمرك.. ألا تزال تحبها؟ - في اللحظة التي أفقد فيها الشعور بالحب ستجد اسمي في صفحة الوفيات. ؟ هل حياتك خيال صحافي أم تجربة إنسان "مميز"؟ - حياتي عبارة عن خيالات عاقلة ومجنونة تحولت إلى تجربة. ؟ على ثمانية أعمدة ضع لنا عنواناً يلخص معاناة رؤساء التحرير السعوديين؟ - رؤساء التحرير يعانون يومياً في كتابة عنوان واضح على ثمانية أعمدة فيلجأون إلى عنوانين بأربعة أعمدة، وأحياناً لا يجدون العمود. ؟ ما الفرق بين صحفي يعمل في (جريدة) وآخر في (مجلة)؟ - الصحفي الحقيقي لو عمل في صحيفة حائط لأنتج عملاً صحفياً، والجريدة والمجلة كالمحارة قد تنتج لؤلؤة، وقد تخنق منتجها. ؟ كيف يمكن أن (تجد) صحفياً مبدعاً؟ - أفضل وسيلة للبحث عن الجنيه الذهب في كومة القش أن ننثر القش في الهواء الطلق فيتطاير ويظهر الذهب. ؟ من الكاتب الذي يحرضك على متابعة ما يكتب؟ - هو الكاتب الذي يحرص بعد انتهاء جملته على أن يضع علامة الاستفهام. ؟ وآخر يصيبك بالاكتئاب؟ - الكتاب الذين يسوقون في كتاباتهم لفرشاة الملابس والشعر. ؟ وآخر لا تنشر له أبداً؟ - لا أعطي نفسي حق منع نشر أي مقال حتى لو لم يعجبني؛ ولذلك أستأنس برأي الآخرين أو أستخدمه حجة. ؟ ومن تود كسر قلمه وتمزيق موضوعاته؟ - لا أظن أن من يمتهنون كسر الأقلام بحاجة إلى خدماتي. ؟ هل تمارس المرأة الدبلوماسية عندما تبكي؟ - المرأة تمارس إنسانيتها صدقاً وتلقائية ودهاء وضعفاً ودبلوماسية. ؟ من هم الناجحون في بلاط الصحافة؟ - هم الذين يعملون بإصرار وحماس وصمت رغم الإحباطات والمثبطات وانعدام التقدير. ؟ هل استثمرت صحافتنا مرحلة الانفتاح الإعلامي؟ - الاستثمار يعني أن يكون هناك هدف ومشروع وعمل ورأس مال، والصحافة السعودية دون شك استفادت وتعاملت مع كل المراحل. ؟ لماذا.. بعض النفوس المتشددة لا ترى في الليل إلا ظلمته؟ - لأننا في فترة معينة نسينا التخطيط فجاءت الأحياء العشوائية وانشغلنا عن إنارتها بإنشاد قصائد الليل والعتمة. ؟ ماذا تقول لهؤلاء: - عبدالله بن خميس: أتخيلك شاباً تدرب الطلاب المتحمسين للجهاد في فلسطين ببندقيتك وما زلت إلى اليوم شامخاً ورائداً. - حمد القاضي: في كل زاوية وصفحة وعدد من المجلة العربية أرى آثارك وأجد طيبتك. - عاصم حمدان: كنا نصفك أيام الجامعة بالخصم النبيل والآن ذهبت خصومة الأفكار وبقي نبل الأخلاق. - لؤي مطبقاني: الخبير الذي يعمل في ميدانه باحترافية وصمت بإكسيره الذي يحيل المعادن إلى ذهب. ؟ متى تقول: "العمى على هيك صحافة"؟ - حين تصاب الصحافة بالعمى وتتحسس طريقها باللمس. ؟ هل كان طريقك الصحفي شاقاً؟ - مهمة أي صحفي أن يشق المسالك الوعرة، ويمهد الطريق للآخرين، وإذا أراد الطريق الممهد فليتحول من الصحافة إلى سائق تاكسي. ؟ من المرأة التي لا تزال (تستوطنك) منذ زمن؟ - من الميلاد إلى الممات المرأة تستوطنني بكل تجلياتها فتكون الأم حنونة والزوجة عظيمة والأخت رفيقة والابنة رقيقة. ؟ الارتماء في عمق أحضان الخصوصية، ماذا أفرز لنا؟ - أفرز لنا أشياء كثيرة تحتاج إلى الخصخصة. ؟ من هم أعداء النجاح؟ - أعداء النجاح مشكلة لكن أدعياء النجاح وآباءه المزيفين كارثة. ؟ ما السر الذي تعلنه لأول مرة؟ - ليس كل ما يعلم يقال وليس كل ما يقال جاء وقته. ؟ ماذا تحمل لنا رياح المستقبل؟ - لا استطيع الإخبار بعلم حتى أذهب إلى هناك وأرى وإن ذهبت لا تسمعون صوتي فالأولى أن نجهز أنفسنا للرياح. ؟ ما هو برنامجك الفضائي المفضل؟ - الفاصل الإعلاني لأنه يحول كل شيء إلى قيمة استهلاكية، ويحول الإنسان إلى آلة مستهلكة. ؟ ما الهدف الذي فشلت في تحقيقه؟ - كثيرة هي الأهداف التي فشلت في تحقيقها، لكن كل هدف فاشل يولد مجموعة من الأهداف الجديدة. ؟ ما جديدك الذي تبشر به القارئ؟ - مشكلة العالم الثالث أنه يبشر بالجديد دون أن يقدمه أو يعيشه كالصراف الذي يعد المال ولا يستطيع أن يستمتع به. ؟ هل أنت سعيد؟ - ألا من يشتري سهرا بنوم سعيد من يبيت قرير عين ؟ ما الذي يشغلك الآن؟ - الله لا يشغلنا إلا في طاعته.