الألبوم: جلسة طرب 2008عدد الأغاني: 6تاريخ الإصدار: 2008/4/10 * منذ أسابيع قليلة أصدر الفنان عبادي الجوهر عمله الجديد (جلسة طرب 2008). وقد تضمن الشريط ست أغان اتسمت بأجواء من الطرب الشعبي، تعاون فيها عبادي الجوهر مع الشعراء: المعنى وسعود شربتلي وسعود سالم ووليد العميران. إن ما يميز هذا الشريط هو اتجاه عبادي إلى اختزال الموسيقى فقط بالآلات الشرقية (العود الكمان والطبلة) وهذا الاقتصاد تم التعويض عنه بتكثيف العاطفة في النص الشعري، ونراه جلياً في أول أعمال الشريط، في أغنية (إنسان) للشاعر المعنى، وألحان عبادي نفسه، فبعد وصلة عود خفيفة ومؤثرة ندخل إلى الأجواء التي يعيشها (إنسان) هذه الأغنية: إنسان عايش في حياته شقاوي وإنسان يهنا بالحياة السعيدة وهذا المدخل بالتحديد هو العنوان العام للأغنية، إنسان يهوى الحب لكن الزمن والحظ يتفقان على معاندته دائماً ومن سعة معاناته يتصور إنسان آخر يعيش حياة سعيدة لا كدر فيها، وتبلغ ذروة هذه المعاناة عند قول هذا الإنسان: ابني مع أيامي خيال ورجاوي وأنا ادري أن الحظ راسه عنيدة في الأغنية الثانية (يا عروس الروض يا ذات الجناح يا حمامة) يعود الفنان عبادي إلى التراث الشعبي، والغريب هو أن يطرحها في الوقت الذي لا تزال هذه الأغنية تتردد في كثير من الإذاعات والفضائيات بصوت الفنان محمد عبده، الذي أعاد غناءها في جلسة طربية أيضاً! توزيع هذه الأغنية ذات الأصول اليمنية كان سريعاً ولا يخلو من شجن، وإن كان توظيف الموسيقى متواضعاً شيئاً ما، ولا يمكننا القول بمكان أن عبادي قام بتطوير هذا اللحن، فقط قام بتغيير شكلي عليه دون المساس بجذور هذا اللحن كما يفعل عادة المطربون الذين يعودون إلى التراث والأغاني الشعبية بدافع التطوير. أغنية (ويش فيها) التي كتبها المعنى أيضاً ولحنها عبادي، تشكل تنوعاً في شكل وأسلوب أغنيات الشريط، ويتمتع لحنها بحيوية قد يرجع سببه إلى استخدام الإيقاع المغربي في هذه الأغنية. أما أغنية (سيد العارفين) التي كتبها الشاعر سعود شربتلي، ولحنها عبادي فهي مثال على استمراره في التلحين المطرب والمناسب تماماً لجو الجلسات، وعودة إلى الأغنية الشعبية الحجازية بكامل شجنها وتطريبها، وهذا ينسحب أيضاً على الأغنية التالية وهي (شوف لي حل) للشاعر سعود سالم والتي لحنها عبادي أيضاً، وتتميز هذه الأغنية أيضاً بجو طربي مكثف. أما آخر أغاني الشريط (العيون الناعسة) فهي الأغنية الوحيدة التي لم يلحنها عبادي، وتصدى لتلحينها الفنان حمدان بريجي وهي من كلمات وليد العميران، وتميزت الأغنية في بدايتها بتقاسيم جميلة على آلة العود تفنن عبادي بعزفها، أما الأغنية ككل لم تأت بشيء استثنائي وكانت استكمالاً للجو العام للشريط، أجواء الجلسات والطرب. في هذا الشريط لا وجود للأغاني الكبيرة، إن جاز لنا القول، والتي اشتهرت فيها مسيرة الفنان عبادي الجوهر مثل(الصبر) و(دخون) و(تدرين وأدري) وغيرها، حيث الجملة اللحنية الطويلة وتنوع الكوبليهات، هنالك الأغنية الخفيفة التي لا تتجاوز مدتها الست دقائق، وأيضاً ليس هناك تنوع لحني في مقاطعها، تبدأ الأغنية بمطلع ثم يتغير اللحن في المقطع الأول ويتكرر في الثاني والثالث وهكذا، بقي أن نقول أن آلة العود بارزة بقوة في جميع الأغاني كعادة عبادي، وهو الذي اشتهر برفقته وحبه لهذه الآلة وبراعته في العزف عليها، حيث يسبق بداية كل أغنية في الشريط (ما عدا أغنية ويش فيها) عزف جميل على آلة العود، ولو كان هذا العزف متقشفاً بعض الشيء.