تشارك هيئة أبوظبي للثقافة والتراث الإماراتية خلال الفترة( 14- 25مايو الجاري) في فعاليات الدورة الحادية والستين من مهرجان كان السينمائي الدولي، حيث تسعى الهيئة للتحاور والتعاون مع أهم صُنّاع السينما والمنتجين في العالم، وتبادل الخبرات مع مسؤولي المهرجانات السينمائية العالمية، حيث تعمل الهيئة على وجه الخصوص للترويج للدورة القادمة من مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي الذي تمكن في دورته الأولى أكتوبر 2007من تبوؤ مكانة راقية ضمن الخارطة السينمائية الإقليمية والعالمية، وبات يعتبر أحد أهم مهرجانات السينما في منطقة الشرق الأوسط والعالم، ويعمل على إبراز الدور الهام الذي باتت تؤديه أبوظبي في المشهد الثقافي الإنساني، والسينمائي على وجه الخصوص، وتطوير صناعة السينما في المنطقة. ويذكر أن هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وبهدف إتاحة فرص تعليمية للمواهب المحلية والعربية فقد أسست أكاديمية للسينما في العاصمة الإماراتية بالتعاون مع أكاديمية نيويورك للفيلم، والتي فتحت أبوابها في فبراير الماضي. من جهة أخرى تقيم هيئة أبوظبي للثقافة والتراث خلال شهر يونيو القادم أسابيع ثقافية للسينما الإيطالية والسينما الإيرانية، حيث تنظم الهيئة في المجمع الثقافي موسم الأفلام الإيطالية الشهيرة الذي يتضمن مختارات من الأفلام الإيطالية الكبرى الواقعية، وهي أفلام صنعت تاريخ السينما وأثرت في صانعي الأفلام والمشاهدين على حد سواء. وقد رسمت الواقعية الحديثة الإيطالية صورة للحياة الإيطالية "الحقيقية" من عام 1943إلى عام 1952، أما الفترات التاريخية الأخرى للفيلم الإيطالي فقد تأثرت بالتاريخ الاجتماعي والسياسي. وقامت هذه الأفلام الواقعية بعرض المشاكل الاجتماعية مبينة الجوانب الإيجابية والسلبية منها. ويشتمل برنامج الأفلام الإيطالية على مختارات ممتازة من أعمال فيتوريو ديسيكا، روبرتو روسيليني، ولوسينو فيسكونتي. كما تنظم هيئة أبوظبي للثقافة والتراث موسم الفيلم الإيراني المعاصر خلال يونيو 2008، حيث يصنف العديد من النقاد إيران في مرتبة الدول المتميزة من الناحية الفنية، وتتم مقارنتها مع الأفلام الإيطالية الواقعية الحديثة والمدارس الأخرى خلال العقود الماضية. وقد اكتسبت الأفلام الإيرانية زخماً كبيراً في صيف عام 1997عندما نالت أفضل جوائز مهرجانات الأفلام من مثل مهرجان كان ولوكارنو ومونتريال، وحقق خلالها مخرجون من أمثال عباس كياروستامي ومحسن مخملباف تميزاً ملحوظاً. وازداد عدد الأفلام المنتجة من 15عام 1982إلى 52سنوياً خلال العقد الماضي. ولا يزال صانعو الأفلام الإيرانية يمتازون بأعمالهم الواقعية التي تبهر المشاهد عالمياً.