كان السؤال موجهاً لي من فضائية سياسية.. هل صحيح أن إنتاج النفط سوف يزيد في أثناء زيارة بوش ثم يعود إلى معدله السابق بعد سفره؟ وكيف يمكن أن تلتقي قيادات الشرق الأوسط في عمل مشترك ضد العداوات التي تستهدف مجتمعاته.. وكان مستضاف آخر قد أنهى إجابته بقوله: آن الأوان أن تجتمع الدول المعنية بتطور مجتمعاتها في سياسات موحدة ومناهضة لتدخلات الدول الأجنبية.. من الممكن أن تكون قد تلقيت السؤال قبل أربعين عاماً، ومن الممكن أيضاً أن تكون قد استمعت إلى الجواب الآخر في زمن مماثل.. وأن يتكرر السؤال من ناحية، والجواب بمعناه المختلف من ناحية أخرى، وستجد آسفاً أنه إذا كانت الأماني والأحلام تتكرر فإن الإفلاسات تتراكم وتتضاعف.. منذ أربعين عاماً كنا نعاني مشكلة فلسطين، أما اليوم فنحن نعاني أوضاع خمس دول عربية معاقة تماماً ويدور القتل فيها، المشكلة ليست هنا، لكنها في كيفية حماية أنفسنا من عاهات الآخرين.. من انشقاق القضية الفلسطينية إلى قضيتين.. من سؤال عن بترول كأنه كأس عصير، هل يقدم ممتلئاً لبوش أم دون ذلك.؟. وهل هناك مشكلة اسمها إنتاج البترول بالنسبة إلى المملكة؟ أم المشكلة عند غيرنا في هبوط أهمية البترول لهبوط اتجاهات استخدامه.. نختلف مع بوش، نعم، وفي أكثر من مناسبة، لكن تبقى أمريكا أقدم متعاون وأقدم حليف مع المملكة.. نرفض اللغة التوراتية التي تحدث بها بوش أمام الكنيست لكن لن يعني ذلك أن أمريكا جميعها هي التي تحدثت.. معادات أمريكا كمجتمع ليست هدفاً، لكن الوصول ثقافياً واقتصادياً إلى عمق الوعي الأمريكي هو الهدف.. سألت الزميل الذي سبق السؤال الموجه لي بإجابته الآنفة الذكر على سؤال آخر.. عندما قامت في آسيا أكثر من خمس دول كبرى اقتصادياً هل تحالفت على معادات أحد..؟ أم تحالفت مع قواها المحلية فطوّرت قدراتها بشكل مثير للإعجاب.. إن الصراعات السياسية والمذهبية لم تعد وسائل المنافسة بين دول هذا العصر، ولكن الاقتصاديات القادرة على التعاون مع اقتصاديات الآخرين هي الوسيلة الأولى للتعارف والتوثيق والانتشار.. خاصموا أمريكا.. كما ترغبون.. جسدوا شبح إسرائيل بالكيفية التي ترسم لكم مفهوماً آخر عند مواطنيكم، لكن لن يستطيع أي واحد منكم التأكيد لنا أن وضع لبنان على أبواب حرب أهلية وتسليح فئة معينة فيه هو إنجاز أمريكي وإسرائيلي.