لا يخفى على الجميع الدور الكبير الذي لعبته شبكة الانترنت في تسهيل عملية التواصل بين الناس، وكذلك في تسهيل الحصول على المعلومات مهما كانت نوعيتها، وأسهم الانترنت أيضاً اسهاماً كبيراً وفاعلاً في خدمة الشعر والشعراء، وفي خدمة متلقي الشعب ومحبيه على مختلف أذواقهم، ومن أشكال هذه الخدمة ما تقوم به بعض المنتديات الشعرية من اتاحة الفرصة للشاعر لاصدار ديوان شعري الكتروني يكون له مُطلق الحرية في اختيار قصائده، وعنوانه، وكذلك في كتابة مقدمة له، ودون ان يترتب على ذلك أي تكاليف مالية يدفعها الشاعر، على الخلاف من الديوان المطبوع الذي تعترض الشاعر عند رغبته في اصداره معوقات كثيرة ليست التكاليف المالية أولها، وليست اجراءات اصدار الديوان آخرها. ومن مميزات الديوان الالكتروني التي قد لا تتوفر في الديوان المطبوع امكانية اضافة الشاعر لقصائده الجديدة بسهولة ويسر، ودون قيود تذكر، وكذلك امكانية تدارك الأخطاء الطباعية - التي لا يكاد يخلو منها ديوان مطبوع - وتعديلها، إلى جانب ذلك يستطيع الشاعر تلقي ردود أفعال المتلقين على قصائده بشكل مُباشر وصريح، ويستطيع قياس مدى نجاح القصيدة من خلال عدد قرائها أو عدد الردود التي تصله بشأنها. بقي أن أقول بأن الديوان الالكتروني رغم توفيره لجهد الشاعر ووقته وماله، ورغم كل المميزات التي ذكرناها، لا يعد بديلاً عن الديوان المطبوع، ولكنه حل مؤقت يمكن الشاعر من ارضاء جمهوره والتواصل معهم إلى أن تتاح له فرصة اصدار ديوان مطبوع.