كشف المدير التنفيذي لشركة طارق زعيتر وشركاه في الأردن محمد زعيتر، عن اتفاق تم بين الشركة والمخرج السوري حاتم علي حول مسلسل "زمن الخيول البيضاء" والذي سبق وأن أفصحت الشركة عن رغبتها في إنتاجه قبل عدة أشهر، ليزاح الستار عن أول الإنتاجات العربية التي تتناول التاريخ الفلسطيني في إحدى مراحله المهمة التي لم تطرقها الدراما مسبقاً، وذلك بالتزامن مع إعلان القدس عاصمة للثقافة العربية 2009.وقال زعيتر ل"ثقافة اليوم" : "نص الاتفاق على أن يكون المخرج حاتم علي مشرفاً عاماً على العمل، ومنتجاً منفذاً، على أن ينطلق تصوير المسلسل في ربيع 2009في سوريا، ليكون جاهزاً للعرض في رمضان بعد المقبل"، مشيراً إلى أن "ترشيح حاتم علي جاء بالتوافق بين المنتج ومؤلف رواية (زمن الخيول البيضاء) إبراهيم نصر الله، والتي صدرت أيضاً بالتزامن مع الذكرى الستين لنكبة فلسطين". وعن أسماء الفنانين المرشيحن لأدوار البطولة في العمل، قال: "لا يزال هذا الأمر في طور النقاش مع المخرج، إذ نرغب بمشاركة أكبر عدد من الفنانين العرب من سوريا وفلسطين والأردن ومصر، إلى جانب اختيار السيناريست الذي سيكتب حلقات العمل الثلاثين". وقد علمت "ثقافة اليوم" أن الفنانين تيم الحسن وزهير النوباني من أبرز الأسماء التي تتمحور حولها نقاشات الترشيح. وأرجع زعيتر اختيار هذه الرواية لكونها "ترصد جزءاً هاماً من تاريخ الشعب الفلسطيني السابق للاحتلال البريطاني والصهيوني، حيث نرى أنها من أهم الروايات التي عالجت الواقع الفلسطيني في ثلاث حقب زمنية (العثمانية، البريطانية، الإسرائيلية)، وتعاملت مع الجوانب الإنسانية في هذه القضية التي صبغها الدم بوصفها قضية إنسانية خالصة، وبرؤية تُظهر تفاصيل الحياة الفلسطينية بكل عاداتها وتقاليدها وتراثها وروح الإنسان الفلسطيني". وأضاف: "تبدأ أحداث الرواية في الربع الأخير من القرن التاسع عشر وصولاً لعام النكبة، إذ تتم محاورة المفاصل الكبرى لهذه الفترة الزمنية الصاخبة بالأحداث والصراع المرّ بين الفلاحين الفلسطينيين من جهة وزعامات الإقطاع في الريف الفلسطيني والمدينة والأتراك والإنجليز والمهاجرين اليهود". الجدير بالذكر، أن رواية "زمن الخيول البيضاء" الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، تأتي متوجة للمشروع الروائي لنصر الله "الملهاة الفلسطينية"، والذي بدأ الإعداد له منذ العام 1985، حيث أصدر من خلاله خمس روايات سابقة، هي: طفل الممحاة، طيور الحذر، زيتون الشوارع، أعراس آمنة، تحت شمس الضحى، محاولاً بذلك تدوين 125عاماً من تاريخ الشعب الفلسطيني.