جرت في اليمن أمس السبت أول انتخابات لمحافظي المحافظات من قبل أعضاء المجالس المحلية بينما قررت المعارضة مقاطعتها. ووفقا للنتائج التي أعلنتها وزارة الإدارة المحلية فقد فاز جميع مرشحي المؤتمر الحاكم باستثناء ثلاثة مرشحين ينتمون إلى المؤتمر الحاكم لكنهم ترشحوا كمستقلين وفازوا في ثلاث محافظات هي الجوف ومارب وشبوة، فيما تعذر إجراء الانتخابات في محافظة الضالع لعدم اكتمال نصاب عدد المصوتين لمقاطعة المعارضة التي تسيطر على اغلب مقاعد المجالس المحلية فيها. وقالت مصادر في الضالع ان عدد الحاضرين وصل إلى 79شخصا من أصل 198عضوا مما تعذر إجراء الانتخابات. وينص القانون انه في حال تعذر اجراء الانتخابات في أي محافظة يحق لرئيس الجمهورية ان يحسم الأمر عن طريق التعيين. واقتصر التنافس في عشر محافظات فقط فيما جرت الانتخابات في عشر محافظات والعاصمة صنعاء بمرشح واحد فقط هو مرشح المؤتمر الحاكم. تكتل اللقاء المشترك المعارض كان اعلن مقاطعة ما اسماه "مهزلة انتخاب المحافظين المحسومة سلفاً"، وعبر الناطق الرسمي باسم المعارضة محمد صالح قباطي عن أسفه واستهجانه للتصريحات الإعلامية الصادرة عن السلطة والتي زعمت وجود موقف مغاير لبعض أعضاء المشترك في بعض المحافظات لقرار المقاطعة. واعتبر ذلك "محاولة بائسة للتضليل على موقف المشترك الرافض لمسرحية مايسمى بانتخاب المحافظين". واستنكر المشترك الضغوط والممارسات الصادرة من أعلى مراكز السلطة بحق بعض أعضاء المشترك والتي باءت جميعها بالفشل . الرئيس علي عبد الله صالح أثناء زيارته امس وزارة الإدارة المحلية اعتبر مقاطعة اللقاء المشترك ممارسة ديمقراطية وحقاً سياسياً، واعتبر مشاركة أعضائهم في الاجتماعات الانتخابية في المحافظات كما تظهره سجلات الحضور منذ بداية الاجتماع، دليل وعي وطني وتغليب لمصالح المحافظات. وكشف المؤتمر الشعبي عن مشاركة اعضاء في الاصلاح المعارض في محافظة عمران والتصويت لصالح مشرح المؤتمر. وقال صالح إن التقارير الأولية تؤكد نجاح العملية التي قال إنها لم تسبق في الشرق الأوسط، وأنها تهدف للانتقال للحكم المحلي بما تعنيه الكلمة من معنى. وأضاف صالح أن انتخابات المحافظين تعد خطوة أولى في مضمار الانتقال للحكم المالي واسع الصلاحيات، وستليها مرحلة انتخابات مدراء المديريات، بعد إجراء التعديلات الدستورية والقانونية اللازمة. وسيقتصر دور الحكومة على رقابة مستوى وكفاءة الأداء في المحافظات . كما أكد صالح على الجانب التنموي لانتخابات المحافظين وأن الغرض من نقل الصلاحيات للمحافظات من أجل عمل تنموي أفضل، والإسهام في توفير الخدمات الأساسية المختلفة. وكانت المعارضة دعت إلى تنظيم تظاهرات في عموم اليمن لرفض انتخابات المحافظين والاحتجاج على السياسات الحكومية. وفرقت الشرطة تظاهرة في محافظة الضالع فيما أقام المشترك اعتصامات في 9مديريات من الضالع. وفي عدن فرقت الشرطة تجمعات لمتظاهرين في منطقة الشيخ عثمان واعتقلت العشرات من المواطنين . واتقلت التظاهرات إلى عدد من كليات جامعة عدن دان فيها الطلاب ما أسموه مسرحية انتخاب المحافظين وطالبوا بالإفراج عن قادة الحراك الجنوبي. وكانت اللجنة الأمنية بعدن حذرت المواطنين من التظاهر بدون ترخيص.