منح الموقع الحيوي المتنوع لدول الخليج وتلون تضاريسه، عبر تمازج رائع للبر والبحر، أهم عناصر الجذب السياحي للمنطقة. ومع تضافر روعة المناطق الطبيعية العديدة، مع عناصر الحداثة العمرانية المتفردة، المتلازمة وشواهد التاريخ العريقة وعمق الأصالة العربية، التي شكلت بتمازجها أهم مقومات الصناعة السياحية الخليجية، دفعت بالقائمين عليها في دول مجلس التعاون إلى رفدها بما يسهم في تطويرها، وذلك عبر تنشيط حركة الاستثمار في المشاريع السياحية، والتي حققت أرقاما قياسية في عام 2007وصلت إلى 273مليار دولار. جاءت الإمارات العربية المتحدة في المترتبة الأولى بين دول الخليج بنسبة بلغت 85% من مجموع الاستثمارات في الخليج تلتها عمان بواقع 17مليار دولار فيما احتلت مملكة البحرين المرتبة الثالثة باستثمارات بلغت 6مليارات دولار وفي المرتبة الرابعة المملكة العربية السعودية بواقع 4.5مليارات دولار ثم الكويت ب 3.5مليارات دولار. ساهم الاستثمار في القطاع الفندقي لدول الخليج، بنحو 16مليار دولار من جملة الاستثمارات السياحية العامة، في منافسة شديدة شكلت قطاعا فريدا بمواصفاته العمرانية والخدمية، سابقت به أهم وجهات العالم السياحية، ودفع إلى زيادة ملحوظة في عدد النزلاء والسائحين في دول الخليج. وتعد إمارة الشارقة واحدة من أبرز الوجهات السياحية العائلية في المنطقة لمقومات الإمارة المتميزة كوجهة سياحية تراثية ثقافية وعائلية متميزة والتي ساهمت برفع معدلات نمو السياحة العائلية والخليجية منها خاصة، حيث أظهرت إحصاءات هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة عن تحقيق زيادة في نسب إشغال الفنادق والشقق الفندقية، في إمارة الشارقة بلغت 80% خلال الربع الأول من هذا العام مقارنة مع 77% إجمالاً في الفترة نفسها من العام الماضي 2007.وارتفع إجمالي نزلاء الفنادق والشقق الفندقية في الربع الأول من العام الحالي إلى 421.898نزيلاً، مقابل 377.306نزلاء خلال الفترة نفسها من العام الماضي، حيث بلغ عدد نزلاء فنادق الشارقة خلال الربع الأول من العام الحالي 224.501نزيل مقابل 204.101نزيل في الفترة نفسها من العام الماضي، بينما بلغ عدد نزلاء الشقق الفندقية في الإمارة خلال الربع الأول من العام الحالي 197.397مقارنة ب 173.205في الفترة نفسها من العام الماضي. وبحسب هذه الإحصائيات ارتفع إجمالي عدد الفنادق والشقق الفندقية في إمارة الشارقة خلال الربع الأول من العام الجاري إلى 96منشأة فندقية بواقع ( 33فندقاً و63) شقة فندقية مقارنة ب 74فندقاً وشقة فندقية مقسمة بين ( 24فندقاً و 50شقة فندقية) في الفترة نفسها من العام الماضي. هذا ومن المتوقع أن ترتفع مساهمة السياحة الخليجية في الناتج المحلي الإجمالي لدول مجلس التعاون الخليجي، حيث إن السياحة مؤهلة لأن تلعب دورا فاعلا ومتناميا، يمكنه أن يضفي أهمية في دول الخليج كأهمية النفط، وأن يضع منطقة الخليج على قمة خارطة السياحة العالمية. إضافة لدعم بنيتها الهيكلية، وذلك من خلال توسيع القاعدة الإنتاجية وتنويعها، ومن خلال توليد حجم كبير من فرص العمل وعلى مختلف المستويات، الأمر الذي دفع دول المجلس إلى المضي بضخ نحو 380مليار دولار للمشاريع السياحية حتى عام 2018م. وتقدر الإحصائيات أن يتخطى متوسط النمو في قطاع السفر في منطقة الشرق الأوسط 10%، نظراً للاستثمارات الضخمة التي تقدر بنحو 12.5تريليون دولار، وذلك تماشياً مع التطور الاقتصادي الذي تشهده المنطقة، والموقع الجغرافي المتميز، بالإضافة إلى البيئة الاستثمارية التي تسهم بشكل كبير في زيادة إقبال السياح ورجال الأعمال، ومن المتوقع أن تسهم هذه المشاريع بزيادة أعداد السياح في المنطقة إلى نحو 150مليون مسافر في العام 2020.