تذكرت هذا المقطع الشعري الشهير الذي يلغي التمني ويقدم القوة عند تجميع المكاسب، وأنا أرى كيف فعلت التقارير فعلتها الشنيعة في السوق يوم السبت الماضي في ظاهرة تكررت في سوقنا كثيرا الى درجة أن المراقب بدأ يشكك في أن هذه التقارير مؤقتة توقيتا (حربيا)!! لكي تؤخذ أسهم الصغار الغلابى!! غلابا ومن ثم إعادة بيعها عليهم بأسعار أعلى!! ما يؤرق المتابعين حقيقة هو حدوث تزامن مريب في التوقيت بين التقارير والتوترات السياسية حتى لو كانت في (جبل) نيكاراجوا وأحداث غريبة أخرى (تأتي كلها في صباحية واحدة)!! فيدوخ المتداولون (سبع دوخات) في تحديد أسباب النزول ومقداره وجديته وتوجهات السوق ككل وتصدق لديهم مقولة (جاكم الذيب - جاكم وليده)!! فيزيد التوتر وتتآكل النفسيات فيبيع الواحد ولسان حاله يقول (مجبر أخاك لا بطل)!! ولو نظرت إلى الشاشة قبل التداول فسوف ينقطع قلبك رعبا حيث توضع الأسهم حتى التي يسمونها (محترمة) على نسب تحت إذا كانت التقارير تشاؤمية والهدف هو التجميع من تحت، والعكس صحيح!! فعندما تكون التقارير ذات نزعة تفاؤلية فسيخيل للمتابع أنه لن يستطيع شراء سهم واحد حتى لو طلب (ماركت) لأن العالم كلها (مقفلة نسب فوق)!!. ألا ليت شعري من يخبرني أن مثل هذه التقارير ليست مدبرة بليل بهيم لتوجيه السوق أو بعض الأسهم ومن ثم الاستفادة وقطف "الأسهم" على صدى الرعب الذي يزرع في المحافظ مع قرع طبول التوتر أو البيع والتصريف على وقع أنغام التفاؤل المؤسس على تقارير وقتية أو وهمية أو مبرمجة!! قد لا أتحصل على إجابة مقنعة ولكن يحق لي أن أردد البيت العربي الشهير: ستنبئك الأيام ما كنت جاهلا ويأتيك بالأخبار من لم تزود!! هناك حالة افتراضية لم تحدث ولكن أود أن أعرف ما مصير السوق لو حدثت!! ماذا لو صدر تقريران من جهتين طامعتين واحد أحمر متشائم عن السوق أو سهم قيادي بغرض التجميع من تحت والآخر تقرير أخضر متفائل يفوح عطرا وأماني بغرض البيع فوق!! عندها من نصدق؟! من أهم صفات الأسواق الناضجة أن يكون هناك مؤسسات استشارية تقدم تقارير ودراسات ومعلومات عن السوق والشركات لجهة تدعيم الإفصاح والشفافية ولكن لذلك شروط واشتراطات أولها وأهمها وجوب توفر "النزعة الحيادية" في الجهة التي تقدم المعلومات أما أن تكون هذه الجهة غارقة في السوق حتى (شوشتها) ولها أطماع وطموحات لتحريك الأسهم أو توجيه السوق فتلك خاصية ظلامية قد لا توجد إلا في سوقنا المغدور!! ويحز في نفسي حقيقة أن تكون مثل هذه الجهات تتحرك من خارج الحدود وكأن أهل الدار لا يجيدون (الطبخة)!! هذه الجهات تمارس وبعنف دس "سم" الطمع في "عسل" تقاريرها العلمية كما يقال و(ربعنا) الذين تتملكهم (عقدة الخواجة) ولزمة (تقرير علمي)!! لا يصدقون خبراً ويتحركون كما يريد "غزاة" الأسواق الناشئة التي من أتعس صفاتها "الحساسية المفرطة" وسوقنا قد يكون من أكثر أسواق العالم "حساسية" كما علمتنا الأيام السود والليالي الحالكة من عام 2006م وما قبل إلى يومنا هذا!! لقد أصبح سوقنا ناضجاً بوضوح خاصة مع ظهور حزمة من التعديلات في هيكلة السوق والمؤشر وتوالي الأنظمة والإجراءات والكثير من محفزات الإفصاح والشفافية وتكافؤ الفرص ولن ننسى (تعميق) السوق الذي أضحى حفرا بمعاول من حديد وبكلينات جبارة!! ولكن تظل هذه التقارير المدهشة التي تصدر من مؤسسات مالية تعمل في السوق وتستثمر في الصناديق أو المحافظ محيرة إلى درجة الصداع!!