إن جوهر تقدير الذات يكمن في ثقة المرء بعقله واقتناعه بأنه حقيق بالسعادة، فقيمة تقدير الذات لا تكمن في أنها تجعلك تشعر أفضل، وإنما في أنها تجعلنا نعيش أفضل بأن نستجيب للتحديات والفرص بشكل مناسب وقدرة على حل المشاكل. هل بإمكانك الهروب من الأفكار التي تحملها عن نفسك والتي قد تصيبك بالرعب في بعض الأحيان؟ ما يجب أن تفعله هو الخروج من مخاوفك إلى النور وبسطها حتى تفهمها، وبمجرد أن تفعل هذا بشكل منهجي سيمكنك إبطال مفعول هذه المخاوف كما يبطل خبير المتفجرات مفعول قنبلة. فقبول هذه المخاوف والوعي الكامل بها - وما تقود إليه من سلوك التدمير الذاتي - كان (المكان الذي لم تذهب إليه من قبل) وبمجرد أن ذهبت إلى هذا المكان سيمكنك مغادرته. واعلم أنه (ليس هناك ما هو آت) وقد لا تقبل هذه الفكرة. أنه ليس هناك من سيأتي لإنقاذك من البيئة المحيطة بك، وقد تبدو لك إلى حد كبير، التنازل الأخير الذي يمكن أن تتنازل عنه، فهي تناقض كل البرمجة الذاتية التي كانت في طفولتك، فالعديد منا حتى في سن البلوغ يخترعون أشكالاً متعددة دقيقة ومتقنة من فكرة ( أريد أمي). فعندما تقبل فكرة أنه ليس هناك من سيأتي لإنقاذنا ستكون هذه بحق لحظة حماس للغاية لأن هذا يعني أنك تكفي وحدك ولا حاجة للآخرين أن يأتوا بل يمكنك أنت أن تعالج مشاكلك بنفسك، وبمعنى أعم فأنت جدير بالحياة، حيث يمكنك أن تنمو وتقوى وتصنع سعادتك بنفسك. فالأوقات الصعبة لا تستمر إلى الأبد.. لكن الأقوياء يستمرون كما يقول روبرت شولر.