أوضح استشاري الطب النفسي بمجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض الدكتور محمد الماحي أن هناك تزايدا ملحوظا في عدد مراجعي المجمع من المدمنين المراهقين أدى إلى إيجاد فيلا خاصة بهم، مبينا أن هذه الزيادة قد تعود إما لارتفاع الوعي في المجتمع والأسرة بأهمية العلاج من المخدرات وإما أن تكون لوجود زيادة فعلية في أعداد المتعاطين. جاء ذلك خلال محاضرة بعنوان "علاج الإدمان لدى المراهقين" والتي ألقاها ضمن برنامج التعليم الطبي المستمر في المجمع، حث فيها على إيجاد وسيلة أو آلية للتعاون بين المدارس ومستشفيات الأمل فيما يخص التحصيل الدراسي للمتعاطين الذين اضطروا للتنويم وكيفية التواصل فيما بينهم. وذكر الدكتور الماحي أن متعاطي المخدرات من المراهقين يحتاجون لتوجيه وتعامل مختلفين عن المتعاطين من الكبار فيما يخص جمع المعلومات عن أسباب تعاطيهم، والتأثير الجسدي والنفسي للمواد الإدمانية عليهم وتأثيرها على نموهم العاطفي وحياتهم المستقبلية، وبذلك يحتاجون إلى تخصيص أو تحديد المستويات العلاجية والتدخلات المختلفة كل حسب حاجته، كما أنهم يحتاجون إلى تعدد الخيارات العلاجية إذ ليس كل الحالات تحتاج للتنويم وحيث ان التنويم في بعض الحالات الخفيفة قد يلحق الوصمة بالمراهق وهذا قد يكون له تأثير سلبي على مستقبله، مبينا بأن المتعاطي قد يحتاج إلى التنويم أو تقديم الاستشارة والتوجيه والإرشاد النفسي حسب الحالة التي وصل إليها.ودعا الدكتور الماحي الجهات المختصة إلى الانتباه لهذه الفئة وتخصيص برامج وخدمات توعوية وعلاجية لهم داخل المجتمع لاحتوائهم وتوجيههم في الاتجاه الإيجابي المناسب لتحقيق طموحاتهم بصورة تتماشى مع القيم الاجتماعية والدينية السليمة. وأوضح استشاري الطب النفسي بمجمع الأمل بالرياض أن الأطفال الأكثر عرضة للتعاطي هم الذين لديهم مشاكل أسرية وتفكك أسري أو الأطفال الذين يوجدون في بيئات فقيرة تعاني من التفكك الاجتماعي وكذلك المشردون، مشيراً إلى أن مرحلة المراهقة تتميز بكثرة الارتباطات الخارجية (من خارج الأسرة) مع القرناء والثقة الزائدة قد تؤدي إلى عدم انتباه الأسرة إلى تصرفات وسلوكيات أبنائها وتفاجأ بأن الابن بدأ يستخدم المواد المخدرة جراء تأثير القرناء في هذه المرحلة يكون أكثر بكثير من دور الأسرة في الحماية.