أكدت دراسة علمية وجود اضطراب "طيف التوحد" في المملكة بنسبة لا تزيد عن نسب الإصابة العالمية، مبينةً أهمية توفير خدمات التدخل المبكر والتأهيل بشكل يغطي نسبة انتشار مرض التوحد لدى الأطفال السعوديين وتوزيعها ليشمل المدن المتوسطة والصغيرة وعدم الاقتصار على المدن الكبيرة كالرياض وجدة والدمام. وقام الفريق البحثي للدراسة برئاسة الدكتور أحمد بن علي الجار الله الذي توفي - رحمه الله - أثناء تنفيذ البحث ومن ثَّم تم تكليف سعادة الدكتور طلعت بن حمزة الوزنة لرئاسة الفريق البحثي، بتطبيق استمارة مسحية لتحديد الحالات المشتبه بإصابتها بالتوحد مثل استمارة (برايسون) في مراكز الرعاية الصحية الأولية وعيادات الأطفال وأمراض الأعصاب بشكل روتيني لتحديد الحالات. وكانت الدراسة التي دعمتها مدينة العلوم والتقنية بأكثر من 800ألف ريال، قد شملت (57.110) أطفال ممن هم في عُمر يوم حتى 16عاماً، كانت الحالات الطبيعية (56.777) طفلاً بنسبة 99.4% أما الحالات المشتبه إصابتها (333) بنسبة (0.6%)، وكان النصيب الأكبر من الحالات (15.858) للمنطقة الغربية بنسبة (0.8%)، تلتها المنطقة الوسطى بنسبة (0.6%) وعدد (15.709) حالات وهي تطابق النسب العالمية، ثم بعد ذلك المنطقة الشمالية ب(5.437) حالة وما يعادل (0.5%)، وأخيراً تساوت النسبتان بين المنطقتين الشرقية والجنوبية بنسبة (0.4%). وأرجعت الدراسة تفاوت النسبة ما بين (0.1-0.2%)، لاختلاف العوامل البيئية من منطقة إلى أخرى ومنها ارتفاع أو انخفاض الزواج العائلي والذي يكّرس العامل الجيني كعامل وراثي أساسي في انتشار اضطراب طيف التوحد، إضافةً إلى ارتفاع أو انخفاض التلوث ببعض العناصر الكيمائية الضارة في المناطق، وأيضا ارتفاع نسبة الحالات المشتبه إصابتها لمن يعيشون مع آخرين (غير الأب والأم) (2.9%) بينما كانت لمن يعيشون مع الأب (1.8%) ومع الأم (1.5%) وتوضح هذه النتائج مدى أهمية تعايش الطفل مع والدته التي هي مصدر العلاقة العاطفية الأولى. وكشفت الدّراسة أن نسبة حالات الذكور المشتبه إصابتها كانت (0.7%) بينما نسبة حالات الإناث (0.5%) أي أن نسبة الذكور إلى الإناث هي 3إلى 2تقريباً، وتختلف هذه النسبة عن مثيلاتها العالمية، أما نسبة حالات المشتبه بهم لمن لم يتم تسعة أشهر حملية (2.5%) وقد تشير لارتباط المضاعفات مع الولادات المبكرة وبالتالي وجود إعاقات مرافقة وهي مقاربة لنسبة بقاء الطفل في المستشفى بعد الولادة (2.8%). فيما كانت نسبة الحالات المشتبه إصابتها لدى الأطفال الذين يعانون من تأخر النمو الجسدي والعقلي (6.9%) وهو مؤشر هام لاشتباه الإعاقة. الجدير بالذكر أن اضطراب طيف التوحد لم يجد له سبب علمي ويطلق على مجموعة من الاضطرابات النمو العصبية التي تسبب صعوبات للطفل في التواصل اللغوي والاجتماعي والعاطفي وفي محدودية الاهتمامات وسلوكيات غير طبيعية، ومن أعراض هذا المرض أداء حركات مكررة ونمطية بالأيدي أو الأصابع أو الأشياء، مثل اللعب بنفس اللعبة بشكل مكرر ونمطي ليس فيه تجديد أو تخيّل، الصعوبة والتكرار في الكلام، وكذلك نوبات الغضب والانفعال غير الطبيعي عند تغيير روتين معين مثل الانتقال من مكان لآخر، والاستجابة غير الملائمة للاستثارات الحسّية العادية، مثل الحساسية المفرطة للصوت.