لا تزال الفنانة المصرية حنان ترك تثير الكثير من الجدل في الأوساط الفنية بعد ارتدائها المفاجئ للحجاب وطلاقها من زوجها، مروراً بالمقهى الفريد الذي قامت بافتتاحه في مصر الجديدة والذي اختارت له اسم "صبايا" الأمر الذي أثار الجدل واتهمها البعض بالعنصرية وبأنها ترفض دخول الزبونات غير المسلمات، وغير المحجبات. كل هذا ستتناوله ثقافة اليوم في لقائها مع النجمة المصرية والذي تم أثناء زيارتها لمدينة دبي.. فإلى الحوار: @ ما هذه الضجة حولك هذه الأيام؟. - والله لا أجد مبرراً لهذه الضجة، وللأسف إذا ما أراد شخص منا أن يأتي بفكرة جديدة تكون خارجة عن السياق العام وتختلف عن ما لدى الآخرين اتهم بأنه يغرد خارج السرب وأصبح منبوذاً ومحارباً، وبأي حال أنا واثقة بما قمت به ومقتنعة بأنه الطريق إلى نيل رضا الله. @ وماذا عن المقهى؟ - افتتحت هذا المقهى وأطلقت عليه "صبايا" في مصر الجديدة ويتضمن مقهى "كافيه"، ومحلاً لبيع الملابس، وكوافير نسائي. وأسعى من خلال ذلك إلى توفير جميع المستلزمات الخاصة بالمحجبات فيه لتتعامل الفتيات بحرية تامة وبخصوصية في كل شيء لأنني أرى أن حقهن مهدور في المجتمع. وهي فكرة كانت تراودني منذ زمن، طول الوقت كنا مشغولين في المكان الذي سيجمعنا حتى جاءت فكرة هذا المشروع وكنا وقتها ندرس العلوم الشرعية في أحد الأماكن. وهو مكان للتبضع وليس للجلسات الدينية كما أراد البعض أن يروج له. وإضافة إلى هذا المشروع لدي أيضاً مجلة (نونة) التي تصدر شهرياً بالإضافة إلى أستوديو لأعمال الرسوم الكارتونية للأطفال. @ بعيداً عن موقف محيطك من الخطوة التي أقدمتِ عليها.. نريد أن نعرف موقفك أنت من الداخل؟ كيف هي نفسيتك الآن؟. - أرى أنه لأجل رضا ربي علي فلا بد أن أقدم المستحيل، حتى أنال هذا الرضا كما أني لم أكن أشعر بالأمان من قبل بقدر ما أشعر به الآن ولا يهمني أي شيء "يقولوا اللي يقولوه".. المهم رضا ربي علي ورضا ضميري. @ وماذا عن التيارات والمذاهب الإسلامية التي قيل أنك تنتمين لها؟. - بداية أنا لا آخذ رأي أي شخص في أمور دنياي لأنني أعلم بها من خلال ما هداني الله سبحانه، أما أمور ديني فأسأل فيها الحبيب الجعفري، ومحمود المصري، ومحمد حسين يعقوب. وأقول ذلك لكي أوضح أنني لا أنتمي لأي فرقة إسلامية فأنا لست صوفية، ولا سلفية، ولا أي شيء أنا مسلمة أقول لا إله إلا الله محمد رسول الله. وأحب أن أوضح أن موضوع الفرقة الإسلامية واتجاهاتها هو السبب في تشتيت المسلمين عن قضاياهم المصيرية وعدم اتفاقهم في أي شيء، وأحب أن أقول أيضاً أن الله سيفصل فيما كنا فيه مختلفين. @ قمت قبل فترة بحملة ضد التدخين.. كيف كانت أصداؤها؟ - هي حملة هدفها الرئيسي أننا نأمل في حياة بلا تدخين ومن خلالها توعية الناس الذين يضرون أنفسهم ويضرون من حولهم بالهلاك الذي سيتعرضون له، ولك أن تتخيل أن 30% من المصريين مدخنون 40% منهم من الرجال وبما أنني امرأة وفنانة ملتزمة أطالب بدراما وسينما بلا تدخين. لقد أصبحت هذه القضية تشغلني كثيراً فلا أذهب لأي ناد خاص لعقد أي ندوات إلا عن أضرار التدخين، وقد ذهب فريق الحملة إلى نادي الصيد بالدقي، وكلية التجارة بجامعة القاهرة، وعدد من الجامعات الخاصة، وهدفنا هو تشجيع الناس للإقلاع عن التدخين وأن يعيشوا حياة صحية بعيدة عن التلوث. @ بعد حجابك لازلت تعملين في الفن.. هل حصل تغير في طريقة عملك؟ - قبل ارتدائي الحجاب كانت لدي أولويات انظر إليها قبل قراءة أي عمل مثل اسم المؤلف والمخرج والقصة الأساسية، ولكن أولوياتي هذه تغيرت تماماً رغم أنني طبقتها على مدار 14سنة عمل في الفن، والآن عندما يأتي سيناريو بعد حجابي فأول ما انتبه إليه هو السيناريو عندما يطلع عليه ربنا سبحانه وتعالى هل سيكون راضياً عني.. هذا يعني أنه لا يمكن أن أقبل عملاً ويكون المشهد لواحدة تمثل بشكل مبتذل أو صور تخدش الحياء، ولذلك أنا لا أستطيع مشاهدة أعمالي السابقة ولا أريد أن أصدق بأني كنت هكذا!. @ لكن يتردد بين الفترة والأخرى أنك تصورين مشاهد جديدة بلا حجاب؟ - هذه إشاعات وأنا أرفضها جملة وتفصيلاً، ولعلهم يقصدون مشاركتي في فيلم "أحلام حقيقية"، أولاً أنا صورت هذا الفيلم منذ سنتين ولا يهمني ما يقال ولا توجد لدي مشكلة مع أي أحد وصدري رحب لكل ما يقال عني سواء بالسلب أو الإيجاب، وهذا أمر جيد حتى آخذ حسناتهم ويأخذون سيئاتي. وفيلم "قص ولزق" عرض في وقت كنت أقوم فيه بأداء فريضة الحج ولو كان يعرض الآن فلن أشاهده. @ أيضاً هناك إشاعات تفيد بأنك ستعتزلين الفن؟ - لم أعتزل ولا أفكر في الاعتزال، ولكن قد يتحقق ذلك إذا لم أجد العمل الذي يناسب شرع الله ويشفع لي عند الرسول، وعلى هذا الأساس سيكون اختياري، وسأرفض أي دور سأظهر فيه غير محجبة أو محجبة ويظهر فيه باقي الأبطال في مناظر سيئة لأن ذلك سيحسب علي ويسيء لي بعد أن هداني الله سبحانه. لن أقدم على أي عمل فني يتعارض ما يغضب الله ورسوله، وسوف أكرس عملي لخدمة الأطفال الذين يستحقون منا الرعاية الكاملة والتربية الصحيحة لكي يتأسسوا على أساس قوي ويحمون أنفسهم من الهفوات والمزالق وتشويش الأفكار التي فتكت بعقولنا من هول الماكنة الإعلامية والغزو الفكري الذي يريد أن يمسخ شخصيتنا ويضيع هويتنا العربية والإسلامية.