في كتابه "عصر العلم" يتحدث الدكتور أحمد زويل عن أهمية البحث العلمي، وأهمية وجود المجتمع العلمي الذي يوفر البيئة العلمية لتشجيع البحوث وتطبيقاتها. ويتحدث عن أهمية إصلاح التعليم في العالم العربي، وضرورة إحداث نهضة تعليمية، ويقترح خطوات عملية لتحقيق هذه النهضة هي حسب رأيه تتمثل فيما يلي: 1- إنشاء نظام تعليمي جديد، هذا يعني تغيير أساليب التعليم، والتركيز على التفكير الناقد، والمنطقي، واستحداث تعليم علمي يرتكز على رؤية جديدة للقيم الأخلاقية والاجتماعية والثقافية بهدف إيجاد قوة عاملة متعلمة مؤهلة تتمتع بالمهارات التي يتطلبها القرن الحادي والعشرون وتلتزم بالأخلاق الاجتماعية، وبالعمل الجماعي وذلك أمر لا يمكن إنجازه دون تغيير وضع المعلمين وتحسين تعليمهم. 2- إنشاء مراكز تفوق جديدة، في نفس مستوى نظيراتها في العالم المتقدم، وتركز على المجالات المهمة للمنطقة، وتستند إلى رؤية واضحة ونظام مؤسس ولا ينبغي اعتبارها مؤسسات تجارية. 3- إنشاء صناعات جديدة تستند على العلم والتكنولوجيا المستحدثة والمطورة محلياً لا على التكنولوجيا المستوردة من الخارج.. ونقل التكنولوجيا شيء ينبغي تشجيعه ولكن بدون قاعدة محلية ستظل هذه الصناعات الجديدة مرهونة بالخبرة من الخارج. 4- إنشاء مؤسسة وطنية للعلم والتكنولوجيا بالاستناد إلى نظام يقوم على أساس التميز العلمي بهدف التعرف على أفضل الباحثين وتقديم الدعم لهم. 5- إنشاء الأكاديمية العربية للعلوم لتضم أفضل الخبراء في مجال العلم والتكنولوجيا في العالم العربي، وتكون بيت خبرة دولياً يتولى دراسة المشكلات الوطنية ويقترح حلولها، مع ضرورة تمتع هذه الأكاديمية بالاستقلالية. تلك اقتراحات غاية في الأهمية، وإن كانت ليست بجديدة، ولكن المهم فيها أن تكون عملية تطوير التعليم شاملة بحيث لا تقتصر على قمة الهرم عن طريق بناء مراكز البحوث المتقدمة، وإنما تتجه نحو مستويات التعليم المختلفة لزرع محبة البحث في نفوس الطلاب منذ الصفر، ولهذا فإن جهود تطوير التعليم يجب أن لا تغفل مرحلة التعليم العام وخاصة المرحلة الابتدائية التي هي أساس البناء.. وأجدني في هذا أتفق مع د. زويل في قوله: "يجب إصلاح التعليم في كافة مستوياته في العالم العربي لتحويله من عملية تلقين للمعلومات إلى عملية تعلّم التلميذ كيفية تشغيل عقله بصورة ناقدة وتوفر له خبرة عملية مباشرة، ويجب كذلك القضاء على الأمية أو تخفيض نسبتها على الأقل". أما مقترح د. زويل بإنشاء مؤسسة وطنية للعلوم والتكنولوجيا، فهذا النوع من المؤسسات موجود في بعض الدول العربية ومنها المملكة العربية السعودية حيث توجد مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، والمنتظر منها أن تنتقل إلى مرحلة جديدة مختلفة عن المراحل السابقة لتصبح أنموذجاً متقدماً في العالم العربي في مجال البحوث لا يغيب عن ذاكرة العلماء أمثال د. زويل. وفي مقترحات د. زويل السابقة حديث عن وضع المعلمين، وتحسين تعليمهم، وأظن أنه يقصد وضعهم من الناحية التنظيمية أو الإدارية اضافة إلى الجوانب الاجتماعية، ثم بعد ذلك تطوير الأداء والرقي بمستوى المعلم بداية من إعداده ثم متابعته بصفة مستمرة بالتقييم والتدريب ليكون تطويره بصفة مستمرة. ذلك أمر متفق عليه، لكن النظام التعليمي الجديد الذي ننادي به ويركز على التفكير الناقد، والمنطقي، وتشغيل العقل يتطلب نوعية مختلفة من المعلمين تتفق مع الدور الجديد للمعلم، دور مختلف تماماً عن دوره في القرن العشرين وحتى الآن ليس في العالم العربي ما يشير إلى هذا التوجه. وأخيراً فهل نحن في عصر العلم الآن،أم أننا في هذا العصر منذ زمن بعيد؟