فاصلة: "حيث النظام هناك خبز، وحيث الفوضى هناك الجوع" - حكمة ايطالية - * في بعض الدوائر الحكومية يندر أن تجد الموظف الذي يدرك مسؤولية دوره، وإن وجدته فلا بد أن تحمد الله وتشكره على حصولك على هذا الكنز. الموظف الحكومي أحيانا يتمثل باللامسؤولية ربما لأنه مطمئن إلى مستقبله ولديه تاريخ من التقدير منحه إياه المجتمع العربي حتى إن هناك مثلاً مصرياً قديماً يقول "إن فاتك الميري اتمرّغ في ترابه". وكثير من الناس يركنون إلى وظيفة القطاع الحكومي ويرتاحون إليها فلا يطورون مهاراتهم لأنهم لا يخشون فقدانها. الضحية بالطبع هم الذين يحتاجون إلى هذا الموظف الحكومي لانجاز معاملة أو الحصول على معلومة . قضاء حوائج الناس وخدمتهم فن لا يستطيعه إلا أولئك الذين يتمتعون بالقدرة على الشعور بالآخر والإحساس بالسعادة لتقديمهم خدمات مهما كانت كبيرة يشعرون بها صغيرة لأنهم يستمتعون في عملهم من خلال خدمة الآخرين. إن وجود موظفين متكلين على النظام في المؤسسات الحكومية كارثة فالنظام لايحتاج إلى تطبيقه بعنجهية مع الناس بقدر ما يحتاج إلى المرونة في تطبيقه للتسهيل على الناس وإغلاق أبواب الفساد الإداري من رشاويى وواسطات وخلافهما. لكن معظم الدوائر الحكومية بها موظفون عفا الزمن على عقولهم واتكأ على قلوبهم فما عادوا يجءدون نفعاً. بينما هناك من استطاع أن يتفهم معنى المسؤولية وأن ما يقدمه للناس من مساعدة هو الأساس لأنه موجود لخدمتهم وليس لإهانتهم أو التضييق عليهم في قضاء حوائجهم. لو كان بيدي لفصلت كل موظف حكومي يتسبب في التعسير وليس التيسيرعلى الناس ولكن من سيبقى؟!.