كتب يوجين روبينسون مقالاً نشرته صحيفة "واشنطن بوست" تحت عنوان "ليس مثل ايزنهاور"، تحدث فيه عن محاولات الحزب الجمهوري الترويج للسناتور جون ماكين بإبراز التشابه بينه وبين الرئيس السابق دوايت ايزنهاور. ويرى الكاتب أن مثل تلك المقارنة لن تكون صحيحة، إذ أن ماكين خدم بلاده أثناء حرب فيتنام وأُسر فيها لفترة، بينما قام ايزنهاور بإنقاذ العالم. لذا لن يستطيع الجمهوريون الترويج لماكين بأنه طيار محنك قادر على قيادة الاقتصاد في أحلك اللحظات، لاسيما بعد اعترافه بعدم تفهمه الكامل للاقتصاد؛ بل إن الشعب لن يقتنع بأن فلسفة ماكين الاقتصادية قادرة على تحسين ظروفهم المعيشية. كما أن ماكين ليس خبيراً بشؤون السياسة الخارجية، وأبرز دليل على ذلك هو مساندته لحرب العراق. إذ أن ماكين يؤيد بقاء القوات الأمريكية بالعراق إلى أجل غير مسمى لحين تحقق النصر الذي لم يحدد كنهه ولا كنه العدو الذي يجب الانتصار عليه كما لو كانت عقدة فيتنام تطارده. وحتى بالنسبة لإيران فليس لديه خطة محددة للوصول إلى هدفه غير القابل للتفاوض وهو إيران بدون سلاح نووي، بل يعتمد سياسة شبيهة بسياسة أمريكا تجاه كوبا وهي السياسة القائمة على تضييق خناق العقوبات الاقتصادية على أمل أن يثور الشعب على حكومته، رغم أنه من المستبعد أن ينجح ذلك الأسلوب مع إيران مثلما فشل من قبل مع كوبا. بل قد يضطر ماكين في النهاية إلى اللجوء إلى القوة العسكرية المنهكة من حربي العراق وأفغانستان من أجل تحقيق الهدف الذي كانت الدبلوماسية لتنجح في تحقيقه. ثم يطرح الكاتب فكرة أن يلجأ الجمهوريون إلى تصوير ماكين في صورة ريغان أو المرشح البالغ ذي الخبرة، رغم ما قد يتطلبه ذلك من إظهار صلابته لتتماشى مع صلابة ريغان. وفي النهاية فمن الصعب الترويج لمرشح مثل ماكين، رغم أن أفضل الدعاية التي حصل عليها حتى الآن أتت من المعسكر الديمقراطي حينما وصفته هيلاري كلينتون بأنه أكثر استعدادا من أوباما لتلقي مكالمات الطوارئ في الثالثة صباحاً، وكذلك حينما وصفه أوباما بأنه سيكون أفضل من بوش، وبذلك فقد أظهراه في صورة المرشح الرائع بينما في الحقيقة هو مرشح ضعيف تختلف آراؤه بشأن قضايا الدولة عن آراء معظم أفراد الشعب الأمريكي ولا تؤهله إمكانياته لتولي قيادة البلاد ومواجهة تحديات الفترة الحالية. ثم يختتم الكاتب المقال بقوله إن ماكين ليس خصماً سهلاً ولكن يمكن هزيمته، لاسيما وأن استطلاعات الرأي تُظهر أن الناخبين يفضلون الحزب الديمقراطي. لكن على أوباما وكلينتون التوقف عن تدمير بعضهما البعض وأن يدركا من هو الخصم الحقيقي. (خدمة ACT)