جاءت تصريحات الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر والذي يعد عراب السلام بين مصر وإسرائيل خلال فترة رئاسته في أواخر السبعينات الميلادية أمام المجلس الإسرائيلي للعلاقات الخارجية في القدسالمحتلة بأن حماس وافقت على قيام دولة فلسطينية في حدود عام 1967م وذلك في اطار تسوية مستقبلية مع إسرائيل بشرط أن يوافق الشعب الفلسطيني من خلال استفتاء عام. وقد اعطى كارتر شرحاً مفصلاً عن لقائه بقادة حماس وخصوصاً اجتماعه في دمشق مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة.. وأكد الرئيس كارتر بأن قادة حماس ابلغوه بأنهم سيعترفون بدولة فلسطينية داخل حدود 1967وانهم سيقبلون بحق العيش بسلام إلى جانب إسرائيل. كارتر قام بجولة استغرقت تسعة أيام قادته إلى عدة عواصم عربية، بالاضافة إلى إسرائيل سعياً إلى تحريك عملية السلام المتعثرة خصوصاً عقب اجتماع انابوليس في الولاياتالمتحدة. ويتساءل المراقبون عن سبب توقيت زيارة الرئيس الأسبق جيمي كارتر.. البعض يرى ان كارتر وهو البالغ من العمر 81عاماً وصاحب المكانة المرموقة في الحزب الديموقراطي وحيث يعد من القياديين ..يرى هؤلاء المراقبون بأن تحرك كارتر في هذا الوقت يعطي دفعة للحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية الجارية.. سواء حصل السناتور باراك اوباما او السناتور هيلاري كلينتون بترشيح الحزب له للتنافس على المكتب البيضاوي مع المرشح اليهودي جون ماكين.. لذلك جاء تحرك كارتر وهو الحائز على جائزة نوبل للسلام في عام 2002لدعم الحزب الديموقراطي واعطاء فكرة للناخبين بأن الحزب الديموقراطي صاحب المبادرات السلمية.. على عكس الحزب الجمهوري الذي قام بغزو العراق ويطالب في نفس الوقت بقيام دولة فلسطينية مع نهاية العام الحالي.. اما الرأي الآخر عن سبب قيام الرئيس الاسبق جيمي كارتر بهذا التحرك السياسي وهو الذي لايمثل سوى نفسه فليس لديه أي منصب سياسي أو حتى فخري ليقوم بهذه المهمة لذلك كانت هناك معرفة لجولته من الإدارة الامريكية وكذلك وجد عدم ترحيب له في الكيان الإسرائيلي كونه اعلن بنفسه أنه سيلتقي قادة حماس لذلك رفضت السلطات الإسرائيلية زيارته إلى قطاع غزة حتى لا يقف على أرض الواقع ويرى الدمار الذي تقوم به آلة الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل. ورأي أخير يرى السبب بأن الرئيس كارتر يرغب في أن يذكّر دائماً بمبادرته التي قام بها مؤخراً وجولته ومحاورته مع جميع الأطراف لذلك إذا نجحت مبادرته عندئذ سيكون رجل سلام ومبادرته ستسهم في السياسة الخارجية حيال الشرق الاوسط إذا ما فاز الحزب الديموقراطي في انتخابات نوفمبر القادم.. وطبعاً رد فعل إسرائيل كان سريعاً. جاء ذلك على لسان رئيس لجنة الخارجية والأمن والمتابعة للكنيست الإسرائيلي تساحي هنجين حيث قال لإذاعة إسرائيل "ان الرئيس كارتر الذي يحاول التوسط بين إسرائيل وحركة حماس يقوم بتحرك هو ضرب من الخيال والهذيان". الكيان الإسرائيلي ليس راغبا في السلام ولكنه يرغب في ابقاء الوضع على ماهو عليه في حالة "لا حرب ولا سلم". لذلك لتحريك عملية السلام وإيجاد الحل السلمي بقيام الدولة الفلسطينية يجب على المجتمع الدولي خصوصاً الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي العمل على تحريك عملية السلام وايقاف العمليات العسكرية الإسرائيلية وفك الحصار ضد قطاع غزة.. وتهيئة جو السلام وفقاً للمبادرة العربية.