سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحكومة تحرص على الاستثمار في بناء الإنسان السعودي للتعامل مع التحديات والمستجدات العالمية خلال تدشينه ملتقى الجدارة العربي الثالث.. الأمير محمد بن فهد:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، حرص الحكومة على الاستثمار في بناء الإنسان السعودي وتنميته وتطويره باستمرار باعتباره المورد الأكثر قيمة وفاعلية للتعامل مع التحديات والمستجدات وتوظيفها بكفاءة واقتدار، وذلك لما يشهدها العالم اليوم من التحديات والمتغيرات الكثيرة والسريعة في ظل الثورة المعلوماتية والتقنية ومتطلبات العولمة، إلى جانب اتفاقيات منظمة التجارة العالمية التي لها انعكاساتها الواضحة على التنمية. وأوضح الأمير محمد بن فهد، أن الدراسات والتجارب الميدانية أثبتت دور القائد الإداري في الارتقاء بمستوى أداء مؤسسته التي ينتمي إليها من خلال إحداث تغييرات ايجابية في اتجاهات وأنماط سلوك العاملين معه وقوة دوافعهم وأساليبهم في حل المشكلات وتدريبهم على الوسائل الحديثة في جمع المعلومات واتخاذ القرارات بأعلى إنتاجية واقل جهد ممكن. جاء ذلك خلال رعايته افتتاح الملتقى الثالث للجدارة تحت عنوان "بناء قادة المستقبل... تطبيقات لمفهوم الجدارة" ظهر امس. وقال أمير الشرقية أن هذا الملتقى يأتي كأحد الروافد الأساسية لتنمية وتطوير الموارد البشرية بشكل عام والقيادات بشكل خاص من خلال مشاركة العديد من الخبراء والمختصين من داخل وخارج السعودية، واستعراض ابرز التجارب الإدارية الناجحة في هذا المجال. وقد بدأ الافتتاح بآيات من الذكر الحكيم ثم كلمة معالي وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالله بن صالح العبيد الذي أكد خلال الكلمة التي ألقاها، أن هذا الملتقى يأتي في إطار تجسيد دور الوزارة في التنمية المستدامة في هذه البلاد من خلال النهوض المستمر بعناصرها البشرية، كما يؤكد حرصها واهتمامها ببناء قيادات المستقبل اختياراً وتدريباً وإحلالاً وفقاً لأعلى المعايير استجابة لتعاليم الدين الحنيف بإتقان العمل وجودته. وذكر الدكتور العبيد أن الملتقى جاء أيضا استجابة لمتطلبات التحديات والمستجدات والمتغيرات الدولية وعلى رأسها الانضمام لمنظمة التجارة العالمية التي تتطلب أول ما تتطلب إعادة بناء الذات على مستوى الفرد والمجتمع والدولة والتنافس لتحقيق أعلى مستويات الأداء في كافة المجالات، حيث يشهد العالم اليوم العديد من التحديات والمتغيرات السريعة والمتلاحقة في جميع المجالات وعلى رأسها الثورة المعلوماتية والتقنية التي ألقت بظلالها وتأثيرها على الميدان التربوي والتعليمي، خاصة في مجال التعليم العام حيث إعداد اللبنات الأولى في بناء العنصر البشري، مما يستدعي التركيز على العلوم والرياضيات والاعتماد على نظام تعليمي يعنى بقدرات وملكات وطاقات الفرد باعتباره العامل الأهم للتعامل مع تلك التحديات والمتغيرات بكفاءة وفاعلية الأمر الذي يتطلب الاهتمام ببناء القيادات التربوية على مختلف المستويات في إطار المدرسة وإدارات التربية والتعليم وأروقة الوزارة وتغيير النظرة للتربية من نظرة تقليدية قائمة على الحفظ والاستظهار فقط إلى مفهوم أشمل وأوسع، مفهوم يقوم على بناء السلوك والتفاعل مع المعرفة، مبينا أن الوزارة أخذت على عاتقها التعامل مع هذه المتغيرات والمستجدات على مختلف المستويات الإدارية بما يحقق متطلباتها بكل حكمة وحنكة واقتدار. وفي السياق ذاته أوضح الدكتور عبد الرحمن المديرس مدير عام التربية والتعليم في المنطقة الشرقية خلال كلمته، أن المنظمات تعد كيانا ديناميكيا يتأثر بالمتغيرات ومستجدات الأحداث من حوله، سواء المحلية أو الإقليمية أو العالمية، مبينا أن عملية التجديد ومواكبة التقدم والتطور السريع في وسائل تقويم الذات وقيادة الأفراد، أصبحت ضرورة حتمية من اجل البقاء، ولن يتحقق أي نوع من التغيير والتطوير المؤثر والسريع إلا بقيادة فاعلة لديها رؤية إستراتيجية واضحة. وبين الدكتور المديرس أن أهمية الملتقى تكمن في كونه يشكل رافدا مهما في دعم وتطوير برامج تنمية الموارد البشرية باعتبارها الثروة الحقيقة للأمم، كما أن مشاركة العديد من الخبراء والمختصين والممارسين من داخل السعودية وخارجها تحت مظلة واحدة يعد فرصة مواتية لتبادل الأفكار والآراء. ثم تم تكريم الجهات الداعمة لانجاح هذا الملتقى من امير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز . وعلى الصعيد جلسات الملتقى تحدث الدكتور خالد السلطان مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن خلال الجلسة الافتتاحية، حول نظريات القيادة وصفات القائد، حيث بين أن القائد هو شخص يحدد التوجهات ويؤثر في الناس كي يسيروا في هذه التوجهات، أما القيادة فهي فن تحفيز مجموعة من الناس للتصرف نحو تحقيق هدف مشترك. وأوضح الدكتور السلطان أن القادة المتميزين بصرف النظر عن أساليبهم الفردية هم مؤثرون، فلديهم القدرة على التأثير في الآخرين ليحققوا ما لم يكن متوقعاً، مؤكدا الحاجة الماسة إلى قيادات تربوية في ضوء المتغيرات والتطورات الحديثة، حيث لا تأخذ القيادة شكلا ثابتا وأدوارا وظيفية محددة بل تعتمد على طبيعة الظرف والموقف. وذكر السلطان أن هناك عدة عوامل تؤثر في ظهور القادة وتأثيرهم، تتمثل في علاقة القائد بالتابعين، ثقافة التابعين وقيمهم، طبيعة المؤسسة والصلاحيات الممنوحة للقائد، والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، فالقائد المتميز هو الذي يصل بالناس إلى حيث يجب أن يكونوا وليس بالضرورة أن يوافق ذلك رغباتهم. وتلت الجلسة الافتتاحية حلقة نقاش حملت عنوان "بناء القادة - تجارب وآراء" تحدث فيها الدكتور علي القرني مدير عام مكتب التربية العربي لدول مجلس التعاون الخليجي، حول دور المكتب في بناء القادة، مؤكدا أن بناء القادة لا يمكن أن يتم إلا من خلال أبناء البلاد نفسها. وتطرق سلميان القاضي عضو مجلس إدارة الشركة السعودية للكهرباء خلال الندوة إلى أن الإدارة بشكل عام تركز على أربع عمليات رئيسية تشمل التخطيط، التنظيم، التوجيه والإشراف، والرقابة، بينما تركز القيادة على ثلاث عمليات رئيسية تشمل تحديد الاتجاه والرؤية، حشد القوى تحت الرؤية، التحفيز وشحذ الهمم، حيث تركز الإدارة على المنطق، بينما تركز القيادة على العاطفة، وتهتم الإدارة بالجزئيات والتفاصيل، بينما تهتم القيادة بالكليات. أما حسين القرشي المستشار العام لجائزة الملك عبدالعزيز للجودة، نائب رئيس اللجنة الوطنية للجودة، فذكر أن جائزة الملك عبدالعزيز للجودة أنشئت بهدف تحفيز القطاعات الإنتاجية والخدمية لتبني معايير التميز والإتقان، والعمل على رفع مستوى الأداء، إلى جانب القدرة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة والمنافسة العالمية، مع توظيف عملية التحسين المستمر في تطوير أداء هذه القطاعات وتكريم أفضل الممارسات في المنشآت ذات الأداء المتميز والتي تحقق أعلى مستويات الجودة، وعلى هذا الأساس سيساهم برنامج جائزة الملك عبد العزيز للجودة في رفع مستوى أداء القيادات الإدارية في المنتجات والخدمات الوطنية في جميع القطاعات، إضافة إلى تعزيز روح التنافس بين المنشآت في القطاعات المختلفة على تلبية احتياجات وتوقعات المستفيدين منها وتمكينها من المنافسة. وفي سياق الندوة ذاتها استعرض نبيل الجامع مدير دائرة تدريب وتطوير الكفاءات في شركة أرامكو السعودية، تجربه الشركة في تطوير الموارد البشرية وبناء القادة عبر تاريخ الشركة الذي يمتد على مدى 75عاماً. وأبان الجامع أن الشركة واكبت إستثمارات في رأس المال البشري إستثماراتها في المعامل والمعدات الصناعية والمنشئات، حيث بنت المدارس ومراكز التدريب الصناعي في مختلف مناطق أعمالها، وأرسلت المبتعثين إلى الجامعات العريقة في مختلف القارات للحصول على أرفع الدرجات العلمية وفي التخصصات المطلوبة، ثم هيأت بيئة عمل تشجع التميز في الأداء والإبداع، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن عملية التطوير القيادي في الشركة تمتاز بتنوع برامجها واعتمادها على أدوات مجربه طبقاً لمعايير عالمية وكذلك بخضوعها للقياس والتقييم المنتظم مما يساعد على ضمان جودة مخرجاتها