كلا وألف كلا، فمن منا يجهل بنت حواء التي حلاّها الله بحلة الأنوثة التي لا تضاهيها حلة، وألبسها خمار اللطافة التي لا تعادلها لطافة، وغطاها بدرع الرقة التي لا تساويها رقة؟!! إن من بنات حواء، جواهر لألاء، ودرراً ثمينة، وبحاراً زاخرة، وفكراً يتألق، وعلماً يفيض، وأدباً يسحر، وحكمة رائدة، وشاردة وفائدة، إن منهن.. البصيرة الثاقبة، والنظرة النافذة، والروح الشاعرة، والموهبة الباهرة. إن النساء رياحين خلقن لنا وكلنا يشتهي شم الرياحين إذا رأيت الحرف يسيل من يراعه المرأة فاعلم أنه رقة تترقرق، وزهرة تتفتق، وعذوبة تتدفق وإذا رأيت العبارة تغرد على شفتي المرأة فاعلم أنه سحر يموح، وخيال يمتد، وجنون يغني وإذا رأيت الفكر يفيض من عقل المرأة، فاعلم بأنه رقي يتوهج، وعمق يتسلسل، ونور يضيء. وإذا رأيت الشعر يذوب من قلب المرأة فما ظنك بالحرير والندى، والغيث إذا همى. وإذا نظرت إلى أسرة حرفها برقت كبرق العارض المتهلل فيا بنت حواء، لو قالوا فيك ما قالوا، وصالوا حول بخسك وجالوا، فأنت شعاع الكون المنبث، وأنت نسيم الفضاء المحتث، وأنت رونق الحياة، وأنت موت الألم، إذا ابتسم ثغرك تضطرب القلوب، وإذا أومض طرفك تلعثمت الكلمات، وإذا أشرق وجهك ضاعت الدنيا، وإذا خطرت قتلت، وإذا رفلت نحرت، وإذا فتنت فتنت.