قد تكون الإعاقة غالبا عائقا عن الاستمتاع بالقدرات والطاقات التي حباها الله البشر، وقد تكون على النقيض من ذلك فتصبح نبراساً وقائدا للابداع واظهار القدرات والطاقات الكامنة لدى النفس البشرية، يتفوق من خلالها المعوق على من سواه من الأصحاء الذين لم يعوا ما حباهم الله من نعمه. الطفل فهد الشمري من الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، يدرس في الصف الثاني الابتدائي ويبلغ من العمر 8سنوات، يعاني من اعاقة حركية منذ ولادته أرغمته قدرة المولى على ملازمة الكرسي المتحرك، فيستمتع بالحياة ويلهو ويلعب كغيره من الاطفال عبر هذا الكرسي، فهو صديقه الصدوق وآمن رفيق له، ورغم ذلك لم تكن هذه الإعاقة سوى حافز للإبداع، فهذا الطفل المقعد لديه من القدرات الكامنة ما تفوق من في عمره من الاطفال الأصحاء، فهو يحصد الجوائز ويحظى بالتكريم، حيث نال العديد من الجوائز نظير فوزه في عدد من المسابقات والمشاركات، فهو هذا العام يتباهى ويتفاخر امام اقرانه الأطفال بأنه تشرف بالسلام على خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - أثناء مشاركته مع زملائه في حفل ابوريت الجنادرية، كما يستعد فهد الآن لبدء رحلة علاجية في أحد المصحات في التشيك بعد ان تكفل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - حفظه الله - بنفقات علاجه هناك. تقول والدته ل "الرياض" بان ابني قد حباه الله العديد من القدرات والمهارات فهو قد حصل على المركز الاول في مارثون المعاقين عام 1428ه الذي اقيم في كلية الأمير سلطان، وحصل على المركز الثاني بمارثون المعاقين بطريق الملك عبدالله عام 1426ه ، كما حظى بتكريم من وزارة المياه والكهرباء ضمن حفل ترشيد استهلاك المياه الذي نظم عام 1426ه والعديد من المشاركات في المهرجانات والفعاليات المختلفة. وتضيف بان فهد لديه موهبة الرسم وكتابة القصة القصيرة فقد تم ترشيحه للمشاركة في مسابقة الشيخة لطيفة لابداعات الطفولة في دبي بدولة الامارات العربية المتحدة للقصة القصيرة، كما ان لديه عددا من اللوحات التي رسمها بريشته وتم بيعها في مزادات للمعاقين. وناشدت ام فهد من يتبنى من طباعة ونشر قصص ابنها حتى لا تندثر موهبته، حيث تقول باننا لا نستطيع نشر قصص فهد وتسويقها فظروفنا المادية لا تسمح بذلك، كما ابدت ام فهد في حديثها مع "الرياض" تخوفه من مستقبل ابنها الدراسي، وقالت بان النظام الجديد الذي اقرته وزارة التربية والتعليم الذي ينص على دمج الطلاب المعاقين مع الاطفال الأصحاء في المدارس حيث لم اجد مدرسة تقبل بابني وتتكفل بمتابعته، فبدون ادنى شك انه سيحتاج الى الذهاب الي دورة المياه لقضاء الحاجة، فمن سيتكفل بادخاله ومتابعته، هو وغيره من الأطفال المعاقين، واضافت بان بعض المدارس الخاصة لم تقبل فهد ايضا والبعض الآخر لا يمكنني الحاقه بها لكلفتها العالية. كما بينت انها لن تأمن ان يقوم أحد العمالة بمتابعة ابنها ورعايته في المدرسة حسب مقترح ادارة المدرسة، وقالت بان مشاكل العمالة كثيرة ومن الصعب ان اترك أحدهم مرافقا لابني، وطالبت أم فهد الوزارة بان تنظر في هذا الامر وان تتعاقد مع ممرضين وتضعهم في المدارس التي يقبل فيها ذوي الاحتياجات الخاصة مثل حالة فهد ليقوموا برعايتهم وتنظيفهم. وقدمت ام فهد في ختام حديثها شكرها وتقديرها لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز على تكفله بنفقات علاج فهد داعية الله بأن يجزيه خير الجزاء على هذا العمل، وبأن يمن الله على ابنها بالشفاء والعافية.