تعرض وزارة الثقافة في اقليم كردستان العراق اول فيلم عراقي يصور اللحظات الاخيرة لسقوط النظام السابق والفوضى التي اجتاحت البلاد وخصوصا بغداد والدمار الذي اصابها عبر علاقة عاطفية لم يكتب لها النجاح. وفيلم "احلام" للعراقي المغترب محمد الدراجي الذي يعرض حاليا في قاعة "بيشوا" في اربيل، كبرى مدن اقليم كردستان، هو الاول الذي يصور بغداد اثر سقوط النظام السابق وما تخلل ذلك من معاناة وخصوصا الشبان الذين كانوا يساقون إلى الحرب. ويروي الفيلم، ومدته اكثر من مئة دقيقة، قصة تعرض شاب قبل زفافه بلحظات إلى الاعتقال من قبل المخابرات بتهمة سياسية واقتياده إلى مكان مجهول بعد ان كان يحلم مع خطيبته بحياة اسرية هانئة. ويقوم عناصر المخابرات بالاعتداء على العريس ويشبعونه ضربا مع خطيبته التي تحاول انقاذه من ايديهم لكنها تصاب بمرض عقلي نتيجة اصابتها بكدمات خطرة في رأسها ثم ينتهي بها الامر في احدى المصحات العقلية في بغداد. ولعب ادوار البطولة الفنانة الشابة آسيل عادل والفنان محمد هاشم إلى جانب مجموعة اخرى من الشباب. ويعبر المخرج لوكالة فرانس برس عن "سروره لانجاز هذا الفيلم الذي يصور احداثا وتفاصيل ستكون شاهدا على ما جرى في يوم تاريخي سيبقى راسخا في الذاكرة العراقية" ويضيف الدراجي ان "الفيلم يشارك في اكثر من مهرجان دولي قبل عرضه بشكل متواصل في اربيل وكان عرض على النقاد والمهتمين بالسينما العراقية ليوم واحد قبل ذلك". ويقول المخرج ان فيلمه "حصد عشرين جائزة آخرها جائزة النقاد في روسيا وجائزة افضل تحكيم من معهد العالم العربي في باريس وجائزة افضل فيلم اسيوي وافضل ممثل في قرطاج وافضل فيلم في مهرجان سينمائي في نيويورك". وشارك الفيلم في مهرجانات القاهرة ودبي وقرطاج وروتردام وميونخ وموسكو ونيويورك وسياتل وطوكيو ويوزع تجاريا في اسبانيا واميركا وبريطانيا. من جهته ،اعتبر وزير الثقافة في حكومة اقليم كردستان فلك الدين كاكائي ان "الفيلم استطاع تجسيد وتسجيل لحظات مهمة من مرحلة تعتبر من اهم مراحل الحياة السياسية في العراق". وعبر عن امله في ان "يشاهد العراقيون الفيلم لكي يعرفوا اين اصبحوا ومن اين اتوا وكيف كان النظام السابق". وأوضح ان الفيلم "رسم صورة واقعية للحظات السقوط كما صور من الناحية الانسانية كيف ان البؤساء والمقهورين يساعدون بعضهم في اوقات الشدة بينما المجرمون ينهبون اموال الدولة".