عندما كان الأستاذ عبدالعزيز العمران مدير تحرير جريدة "الرياض" آنذاك يعرض علي أن أتولى تحرير الصفحة الرياضية في الجريدة بعد تجربة الكتابة الرياضية المستقلة ربما لمدة عامين ولم أكن وقتها مؤهلاً لأن أكون محرراً ناجحاً في مجال التعليق الرياضي بسبب قصر النظر من ناحية وعدم الإلمام بالأنظمة الرياضية وفي نفس الوقت لم يكن من طموحي أن أصعد إلى ما بعد مهمة هذا العمل في المجال الصحفي لكن ما حدث أشبه بما يكون لو كان هناك ضوء من بعيد يرسم لي.. إلى أين السير.. هي معونة الله وتوفيقه فقد كنت في الدراسة ما قبل الجامعية أرتب نفسي لكي اتخصص في التاريخ القديم فإذا بي مرغماً اتخصص بالجغرافيا لإغلاق الكليات الأخرى عدا اللغة الإنجليزية بسبب الخلاف مع مصر وقتها.. أحمد الله أن صحتي وفرص عملي وإمكانيات نجاحي توالت من الصفر إلى الأعلى.. عرفت طفولة متقشفة للغاية ثم مراهقة متعددة الشكوى الصحية وصعوبة كفاءة المعيشة حتى أخذني سن الرجولة إلى مواقع النجاح صحياً ومهنياً خصوصاً بعد إجراء عملية صعبة أخذت من المعدة نسبة 80% وأدخلتني في نظام غذائي صعب للغاية لكن الصحة اتجهت إلى الأفضل مثلما اتجه العمل إلى الأفضل بعدها أصبحت رئيس التحرير الوحيد الذي يمثل الصحفيون في جريدته أكثر من 50% في ملكية عضوية المؤسسة وفي اتخاذ قرارات جمعيتها العمومية وأنها الوحيدة التي تضمن زيادة مرتبات سنوية للمحررين حتى تكفل تحسن استحقاقاتهم من التأمينات الاجتماعية وجعلت مرتب شهرين سنوياً حقاً للصحفي من الأرباح وارتفع مستوى الرواتب والمكافآت إلى ما بين الخمسين ألفاً والسبعة آلاف للمستجدين.. وهذه امتيازات يجب أن يطالب بها الصحفيون في المؤسسات الأخرى وسأتناول هذا الأمر فيما بعد. عندما تم النداء على اسمي في حفل الكويت الشقيقة لتكريم الرواد الإعلاميين في ملتقى الإعلام وكان النداء الأول لمعالي الأستاذ محمد بن عيسى ثم طلب مني الصعود إلى المنصة حيث سمو رئيس الوزراء أربكتني عودة سريعة إلى ماض بعيد.. كان في ذهني الأستاذ عبدالعزيز العمران وهو يحدثني عن وظيفة محرر رياضي بمرتب 450ريالاً.. أين دفعت بي التجربة. هؤلاء الذين يصعدون معي معروف عربياً أنهم رموز اعتدال وبناء نموذجي لمستويات إعلامية متألقة.. مع أن تكريمي لم يكن للمرة الثالثة أو الخامسة.. بعد اليوم الأول في الكويت.. تدافعت إلى مكتبي وهاتفي مئات الاتصالات.. من مختلف المستويات الاجتماعية.. الكل أشعرني أنني كنت أمثله هناك ولأنني لا أريد أن أوظف هذه المشاعر بعائد شخصي فإنني أعتذر عن النشر وأوجه الشكر من هنا.. من هذه الزاوية التي أطل منها على المجتمع بشكل شبه يومي منذ أكثر من ثلاثين عاماً.. مقدراً للجميع مشاعرهم ولا أنسى أن أشكر الصحف السعودية التي اهتمت بالمناسبة وتابعتها فهي لا تخصني وإنما المتابعة تعني تقدير إيكال مهمة الرعاية إلى رئيس مجلس وزراء الدولة وفي ذلك تقدير للكويت.