سجل الدولار الأمريكي الأسبوع الماضي مستويات قياسية من الانخفاض امام اليورو وتراجع بأكثر من 100نقطة أمام الين الياباني. ولكن لم تستمر موجة البيع هذه طويلاً على الدولار حيث استرد الدولار خسائره سريعًا. كانت البيانات الاقتصادية الأمريكية ضعيفة حيث جاء العجز في الميزان التجاري أعلى من التوقعات. فعلى الرغم من أن الضعف الأخير في الدولار الأمريكي أدى بالعديد من الناس إلى الاعتقاد بأن العجز التجاري سيضيق، إلا أننا حذرنا مسبقا من ان العجز قد يمتد بسبب تدهور مؤشر ISM الصناعي. وقد تحسنت قراءة الشكاوى الأسبوعية من البطالة إلا أن اجازة عيد الفصح لا تجعل هذا الرقم يعبر عن الحقيقة، خاصةً وان معدلات الشكاوى المستمرة من البطالة لا تزال عند مستويات مرتفعة. حتى ان سكرتير الخزانة الامريكية "بولسون" قد اعترف بأنه هبط بحدة. ولسوء الحظ لا يوجد تفسير قوي لارتداد الدولار الامريكي غير حقيقة ارتفاع الاسهم، وانخفاض اسعار السلع وعدم رضا تجار العملات بتصريحات تريشيه. ولم يحن الوقت لمعرفة اذا ما كان هذا الارتفاع سيستمر ام لا. من الناحية الاقتصادية، من المفترض ان يحل الضعف بالدولار أكثر بسبب مبيعات التجزئة والذي من المقرر الاعلان عنها يوم الاثنين القادم. ولكن على اي حال لا يبدو ان التحليل الاساسي هو ما كان يقود حركة الدولار اليوم حيث سيطر التحليل الفني على الاوضاع بالاضافة الى احساس السوق العام. ويبدو ان نموذج القمة الثلاثية على الرسم البياني لليورو/ دولار قد يتلاعب بنا، حيث أنه يذكرنا بالنموذج الذي تكوّن على الرسم البياني للسعر في الفترة بين نوفمبر وفبراير عندما اختبر مستوى 1.4968للمرة الرابعة قبل أن يتمكن السعر من اختراق مستوى 1.50.وبالتالي حتى بالرغم من اعتقادنا بأن اليورو/ دولار سوف يخترق مستوى 1.60، الا ان قيام السعر بحركة تصحيحية قبل ذلك لن يكون امرا غريبا. في الحقيقة، نتوقع أن يأتي كل من مؤشر ثقة المستهلك من جامعة ميتشجان ومؤشر اسعار الواردات بنتائج ايجابية للدولار وذلك بسبب التحسن في مؤشر ثقة المستهلك من ABC والارتفاع الحاد في اسعار السلع. اليورو كان لدى مشتري اليورو الأسبوع الماضي أمل بأن يدفع البنك المركزي الاوروبي العملة الى مستويات ارتفاع قياسية. وحالما تم الاعلان عن قرار البنك الخاص بسعر الفائدة، بدأ اليورو في الانعكاس وزادت هذه الحركة عندما بدأ تريشيه مؤتمره الصحفي. على الرغم من ان محافظ البنك المركزي الاوروبي قد أخبر الاسواق بأن "رأي المجلس الحاكم للسياسة النقدية لا يزال كما هو منذ المرة السابقة، وأنه ان كان هناك تفسير بأن هذا الاتجاه قد تغير فإن هذا التفسير خاطئ"، إلا أن حركة سعر اليورو/ دولار تدل على أن التجار يعتقدون العكس. ونرى من خلال تصريحات تريشيه ان البنك المركزي لا يشعر بالارتياح إزاء المستوى الحالي للتضخم. معدل النمو في اعتدال الآن وتريشيه يعترف بذلك ولكن لا يعتبر التباطؤ كافيا لهم للتفكير في قطع اسعار الفائدة. ما يثير الاهتمام هو ان تريشيه استخدم كلمة "استقرار السعر" سبع مرات فحسب في البيان الافتتاحي بعد كان عدد تلك المرات ثماني خلال المؤتمر الصحفي في المرتين السابقتين. إن تباطأ الاقتصاد الأمريكي أكثر، فسوف يبدأ في سحب اقتصاد منطقة اليورو معه مما قد يجبر البنك المركزي الاوروبي في النهاية على التقليل من حدة موقعهم المؤيد لرفع سعر الفائدة. في الوقت ذاته، لا تزال البيانات الاقتصادية قوية حيث تفوق كلاً من الانتاج الصناعي الفرنسي والحساب الجاري على التوقعات. الباوند البريطاني قطع البنك البريطاني سعر الفائدة بسبة 0.25% لتصل الى 5.00%. كان البيان الصادر عن البنك متوازنًا مع قلق البنك المركزي إزاء معدل النمو ومخاطر التضخم. وقد اوضحت حركة سعر الباوند البريطاني بعد قرار سعر الفائدة مدى الحيرة التي تنتاب السوق حول تفسير بيان البنك البريطاني. فقد تذبذب الباوند/ دولار في مدى تداول سعته 70نقطة لمدة ثلاث ساعات قبل ان ينهار في النهاية معتمدًا على قوة الدولار الواسعة النطاق. ولا بد ان قرار البنك البريطاني هذه المرة كان صعبًا، حيث ان كلاً من التضخم ومعدل النمو يعتبران مبعثا على القلق بالنسبة للبنك. عملات السلع فشل كل من ضعف تقرير التوظيف الاسترالي ومؤشر مديري المشتريات النيوزلندي وقوة الميزان التجاري الكندي في التأثير على كل من الدولار الاسترالي والنيوزلندي والكندي. فقد استنأنف كل من الدولار الاسترالي والنيوزلندي ارتفاعهما والذي بدأ مع بداية الشهر، بينما بقي الدولار الكندي بدون تغيير مستردًا بعض ما كان قد تكبده من خسائر. كانت مستويات الرغبة في المخاطرة وارتفاع الاسهم الامريكية هي ما يقود حركة عملات السلع خلال الأسبوع الماضي. وعلى الرغم من أن هذه العوامل قد تستمر في التأثير على حركة عملات السلع، إلا أن معدل النمو يبدأ في الضعف وسوف يؤثر ذلك في النهاية على الدولار الاسترالي والكندي والنيوزلندي. الدولار/ ين كان هناك انعكاس قوي خلال اليومين الماضيين في جميع أزواج الين الجانبية بفضل ارتفاع الاسهم الأمريكية والدولار الأمريكي. على الرغم من التعافي، الا أننا نعتقد أن صفقات الشراء بالاقتراض بما فيها الدولار/ ين قد تتعرض للخسائر بسهولة. و قد يحدث ذلك في الاسبوع القادم. تشير اسواق المال إلى أن عامل كره المخاطرة قد عاد مع عودة الفرق بين اسعار الفائدة على الاقراض فيما بين البنوك لثلاثة اشهر إلى المستويات التي كانت عليها قبل ازمة بير ستيرنز. في الوقت ذاته تشهد البيانات الاقتصادية اليابانية تحسنا، حيث ارتفعت الطلبيات الآلية بما يزيد على التوقعات خلال شهر فبراير. @ محلل مالي