ستعلن ستة من البنوك المركزية عن قراراتها الخاصة بأسعار الفائدة خلال هذا الأسبوع، وأعلن اثنان منها عن قرارهما رسمياً، حيث رفع البنك الأسترالي من سعر الفائدة بنسبة 0.25% وقطع البنك الكندي سعر الفائدة بنسبة 0.50%. وفي سوق العملات، لا يتعلق الأمر بما فعلت، بل يتعلق بما تخطط لفعله في المستقبل؛ ولهذا السبب تعرض كل من الدولار الأسترالي والدولار الكندي للبيع المكثف بعد اجتماع السياسة النقدية لكل منهما. وعلى الرغم من أن سعر الفائدة الأسترالية يصل إلى أعلى مستوى له خلال 12عاماً، إلا أن هذا لم يمنع البنك الأسترالي من الانخفاض بنسبة تزيد على 1% مقابل الدولار الأمريكي واليورو والين الياباني. فبعد رفعه لسعر الفائدة بنسبة إجمالية تصل إلى 1% خلال الثمانية أشهر السابقة، إلا أن البنك الأسترالي أشار إلى انه سيتوقف قليلاً عن الرفع. ووفقاً للبيان الصادر عن "ستيفينز"، فإن الطلب المحلي معتدل وان ضيق الأوضاع المالية يمكنه أن يتسبب في تباطؤ معدل النمو أكثر. وبمعنى آخر، من المحتمل أن يكون رفع سعر الفائدة الذي قام به البنك الأسترالي الليلة الماضية هو الرفع الأخير. أما بالنسبة للبنك الكندي، فلم يقطع البنك الكندي سعر الفائدة بما يزيد على توقعات السوق فقط،، ولكن حذر "مارك جارني" المحافظ الجديد للبنك الكندي من أن تحفيز السياسة النقدية للنشاط الاقتصادي أكثر قد يكون أمراً مطلوباً في المستقبل القريب. وعلى الرغم من الارتفاعات القياسية لأسعار النفط وتزايد معدلات النمو الكندية ، إلا أن البنك الكندي قلق من التأثيرات السلبية التي قد تنجم عن تباطؤ معدلات النمو الاقتصادية الأمريكية، ولهذا السبب يحاول البنك التحضير والاستعداد لذلك عن طريق قطع سعر الفائدة الآن قبل لاحقاً. تسبب ذلك في بدء تعرض الدولار الكندي لموجة من البيع المكثف والتي من المتوقع استمرارها خلال الأيام القليلة القادمة على الأقل. حان الوقت لتوجه الأنظار نحو تقرير التوظيف الأمريكي بغير القطاع الزراعي امتد ضعف الدولار أمام اليورو والباوند البريطاني والين الياباني، حيث بدأ التجار في تغيير وجهة أنظارهم وتركيزهم على تقرير التوظيف الأمريكي بغير القطاع الزراعي المقرر الإعلان عن نتائجه يوم الجمعة من هذا الأسبوع. ويعتقد "ميشكن" العضو الفيدرالي أن الاقتصاد الأمريكي يواجه مخاطر كبيرة وذلك يلغي الخوف من ضغوط تضخمية، وهذا ما يبرر موقف البنك الفيدرالي الذي يميل إلى قطع سعر الفائدة الأسبوع الماضي. بينما قال "فيشر" العضو الفيدرالي في مؤتمر بلندن إن "احتواء التضخم" لابد أن يكون هو هدف البنك الفيدرالي و"إن كان التباطؤ المؤقت في معدل النمو هو ما يجب علينا تحمله من اجل تحقيق هذا الهدف"، فسيكون هذا هو "العبء الذي علينا تحمله، وإن كان ذلك مزعجاً سياسياً". وهذا يقودنا إلى التساؤل حول إن كان قطع البنك الفيدرالي لسعر الفائدة ناتجاً عن ضغط الساسة أكثر من الاقتصاديين ، ولكن هذا سيستدعي مناقشة قد تحتاج ليوم آخر. ولا زلنا نعتقد أن الدولار الأمريكي سوف يشهد المزيد من الضعف قبل أن يحصل على فرصة بالتعافي في النصف الثاني من هذا العام. اليورو متمسك بارتفاعاته القياسية لا يزال اليورو صامداً بالقرب من أعلى مستوياته القياسية، حيث تدل التصريحات من أعضاء البنك المركزي الأوروبي على أن خطر التدخل من البنك عند حده الأدنى. على الرغم من أن "جنكر" عضو البنك الأوروبي يعتقد أن اليورو يرتفع عن قيمته المفترضة، إلا أنه يشعر أن المشكلة في الدولار أكثر منها في اليورو نفسه. ويدرك اغلب المسؤولين الأوروبيين حقيقة أن قوة العملة مطلوبة لاحتواء التضخم. وفي ظل ارتفاع أسعار الذرة إلى مستويات قياسية وارتفاع أسعار الأرز على أعلى مستوى لها خلال 20عاماً، فإن المسألة مجرد مسألة وقت قبل أن نرى ارتفاعاً في أسعار المستهلك. في هذه المرحلة، يحتاج البنك المركزي الأوروبي من عملتهم أن تكون قوية وان يتباطأ معدل النمو لتكون لديهم فرصة للعودة بالتضخم إلى ما دون المستوى الذي يستهدفونه. جاءت يوم أمس البيانات الخاصة بمؤشر أسعار المنتجين من منطقة اليورو والإنتاج المحلي الإجمالي بنتائج متوافقة مع التوقعات، وبالتالي لم يتراجع اليورو بشكل كبير. الباوند البريطاني واستعداد لاختراق كبير يتحرك الباوند البريطاني بشكل متماسك في الوقت الحالي منذ الأسبوع الماضي، ويشير تقلص حجم مدى التداول إلى أن العملة في أوج نشاطها واستعدادها لإجراء اختراق كبير. وعلى المدى المتوسط، ستتجه أسعار الفائدة البريطانية إلى الأسفل ونعتقد من ناحية التحليل الأساسي أن الضعف لا يزال هو الاتجاه المسيطر على الباوند البريطاني. وجاءت البيانات البريطانية بنتائج متضاربة، حيث تراجع مؤشر مديري المشتريات بقطاع الإنشاءات إلى ما دون التوقعات قليلاً بينما تفوق مؤشر مديري المشتريات بالقطاع الصناعي على التوقعات الخاصة به. أزواج الين الياباني تعاني من أجل الارتداد في ظل انخفاض سوق الأسهم الأمريكية بمقدار 450نقطة منذ الخميس الماضي وبمقدار 650نقطة خلال اليومين الماضيين، تستمر معاناة صفقات الشراء بالاقتراض. ويعتبر الفرنك/ الين هو زوج الين الوحيد الذي أغلق في المنطقة الإيجابية بينما كان الدولار الاسترالي/ ين هو أكبر خاسر في أزواج الين يوم أمس. يعتقد "نوكاجا" وزير المالية الياباني أن الاقتصاد الياباني لا يزال في طريق التعافي وأن البيانات الاقتصادية التي صدرت مؤخراً تدل على هذه الاحتمالية. @ محلل مالي