لم ينتهِ ضعف الدولار فهذه المعلومة صحيحة فقط بالنسبة للين الياباني والفرنك السويسري ونوعاً ما أمام اليورو. وذلك لأن الدولار قد اكتسب قوة أمام عملات السلع والباوند البريطاني، حيث يسيطر عامل كره المخاطرة على سوق العملات. وعلى الرغم من أننا نتوقع استمرار ضعف الدولار أمام اليورو، والين الياباني والفرنك السويسري، إلا أنه من الممكن أن نشهد ارتداداً للدولار أمام العملات ذات العوائد المرتفعة. وبالتالي فإن شراء الدولار قد يكون قراراً خاطئاً إن كان ذلك أمام العملات التي من المتوقع استمرار ضعفه أمامها. وبسبب تحركات سوق العملات التي لا تقل مقدارها عن نقاط تحتوي على ثلاث خانات، بالإضافة إلى تحركات السعر في سوق العملات بمقدار 300نقطة، سيكون من الصعب للغاية تعافي صفقات الشراء بالاقتراض. وفي الحقيقة، نتوقع تراجع ذلك النوع من الصفقات أكثر من توقعاتنا بانخفاض الدولار الأمريكي نفسه. ونظرًا لأن الدولار الاسترالي/ الأمريكي والدولار النيوزلندي/ الأمريكي من العملات التي يتم استخدمها في صفقات الشراء بالاقتراض، فهي معرضة للمزيد من الضعف. يعتبر الدولار الأمريكي الآن عملة ممولة لصفقات الشراء بالاقتراض ومن المهم ألا ينسى التجار ذلك. من ناحية أخرى، وفقاً ل "بارني فرانك"، رئيس لجنة الخدمات المالية، ترغب وزارة الخزانة الأمريكية الآن في مناقشة طرق لمساعدة آلاف من الأسر الأمريكية التي تواجه مشكلة الحجز على منازلهم بسبب عجدم قدرتهم على تسديد القروض في موعدها. تتضمن الاقتراحات التي قدمها "فرانك" التجاوز عن جزء من القروض، ورفع التأمين إلى 300بليون دولار. وقد خفضت شركة "فاني مي" و"فريدي ماك" من متطلبات رأس المالي، مما سيسمح لهم باستخدام أموالهم الزائدة لشراء قروض الرهن العقاري. وسوف يؤدي ذلك إلى ارتفاع يصل إلى 200بليون دولار في سيولة أسواق السندات المدعومة بالرهن العقاري، وهناك أمل بأن تنتهي مأساة السوق باتحاد جهود الحكومة الأمريكية والبنك الفيدرالي. وفي الواقع، سيحتاج الأمر بعض الوقت قبل أن تطبق هذه الخطط، كما سيحتاج أي حافز إلى وقت حتى تشعر الأسواق بأثره. تأثير نهاية السنة المالية على الين تراجعت الأسواق الأمريكية عن المكاسب التي جنتها يوم الثلاثاء، حيث تسلل كره المخاطرة إلى الأسواق المالية مرة أخرى. انخفض الدولار/ ين إلى ما دون مستوى 100، مما أدى إلى تراجع الدولار الاسترالي/ ين والباوند/ ين والدولار الكندي/ ين معه. لا تزال العقود المستقبلية تضع احتمالية قوية بأن سعر الفائدة الأمريكية سوف ينخفض إلى 1.75% مع نهاية شهر يونيو، ما يعني أن التجار يتوقعون قطع سعر الفائدة مرة أخرى بنسبة 0.50%. كما أن "توشيهوكو فوكي" لم يعد محافظاً للبنك الياباني بعد الآن، لأن فترة ولايتة قد انتهت رسميًا قبل يوم أمس، ومن المتوقع أن يحتل منصبه "ماساكي شيراكاوا" حتى يتفق الحزبان المتعارضان في الحكومة على محافظ جديد. هذه هي المرة الأولى التي لا يكون فيها محافظ مستمر للبنك المركزي في اليابان بعد الحرب. وفي ظل ظروف السوق الحالية، قد يكون ذلك مهماً بالنسبة للين الياباني، ولكن خلال هذه الأيام، سيكون عامل كره المخاطرة هو المسيطر على السوق. من المهم أيضاً أن نذكر أن يوم 31مارس هو نهاية السنة المالية في اليابان. الباوند البريطاني يتراجع بسبب محضر الاجتماع وبيانات التوظيف تراجع الباوند البريطاني امام جميع العملات الرئيسية البارحة. فقد جاء محضر اجتماع البنك الياباني مؤيدًا لقطع سعر الفائدة، حيث صوّت 7أعضاء فقط من بين 9لصالح الإبقاء على سعر الفائدة كما هي بدون تغيير، وصوّت العضوان الآخران لصالح قطع سعر الفائدة. ما كان مثيرًا للاهتمام أكثر في محضر الاجتماع هو تلك الجملة التي أشارت إلى أن السبب الوحيد الذي أدى لعدم قطع البنك سعر الفائدة هذه المرة كان خوف البنك من أن يكون القطع مرة بعد مرة بمثابة رسالة للسوق بأن لجنة السياسة النقدية كانت تركز على "المخاطر الهبوطية التي تواجه الطلب على حساب التضخم". هذا يشير إلى أن أسعار الفائدة سوف تستمر في الانخفاض، ومن المحتمل أن يكون ذلك في الاجتماع المقبل. كما جاءت بيانات التوظيف بقراءة أسوأ من التوقعات، بالإضافة إلى معدلات الشكاوى من البطالة. اليورو يبقى ثابتاً على الرغم من ضعف البيانات الاقتصادية بقي اليورو ثابتاً على الرغم من اتساع العجز في الميزان التجاري والتصريحات التحذيرية التي أدلى بها البنك المركزي الأوروبي. وفقاً ل "ميرش" ستتمكن منطقة اليورو بالكاد من الهروب من التباطؤ في الولاياتالمتحدة، ويتزايد القلق الآن بشأن أسواق التمويل. وتعتبر هذه من أولى التصريحات النقدية المباشرة من البنك المركزي الأوروبي، ولكن حتى نسمع سلسلة من هذه التعليقات، سيبقى اليورو متفوقاً في أدائه على الدولار. ستلقي مؤشرات مديري المشتريات بالقطاع الصناعي وقطاع الخدمات بالضوء على ما إذا كان اقتصاد منطقة اليورو قد تأثر بالتباطؤ الأخير في أمريكا أم لا. وإن ظهر ان هناك مرونة مستمرة من الاقتصاد الأوروبي، فلا شك بأن ذلك سيكون إيجابياً لليورو. @ محلل مالي