بمناسبة حفل تكريم الدكتور منصور بن محمد السميح بعد انتهاء عمله مديراً لمعهد القرآن الكريم بالحرس الوطني، أهدي هذه القصيدة له عرفانا لجهوده، وتقديراً لأفضاله، وتعبيراً عن خلجات في الفؤاد تجاه هذا الرجل النبيل.. يسعى لك الحرف منظوماً ومنثوراً وأنتقي أروع الألفاظ تعبيرا وغاية الأمر عندي أن أتوج في هذا المساء وشاح الشكر منصورا وإن أصوغ عناقيد الوفاء له وأن ابوح بحب كان مستورا أرى القصيد سرابا ينثني هربا مني، وحين رآكم جاء مسجورا عل القوافي التي ضنت بشاردها أن تغدق اليوم إبداعاً وتصويرا لا تجبني يا حروفي، واسكبي لغة من الثناء وزيدي الصوت تحبيرا ولتبحري يا معاني الشعر في رجل افضاله تغبق الأجواء تعطيرا يا سائلا عنه والأيام تعرفه علماً غزيراً، وفضلاً ظل مأثورا هذا الذي قد بين الصحب كلهم بل فاق اقرانه سمتاً وتوقيرا حاز المكارم، لا تحصى مآثره طابت سرائره، ما كان مغرورا مسدد الرمي لا يخطي به أحداً مؤيد الرأى والتفكير والشورى دليله الحق، لا يخشى به أحداً وقوله الصدق، لا يرضى به الزورا تراه كالصبح في بشر وفي ألق تراه في الليل بدراً يبعث النورا يعطيك بسمته، ترضيك كلمته تشجيك خطبته وقعا وتأثيرا إن تأته تلق سمحاً في تعامله وتنصرف عنه مرضياً ومسروراً وإن تخض معه يوم النزال فلا تراه إلا شديد البأس منصورا جمعت حسنين من اسمين فاكتملت بك المعالي، وكم أحسنت تدبيرا! تحار فيه القوافي حين تمدحه فصيته صار بين الناس مشهورا عشنا زماناً هنيئاً من تواصلنا يفيض ورداً ويكسونا أزاهيرا أواصر الود تذكي من عزيمتنا لم نشك من شيخنا المحبوب تقصيرا واليوم يأتي النوى المشؤوم معهدنا وحل بالنفس ما قد كان محذورا ما أثقل البعد في قلبي وأوجعه! وما أمرّ شراب البين إذ ديرا! وما أشد صباحا ليس يجمعنا ومن يطيق مكاناً منك مهجورا ودعت مدرسة القرآن فانكفأت وأسيلت دمعها المدرار موفورا عقد من الدهر ترعاها وتسندها واليوم بعدكم قد أصبحت بورا وبات معهدنا يشكو فراقكم حزناً ويبكي كطفل صار موتورا ودعت من نهلوا عذب العلوم، ومن تسابقوا الحفظ قرآناً وتفسيرا اراك تتركهم من بعدما غرست آثاركم في نفوس النشء تقديرا لكنك الشمس إن غابت بناحية فنورها في الفضا يمحو الدياجيرا يا أيها الشيخ عذراً إن هفا قلمي أو أنني لم أجد في الشعر تعبيرا حسبي محب، وهذا العذر يشفع ليوهل ألام إذا أحببت منصورا؟