ناشد طلاب وطالبات كليات الطب في عموم جامعات المملكة المسؤولين بوزارة التعليم العالي بالتدخل السريع لإنهاء معاناتهم مع مكافآت سنة الامتياز بعد قرار تخفيضها إلى النصف، وعدم تجاوب الوزارات المعنية في تنفيذ مطالبهم سواء بتبرير قرار التخفيض أو إعادتها إلى وضعها السابق مشيرين إلى هذا القرار كان مستغربا، لا سيما في ظل الأوضاع الاقتصادية الممتازة التي تعيشها المملكة، خاصة وأن قرار التخفيض جاء في الوقت الذي عمت فيه مكارم خادم الحرمين الشريفين عموم الموظفين والمواطنين. وكان مجلس الشورى قد أقر توصيته في وقت سابق بإعادة مكافأة طلاب الامتياز في جميع التخصصات الطبية إلى ما كانت عليه سابقا، وذلك ضمن جملة توصيات اقرها المجلس خلال جلسته العادية الحادية والثلاثين برئاسة رئيس المجلس الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد. كما أكد مجلس الشورى في جلسته الاعتيادية السادسة على قراره السابق، بإعادة مكافآت طلاب الامتياز في التخصصات الطبية إلى ما كانت عليه، إلا أن هذا الأمل الذي مازال يرى بصيصه طلاب وطالبات الطب لم ير النور ولم يخرج إلى ارض الواقع حتى الآن. المكانة الطبية الاولى طلاب وطالبات كليات الطب اختاروا "الرياض" لتكون منبراً إعلامياً يوصل صوتهم المسؤولين حيث تحدث في البداية الطالب محمد العنزي (من طلاب السنة السادسة) وقال مكافأة الامتياز من أهم الحوافز التي ينتظرها الطالب بعد ست سنوات من الدراسة المرهقة، والتي يختمها بالسنة السابعة ( السنة الإكلينيكية ) التي يظن الكثير أنها مجرد سنة دراسية كغيرها من السنوات الست الماضية . فقرار تخفيض مكافأة أطباء الامتياز 45% لم ينتج عنه أي حافز لطلاب كليات الطب الذين كانوا ينتظرون قرارا بعكس هذا القرار تماما فكما ينتظر منا هذا الوطن الكثير فنحن ننتظر منه الكثير. وقال طبيب الامتياز جار الله العمران: إن تخفيض مكافآت طلاب الطب بالامتياز بمقدار 45% لتصبح 6آلاف ريال، لا يلبي أدنى طموح واحد منا ليحقق تطوير مستواه العلمي والعملي في حضور مناسبات طبية هامة. ويؤكد العمران أن تخفيض المكافآت دون مبرر أمر لا يمكن قبوله، نحن نستحق الإضافة لا الخفض من أجل جذب اكبر عدد من المواطنين والمواطنات مستقبلا للالتحاق بهذه المهن الشريفة وتكون حافزاً لا منفراً. التميز والبراعة ويضيف عبدالعزيز البشري (من جامعة الملك خالد) قائلا إن التميز والبراعة التي يلمسها الجميع جلية في مخرجات كليات الطب من كفاءة عالية للأطباء السعوديين، وحرصاً منهم على الوصول بالمملكة إلى أن تكون من أوائل الدول المتقدمة طبيا يجعلنا ننتظر المزيد من التشجيع والتحفيز لقرارات الخصم والتخفيض. ويستغرب محمد علي العمري هذا الإجحاف بحق كوادر وطنية تبذل الغالي والنفيس لخدمة أبناء الوطن كون هذا القرار لم يكن مجديا مهما كانت الأسباب، خاصة وان هؤلاء الأطباء جعلوا اسم المملكة يتلألأ عالميا في مجال الطب . ويقول علي القناص بعد قضاء ست سنوات من الدراسة الشاقة تبدأ سنة الامتياز حاملة معها عبء المسؤولية عن أرواح المرضى وسلامتهم، وعبء الدوام الذي لا يقل كما ولا كيفا عما يمارسه أي طبيب آخر بالإضافة إلى المناوبات المسائية، وعبء التعلم الذاتي الذي لا ينقطع . خفض المكافأة ويتساءل طالب السنة الخامسة محمد طلب بقوله كانت المكافأة تصرف كاملة طوال الأعوام الماضية، ولم يتطرق أحد إلى تخفيضها وبعد أن أصبحت الميزانية العامة للدولة تحقق أرقاما قياسية تفاجأ الجميع بقرار خفض المكافأة. ويضيف عبدالله الزهراني: في الآونة الأخيرة تفضلت حكومتنا بعدد من الزيادات والهبات للموظفين والمواطنين، ومنها زيادة الرواتب وبدل غلاء المعيشة إلا أن القرار الذي لم يكن بالحسبان هو قرار تخفيض المكافآت . استنزاف الوقت سعود سالم (طالب طب في السنة السادسة) يقول: إن طالب الطب يبذل جهوداً كبيرة أثناء دراسته لمدة ست سنوات متواصلة تستنزف منه وقته وجهده وماله وقواه الذهنية؛ وهذا كله في سبيل خدمة دينه ووطنه ومجتمعه، محافظاً بذلك على حياة الروح البشرية ويبني أمله الوحيد على هذه المكافأة في بناء أسرة سعيدة مستقرة، تكون لبنة تشارك في بناء مجتمع مترابط ومتواصل فليس من الإنصاف أن يبخس في حقه وتخفض مكافآته وتؤجل مشاريعه الاجتماعية لفترة تمتد لاثني عشر شهرا، لقد أسعدنا كثيرا قرار مجلس الشورى وتوصيته بإرجاع مكافآت سنة الامتياز على ما كانت عليه سابقاً، إلا أن هذا القرار لم ير النور حتى الآن. علي ناصر السلمان قال طبيب الامتياز يقضي زهرة شبابه وهو يكافح ويدرس، ويقدم ثم يجد من بعض من ينتمي لهذا الوطن إجحافاً وتحجيماً، الطبيب تلزمه الكثير من الامتحانات والنشاطات من حضور مؤتمرات وندوات ودورات قد لا توفرها القطاعات التي يعمل فيها، فيحتاج إلى السفر، واقتناء الكتب التي ارتفعت أسعارها بشكل غير مسبوق حتى وصلت قيمة الكتاب الواحد في بعض الأحيان إلى 800ريال، حتى يطَور من نفسه، ويجد أحقية في القبول للدراسة سنوات أخرى من حياته في جامعات معترف بها من قبل وزارة التعليم العالي لنجد بعد كل هذا العناء من يتجاهل طلباتنا بإعادة مكافآت الامتياز إلى وضعها السابق. ويقول هاني آل سرحان وما يزيد طالب الامتياز حملا فوق حمله هو ما ينتظره من اختبارات متنوعة، عليه الاستعداد لها ودورات عليه الانضمام لها، ومهارات عليه اكتسابها، بالإضافة إلى الإجراءات الخاصة بالتخرج والبحث عن الوظيفة وإكمال التعليم وكل هذا يستهلك من طالب الامتياز وقته وجهده وماله ويجعل من سنة الامتياز سنة خاصة لا كما يظن البعض بأنها استكمال لسنوات الدراسة السابقة في مضمونها.