رفضت حركة الجهاد الإسلامي فكرة نشر قوات عربية أو إسلامية في قطاع غزة دون أن يتم التوافق عليها فلسطينياً، معتبرةً أن نشر هذه القوة في ظل إغفال التوافق الوطني وعودة الحوار الداخلي تكريساً للانقسام. وقال خالد البطش القيادي بالحركة "لا يمكن أن يتم نشر أي قوة مهما كانت رايتها أو علمها دون أن يتم توافق فلسطيني وطني على هذه الخطوة، فالمطلوب ليس نشر قوات عربية في غزة، المطلوب إنهاء الأزمة الداخلية وان يعود الجميع صفاً واحداً لمواجهة العدو الصهيوني". واضاف "لا أعتقد أن نشر قوات عربية سيكون مفيداً بل على العكس، سيكرس الانقسام الداخلي، فنحن لا نريد هذه الصيغة و لا نريد أن نعطلها مسبقاً، ولكن نقول من الأفضل أن تتم المصالحة وإنهاء الانقسام وأن تعود جميع مكونات الشعب الفلسطيني لدورها". وتعليقاً على الانباء التي تتحدث عن نية السلطة في الضفة الغربية تسلم السيطرة الأمنية على مدينة جنين خلال الأيام المقبلة، قال البطش "نحن لا نعارض نشر قوات فلسطينية في المدن والمخيمات، بالعكس هي يجب أن تكون بين أبناء شعبنا تحميهم وتقف في وجه العدو الصهيوني، وفي وجه الاجتياحات، أي قوات فلسطينية في جنين أو غير جنين مرحب بها على قاعدة أن تحمي مصالح الشعب الفلسطيني وأن تحمي الأمن الداخلي من العابثين والعملاء واللصوص". وحول المعلومات التي تتحدث عن أن الرئيس محمود عباس سيجري تقييما لوضع المفاوضات خلال لقائه اليوم الاثنين مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت، أعرب البطش عن أمله بأن يتخذ الرئيس قراراً بوقف المفاوضات مع الاحتلال خلال اللقاء، لكنه قال "لا اعتقد أن الرئيس عباس سيوقف المفاوضات، لأن التفاوض جزء من العمل السياسي الذي يؤمن به، والذي يعتبر وفقاً لنا سبباً رئيسياً في دمار قضيتنا و إضعاف موقفنا الفلسطيني الداخلي". وأكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش وجود توجه لدى الحكومة المصرية للدعوة إلى اجتماع موسع للفصائل الفلسطينية من أجل بحث الوضع الفلسطيني الداخلي وتقريب وجهات النظر في مواقف الفرقاء الفلسطينيين. وقال البطش في تصريحات إذاعية ان مصر تواصل بذل الجهود "من أجل لم الشمل الفلسطيني والسعي لاستضافة حوار فلسطيني شامل لمناقشة مختلف القضايا الداخلية وتوحيد الموقف الفلسطيني". واستبعد البطش عقد هذا الاجتماع في وقت قريب، مشيرا إلى أن جهودا مصرية مستمرة للترتيب لمثل هذا الاجتماع قد تستغرق عدة أسابيع باتجاه نضوج الأجواء والترتيب الجيد له. وانتقد مصدر مسؤول في حركة "حماس" أمس المواقف المصرية الأخيرة إزاء الوضع الفلسطيني، معتبراً أن مصر بدأت "تفقد التوازن" في التعامل مع طرفي الصراع الفلسطيني الداخلي - على حد تعبيره -. ودعا المصدر في تصريحات نقلتها مواقع تابعة لحماس، الحكومة المصرية إلى إعادة تقييم موقفها من طبيعة الخلاف الداخلي الفلسطيني "والوقوف على ذات المسافة من طرفي الخلاف بما يخدم هدف رأب الصدع الداخلي وليس تغليب طرف على حساب آخر". وتابع المصدر يقول: "هذا شيء مؤسف لا نريده في حركة حماس لأننا معنيون بعلاقة جيدة ومتوازنة، والشواهد على ذلك كثيرة، ففي الوقت الذي تكتفي فيه مصر باستقبال قادة حماس من خلال مسؤولين أمنيين مصريين تستقبل قادة فتح الذين سقطوا في الانتخابات استقبالا رسميا كما جرى مؤخرا من استقبال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط لوفد من فتح الذي ترأسه عبد الله الإفرنجي". واردف بالقول "ووصل الامر الى منع بعض قيادات حماس من الحصول على تأشيرة لدخول القاهرة للمشاركة في لقاءات إعلامية هناك، كما جرى مع عضو المكتب السياسي للحركة محمد نزال قبل أيام".