في مقال نشرته مجلة نيوزويك تحت عنوان "تحريض مسيحي واعتدال إسلامي"، لفت كريستوفر ديكي الأنظار إلى أن أوروبا قامت بالعديد من الأعمال الاستفزازية ضد الإسلام ومع ذلك كان رد الفعل الإسلامي معتدلاً. ويعدد الكاتب الأعمال الاستفزازية وآخرها فيلم فتنة الذي أخرجه السياسي الهولندي غيرت وايلدرز ليثبت أن الفكر الإسلامي متخلف وخطير، وقبلها كان إعادة نشر صحيفة دانمركية للرسوم المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم. لكن أكثر تلك الأعمال استفزازاً كان قرار بابا الفاتيكان بتنصير الصحفي المصري مجدي علام ليلة "عيد الفصح" ليتحول من مسلم كاره لنفسه إلى مسيحي محب لنفسه. وحتى الآن لم يتجاوز رد فعل العلماء المسلمين في منتدى الحوار المسلم الكاثوليكي غضبهم وقولهم إن مشهد تعميد علام "يثير الأسئلة حول دوافع ومخططات بعض مستشاري البابا عن الإسلام.". ثم ينتقل الكاتب ليصف باقي صور الاعتدال الإسلامي، ففي تركيا قام حزب العدالة والتنمية الحاكم بدعم منحة دينية لتحديث وتلطيف التعاليم الإسلامية التقليدية. وفي لبنان يدعو أية الله محمد حسين فضل الله، القائد الروحي لحزب الله، المؤمنين إلى الرد على الإساءات الغربية بالطرق القانونية والثقافية المتحضرة.أما في السعودية فقد أعدت برنامجاً لتأهيل وتثقيف 40الفاً من أئمة المساجد وكان البابا بندكت السادس عشر قد أغضب مشاعر المسلمين سابقاً حينما أقتبس قول إمبراطور من القرون الوسطى وصف الإسلام بأنه "شرير وغير إنساني"، ثم نشرت جريدة الفاتيكان أن تعميد علام "أظهر بشكل واضح الحرية الدينية". ويوضح الكاتب أن البعض ألمح إلى أن البابا بندكت لم يكن مدركاً لمدى غضب العلماء المسلمين من اهتمامه بعلام الذي عُرف بكتاباته المناهضة للإسلام ووصفه له بأنه دين يثير الإرهاب، حتى إن بعض المسيحيين اختلوا بالمطران بول هيندر، ممثل الفاتيكان في المنطقة العربية، أثناء "عيد الفصح" وسألوه عن سر عقد التعميد بهذا الشكل المبالغ فيه. ويقول الكاتب إن الغضب الإسلامي قد يرفع من مبيعات كتب علام، إلا إذا قرر العالم الإسلامي طي الصفحة بشكل غير مسبوق. (ACT)