أُطلق على الراتب الشهري مسمى "الزائر"، لأنه الفرحة به لم تعد في أوج تألقها كما كان يحدث سابقا، كونه لا يطيل المكوث رغم شوق الجميع إليه، لأن التخطيط المسبق لصرف كل قرش فيه يجعله ينتهي قبل أن يستلمه الفرد آليا، وهذا ليس بسبب قلة الراتب أو كثرته، لأن كل إنسان يستطيع أن يضع خطة للمصروفات حسب دخله الشهري ولكن بسبب الأحلام التي تفوق الواقع والمنافسة للحصول على كل الأشياء استنادا على الراتب والذي لا يحتمل إلا البعض منها، ومن هنا انطفأت تلك الفرحة بقدومه وأصبح أخف زائر يزور الجميع كل شهر، فما هو المطلوب في التعامل لدعم ذلك الراتب ولتوفير استقرار اقتصادي منظم للأسرة. الدخل الإضافي هند القحطاني موظفة، تؤكد على أهمية إيجاد دخل إضافي يدعم الميزانية الأسرية، ويرفع مستواها فهي ترى بأن الطموح في الحياة المريحة مطلب حقيقي لابد أن ندعمه بالجهد والإرادة، وعندما تكبر الأسرة وتزداد مطالب الحياة مع كبر الأبناء ومتطلباتهم يكون من باب ادعى البحث عن مكامن القوة والإبداع الوظيفي أولا لشغل وقت الفراغ وثانيا لتلبية الاحتياجات الأساسية وربما الضرورية وهناك أعمال إضافية قد تكون امتداد للوظيفة وقد تكون بعيدة عنها ومن الأفضل أن تكون ضمن حدود الأنظمة المتاحة للعمل بمبدأ الحلال في كسب لقمة العيش، فمن المناسب أن يستغل الرجل والمرأة وظيفة التدريس لمن يحتاج الدروس الخصوصية وليس الإهمال في شرح الدروس أثناء الحصص لدفع الطلبة لالتحاق بتلك الدروس ولكن لاستثمار الوظيفة الحركية في فترة معينة من اليوم تساعد وتساند الوضع المادي المشحون بالمصروفات فلو كان راتب رب البيت لا يكفي وهو مثقل بالأعباء والديون، فماذا يفعل.! إن القيام بعمل جيد لمن يحتاج فعليا المساندة وبأجور معقولة فالضرورات تبيح المحظورات، في غير مضرة بالآخرين فهو يساعد نفسه ويستغل ما يمتلك من علم، أو حتى الالتحاق بالمؤسسات التي تحتاج لمثل تلك المهارات التعليمية، أو لزيادة الدخل الصيفي بالتقديم للمراكز الصيفية والنوادي وخصوصا أن فترة الصيف هي فترة الإجازة تعتبر قمة المصروفات للترفيه والاستضافة، فلابد أن يكون هناك حلول إضافية كما أن هناك عمليات البيع والشراء وخصوصا للأبناء في فترة المواسم كفترة رمضان باحتياج الكثير من أصحاب المحلات لتكثيف الأيدي العاملة حيث تتضاعف فرص البيع والشراء فيكون راتب الابن دعم للبيت أو حتى لمصروفاته الخاصة في العيد ،كما أن فترة الحج تنفتح فيها فرص العمل للجميع وتفيد كثيرا في هذا الشأن، ومن أنواع الدخل الإضافي هو مدى ذكاء رب البيت وربة البيت في المساهمة بجزء من الراتب في الاشتراك كمساهمين في إحدى الأعمال الحيوية المهنية بالشراكة لتوفير دخل شهري جيد هذا عدا استثمار البيت نفسه خصوصا إذا كان هناك متسع لتأجيره سواء لوقت محدد في الأجازات أو طوال العام إذا كان تصميم البيت يساعد على ذلك بدلا من التأفف من كثرة المصروفات بينما هناك حلول بدائل تخفف من وطأة الهم المادي والنفسي. استغلال المهارات أم عبد المحسن الشريف ربة بيت، تقول انه بقليل من التفكير يستطيع الإنسان أن يحول حياته إلى عبء خفيف وليس ثقيلاً ولا نستطيع استبدال كلمة عبء بكلمة أفضل لأن الجميع لابد أن يتحملوا أعباء الحياة التي تمثل مسئولياتهم تجاه أسرتهم وأنفسهم ،ومن هنا تبرز أهمية استغلال مهارات أفراد البيت واختراع وتطوير المهارة حتى وان لم تكن موجودة وذلك لترطيب الحياة الجافة المليئة بالتعب والجهد ولإيجاد متنفس نفسي يريح الجميع ويجعل الحياة أجمل ومن تلك المقترحات هو أن تكون ربة البيت ذات فاعلية في مهارات الطبخ والحياكة ونحن نسمع عن سيدات ربات بيوت لا يحملن أي شهادات ساعدن أنفسهن وأزواجهن حتى في البناء وامتلاك البيوت فلا تقف المرأة تراقب وتطالب دون مد يد العون لرب الأسرة ،فحياتهما مشتركة وكما يقال الجميع في مركب واحد، ولابد أن تفهم كل ربة بيت بأن بيع ما تحترفه من مهارة هو مفخرة لها ولأسرتها وأن العمل ليس عيبا،كما أن هناك الفتيات الصغيرات اللواتي يجدن الرسم والحاسب يمكنهن من استثمار إبداعاتهن لرفع المستوى المعيشي ولتنمية تلك الإبداعات عبر صياغة روح معطاءة متبادلة كوحدة أسرية من خلال الرسم في المدارس والمشاركة بالأعمال الفنية وكتابة وتصميم اللوحات والأبحاث والسجلات وعروض البور بوينت سواء في المدارس أو في المؤسسات الخيرية في الحفلات والمناسبات التي تطرأ طوال العام فلابد أن يكون هناك تفاعل مع المجتمع للربح والدعم المعنوي والإبداعي هذا في حالة عدم توفر وظائف شاغرة للأبناء أو للزوجة فلا يظل أفراد الأسرة في موقف المشاهدين لرب الأسرة وهو يغرق في الديون والالتزامات فلابد من التعاون لإنعاش الميزانية وحل مشاكل أفراد الأسرة من مصادر حيوية أخرى. الرواتب المساندة غريبة العتيبي موظفة، تدعم فكرة المشاركة بين الزوجين لإيجاد الحياة الوسطية المريحة والتي من شأنها أن توفر أجواء أسرية متفاهمة وهذا ما يفرضه تطور متطلبات العصر على حد قولها وتضيف: لم يعد راتب الزوج هو المصدر الوحيد لإعالة الأسرة وان كانت مساهمة الزوجة سابقا في ميزانية الأسرة تتم بالخفاء فالآن تطالب وعلانية بالمساهمة في الأسرة سواء من قبل الزوج أو المجتمع الذي يرى بأن التعاون في الحياة الزوجية إحدى السمات المطلوبة لتسير عجلة الحياة ولتظهر الأسرة بالشكل المناسب وفق تلبية احتياجات كافة أفراد الأسرة،حيث يعتبر راتب الزوجة أحد الرواتب المساندة لراتب الزوج على أن لا يكون هو الراتب الأساسي الذي تبنى عليه الحالة الاقتصادية للأسرة ولكي لا تفقد المرأة احترامها كفرد يعتني به أو أنثى لها احتياجاتها أيضا ومن هنا كان لابد أن يفند راتب الزوجة لجانب من المتطلبات الأسرية حسب ما تحتاجه الأسرة، وهناك رواتب الأبناء والذين يعملون في الوظائف، فهم لابد أن يساهموا في تلك الميزانية ولو من باب تحمل المسئولية دون إرهاقهم بالمسئوليات الثقيلة بسبب احتياجاتهم أيضا لتوفير متطلباتهم في الزواج أو الطموحات الدراسية، كما أننا نلحظ بأن هناك بعض الأسر التي تكون فيها الزوجة ليست عاملة ورغم الحالة الاقتصادية السيئة وأمور الديون والأعباء إلا أنهم يستقدمون خادمة تخدم الأسرة ،ونحن هنا نعتبر راتب الخادمة المصروف مع أجور الاستقدام والفيزا هي مصروفات لابد أن تكون عوائد توفير لمساندة الراتب الأساسي، ولابد أن تقوم الزوجة بدور أساسي في هذه الحالة والعمل بالتنسيق مع بناتها على إدارة أمور البيت وإراحة الزوج من ذلك الراتب الذي هو مساندة في نفس الوقت له ،بالإضافة إلى أن راتب السائق هو أيضا وبقليل من التنظيم يعتد مسانداً في أكثر من حالة وهي أن بعض الأسر لا تستقدم سائقين للأسرة ويتعاملون مع سائقين بالمشوار سواء كان للمدرسة أو للمشاوير المتفرقة الخاصة للبيت وقد يكون أجرة المشوار متجمعة أكبر من الراتب الشهري لسائق خاص ولحل هذه المشكلة يكون إما بتقنين أو باستقدام سائق خاص للبيت، كما أن صرف الأبناء المصروف في بطاقات الشحن أو الهاتف الثابت لابد أن يتم من خلال إشراف الأب أو الأم واستغلال العروض التي تقدمها شركة الاتصالات لمكالمات الأهل والأصدقاء والخدمات الأخرى التي تقلل من المصروفات الخاصة بذلك بالإضافة إلى أن هذا الجيل لا يستغني عن الانترنت لما لأهمية الانترنت في توصيل المعلومات بأسرع وقت وبكثافة معلوماتية مفيدة في مجالاتهم الدراسية فيكون الاشتراك الشهري عبر الخدمات المتوفرة أضمن وأسلم ولتوفير المصروفات في شراء مستلزمات الدراسة وطلبات الأبناء الخاصة بدلا من أن يترك الحبل على الغارب في وقت ترزح فيه ميزانية الأسرة بأعباء أهم تشمل الدراسة ومصروف الأجازات. التعامل مع الزيادة وتؤكد أم عبد المحسن بأنه لا يخفى عن الجميع أن أمر تتبع الزيادة سواء من أفواه العامة أو من خلال المقالات والأخبار الصحفية قد أثر على تنمية الأحلام لدى الكثيرين، كما أن تنفيذ الأحلام على أرض الواقع تعني بنوداً جديدة للصرف، فما أن تأخذ تلك الزيادة حجم الإعلان والتنفيذ إلا أن يسارع العديد منا بالبدء بالتخطيط لاستثمارها، فالتعامل مع الزيادة كمكرمة أو كزيادة محرم السنوية وأي زيادة تطرأ حتى لو كانت خاصة بقطاع أو فرد أو كمكافأة شهرية لفرد أو لعدة أفراد إلا أنها غالبا ما تخضع لتخطيط سلبي لا يعود على الأسرة بالنفع بل بإيجاد دين جديد ووجه آخر للإسراف لعلها إقامة الحفلات والمناسبات المبالغ فيها فلا تتحقق الفائدة من تلك الزيادة. وتضيف هند بأن تلك الزيادة لابد أن تدرج ضمن التقسيم الخاص بالراتب والذي يساعد على تحديد المصروفات الضرورية والكمالية في ظل ارتفاع الأسعار بدلا من الدخول في المشاريع الفاشلة والتي برزت بعد ازدهار الأسهم ثم هبوطها المفاجئ فلابد من توفير تلك الزيادة إما لبند ضروري أو حتى لبند مصروفات المرض أو الأجازات أو لاستخدامه لرفع المستوى الدراسي للأبناء بجلب بعض الوسائل التي تفيد في هذا المجال وقد لا تشكل تلك الزيادة للبعض أي شيء بسبب قلة الراتب وبالتالي تتقلص نسبة الزيادة فنحن نرى أهميتها موجودة وتفيد في جانب بطريقة أو بأخرى.