سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العلماء المسلمون يؤيدون جهود خادم الحرمين في تيسير أمور الحج والعمرة أكدوا أن توسعة المسعى لا تتعارض مع الشريعة وتسهم في توفير الراحة والأمان لضيوف الرحمن
اكد عدد من العلماء في العالم الإسلامي أهمية التوسعة الجديدة في المسعى في التيسير على الحجاج والمعتمرين وزوار البيت الحرام وأثرها الكبير في توفير الراحة والسلامة والأمان، مشيرين إلى ان هذا العمل الجبار والمشروع الكبير يأتي حلقة في سلسلة اهتمام المملكة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بأمور المسلمين في كل مكان وكذا خدمة الحرمين اللذين شهدا كثيراً من مشروعات التوسعة والتطوير وكذا في المشاعر المقدسة. وأكد العلماء ان هذه التوسعة ليس فيها أي مخالفة شرعية على الاطلاق أو مخالفة لسنّة النبي محمد صلى الله عليه وسلم مشيرين إلى أن هناك عدة توسعات حدثت في التاريخ الإسلامي هدفها راحة حجاج بيت الله الحرام وأمنهم. نائب رئيس جامعة الأزهر: السعي بين الجبلين في تعليقه على التوسعة الجديدة للمسعى قال الدكتور القصبي محمود زلط نائب رئيس جامعة الأزهر سابقاً إن اختيار ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اختيار موفق وعمل شرعي صحيح لأن الأصل هو السعي بين جبلي الصفا والمروة وهذان الجبلان لهما جذر في الأرض ولم يكن للمسعى سابقاً بنيان يحده من الجهتين فكان الناس عند الزحام يسعون خارج نطاق البنيان لعدم وجود الجدران ولوجود امتداد الجبلين قبل تكسيرهما لبناء المسعى، فالأصل أن المسعى كان مفتوحاً وأن ما تم من بناء وتظليل جاء بقصد حماية الحجاج والمعتمرين خلال السعي من حرارة الشمس وإبعاد الباعة وغيرهم عن طريقهم، ومن البديهي أن الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع كان معه عشرة آلاف حاج يؤمهم وهو يسعى بين الصفا والمروة ويعلمهم النسك دون إلزامهم بحدود معينة، ولم يقل لهم لا تتعدوا العرض المعين أو قفوا عند هذا الحد ولا تتجاوزوا عرضه، بل حج معه عشرة آلاف شخص وكانوا يسيرون كلهم في المسعى، الأمر الذي يعني أن الأصل في الشرع السعي بين جبل الصفا وجبل المروة في كل شوط والرمل في منتصف الوادي بينهما، ولم يحدد المصطفى صلى الله عليه وسلم مساراً لهذا السعي كي لا يجهد أمته، وما سُئل صلى الله عليه وسلم في هذا اليوم عن شيء إلا قال افعل ولا حرج. ولهذا نحن نؤكد بأن ما فعله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو الإجراء الشرعي الصحيح وهو العمل المطلوب منه، وهو ما يقول به المسلمون ولا خلاف حوله. الدكتور محمد الراوي: التوسعة عين الصواب وفضيلة الشيخ والمحدث والمفسر والفقيه المعروف الدكتور محمد الراوي - عضو مجمع البحوث الإسلامية - يؤكد أن تحديد عرض المسعى لا دليل عليه ولا خلاف حوله وفضيلته يتفق مع آراء الفقهاء القائلين بأن تحديد عرض المسعى ليس فيه دليل نصي يوقف عنده، بل كل ما نص عليه العلماء هو وجوب الاستيعاب في السعي طولاً ما بين جبلي الصفا والمروة. أما عرضه فلم يشر إليه أحد من علماء المذاهب وبالتالي ليس هناك نصوص شرعية تحدد عرضه يمكننا الوقوف عندها والتزام عرض محدد. ويضيف: إن توسعة الملك عبد الله الحالية في الدور الأرضي هي توسعة أفقية وهي أولى من التوسعة الرأسية أي بناء أدوار عليا، على المسعى القديم، حيث لا يستطيع الصعود كبار السن والعجزة والنساء حتى مع وضع السلالم الكهربائية وهي معرضة للأعطال والزحام وإذا أخذنا في الحسبان أن عدد المعتمرين في شهر رمضان الماضي بلغ 8ملايين معتمر فالأولى بعد التوسعة الأفقية التي تجري الآن أن تستتبع بتوسعة رأسية عليها وهذا أعتقد أنه عين الصواب وهو إجراء شرعي صحيح يقول به كل العلماء الثقات المعروفين. والله أعلم. رئيس فيدرالية مسلمي فرنسا :التوسعة هدفها راحة المسلمين وقال الدكتور محمد البشاري رئيس الفيدرالية العامة لمسلمي فرنسا: إن ما نراه من تطور مستمر في المشاعر والأماكن المقدسة في مكةوالمدينة شيء مذهل ومبني على أسس علمية وعصرية فما زالت حكومات السعودية ومنذ سنوات طويلة تقوم بأعمال ضخمة من توسعات وفتح الأنفاق وجلب آخر التقنيات في مجالات التكييف والتبريد والبناء وكل هذا من أجل راحة المسلمين عندما يتعبدون الله في هذه الأماكن المقدسة. ويضيف نحن كمسلمين نعيش في الغرب نرى بأن ما يجري ليس بالأمر السهل يحتاج لإمكانات ضخمة، بل وهائلة للقيام والاستمرارية في هذه الجهود الكبيرة ولولا إصرار الحكومة السعودية على القيام بهذه التجديدات والتوسيعات واهتمامها بشؤون المسلمين لما رأينا ما يجري بشكل مستمر من تطورات كبيرة في هذه الأماكن، فمن هنا لا يسعنا إلا أن نوجه له الشكر والتقدير وجزاهم الله كل خير. وقال إننا كمسلمين نعيش في الغرب نتابع ما يجري في البقاع المقدسة من جهود ومنجزات عظيمة على يد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وبالذات ما يتم الآن في المسعى والجمرات وقال: إن توسعة المسعى هو امتداد للمسعى وكل مسلم يؤيد هذه الخطوة، بل إن كل مسلم يريد أن تنتهي هذه التوسعة لتريح المسلمين من مشاكل الضيق السابقة وقال: إن الله قد وفق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لهذه الخطوة المباركة وشرح صدره لها فكانت من أكبر الإنجازات التاريخية في الحرم الشريف. مدير المركز الإسلامي بهولندا: جهود مشكورة لخادم الحرمين وقال مدير المركز الإسلامي بهولندا سفيان ثوري سريجان: إن المسلمين في أوروبا عندما يشاهدون صور الحرمين الشريفين في الفضائيات يشعرون بالسعادة والطمأنينة برغبة جامحة في زيارة مكةوالمدينة نظراً للتوسعات الهائلة والطراز المعماري الجذاب للمدينتين المقدستين الذي ما كان له أن يتم لولا الدعم المالي والرعاية الشخصية التي يوليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للأماكن المقدسة. وأضاف: إن استضافة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمسلمين من الداخل والخارج لأداء مناسك الحج على نفقته الخاصة دليل على اهتمامه بخدمة الإسلام والمسلمين وأن الجهود التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين في نصرة الإسلام والمسلمين في جميع الأقطار جهود تستحق الثناء والتقدير. وقال: إن ما حصل في المسعى من توسعة وما حصل في الحرمين والبقاع الطاهرة المقدسة من توسعات فهو يعكس بحق جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله لخدمة الإسلام والمسلمين والتيسير عليهم والسعي لخدمة الحرمين الشريفين والأماكن المقدسة والعالم الإسلامي كله يرفع شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين على هذه الجهود العظيمة. الأمين العام لمجمع فقهاء الشريعة في أمريكا: تقدير عالمي لجهود المملكة وتحدث الدكتور صلاح الأمين.. الأمين العام لمجمع فقهاء الشريعة في أمريكا عن جهود المملكة العربية السعودية في خدمة الحرمين الشريفين وعلى رأس هذه الجهود جهود الملك عبدالله بن عبدالعزيز في خدمة الإسلام والمسلمين بشكل عام وفي توسعة المسعى، فقال: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ثم أما بعد فإن جهود المملكة في القيام على شؤون الحرمين وتوسعة وتطوير ورعاية الزوار والوافدين يقدرها المسلمون في العالم كله. والشهود على ذلك بعدد من يفدون إلى بيت الله الحرام في كل عام من الحجاج والمعتمرين، ولعل من رحمة الله عزَّ وجلَّ بهذه الأمة وبهذه الملة أن جعل حرمه في هذا المكان وأن جعل القائمين عليه هذه العصبة الطيبة، ولا شك أن ما قام به خادم الحرمين الشريفين من جهود عظيمة في توسعة الحرمين والمسعى والجمرات هي جهود طيبة يباركها كل مسلم وهي محل تقدير الجميع، أما عن توسعة المسعى فهو عمل شرعي يتوافق مع نصوص الشريعة وهو عمل مخلص صادق صادر عن إنسان غيور على أمته.. أقول: إن من رحمة الله تعالى بأمته أن جعل قيادتها في هؤلاء الرجال الصادقين المخلصين الغيورين أمثال الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أسأل الله جلَّ وعلا أن يبارك جهودهم وأن يجعلها في موازين حسناتهم وأن يمد عمرهم في طاعته وأن يهيئ لهم البطانة الصالحة التي تذكِّرهم بالخير وتعينهم عليه اللهم آمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. عضو المجلس الأعلى العالمي للمساجد بالسنغال: التوسعة حاجة مُلحة وأكد الشيخ خديم محمد سعيد امباكي عضو المجلس الأعلى العالمي للمساجد في السنغال على أهمية توسعة المسعى، وقال: إن أي توسعة في المسجد الحرام هي في الأساس لخدمة الزوار والحجاج والمعتمرين ومن يقصدون بيت الله الحرام، للطواف بالكعبة المشرَّفة، والسعي بين الصفا والمروة، وقال الشيخ امباكي: إن توسعة المسعى كانت أمراً ضرورياً وتلبية لحاجة إسلامية ملحة، وأمراً اقتضته الظروف الحالية، فالآن تزايد أعداد الحجاج ورغم وجود حصة محددة لكل دولة، إلا أن أعداد المسلمين تزداد عاماً بعد الآخر في الحج، وهذا ما جعل ولي أمر المسلمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يتخذ هذه الخطوة التاريخية الرائدة ويتخذ هذا القرار الحكيم ويتخذ هذا الإجراء الشرعي الصائب الذي يصب في مصلحة الأمة الإسلامية كلها وقال: إننا في السنغال أجمع وعموم مسلمي أفريقيا نؤيد هذا القرار الحكيم ونقف معه ونؤيد خادم الحرمين الشريفين على هذه الخطوة الشرعية التي جاءت موافقة لأحكام الشرع الحنيف وملبية لاحتياجات الأمة الإسلامية وتطلعاتها وكم نحن سعداء كمسلمين بهذه الخطوة المباركة. وقال: إن المملكة تقوم بعمل التوسعات الضخمة في المسجد الحرام بمكةالمكرمة والمسجد النبوي بالمدينة والمشاعر المقدسة للوفاء بمتطلبات هذه الاحتياجات. وتساءل الدكتور خديم: ماذا لو لم يتم توسعة المسعى وإقامة هذا المسعى الجديد، هل ننتظر حتى يحدث الاختناق ويقع الضحايا من المسلمين وبعد ذلك نفكر في إيجاد الحلول؟! وقال: الحمد لله الذي قيَّض خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لإنجاز هذا المسعى الجديد لراحة الحجاج والمعتمرين. والحمد لله وحده. أ. د. محمد أحمد المسير: القواعد الشرعية تؤيد التوسعة من ناحيته أكد الدكتور محمد سيد أحمد المسير أستاذ العقيدة ومقارنة الأديان بجامعة الأزهر أن الخلاف الناشئ حول المسعى، هو خلاف في عرض المسعى لا في طوله، حيث إن معظم النصوص الواردة جاءت خاصة بالطول ولم تذكر أي تحديد للعرض، وإنما جاء سكوتهم لعدم الاحتياج إليه، حيث إن الواجب هو استيعاب المسافة التي بين الصفا والمروة كل مرة، وجاء في شرح المنهاج ما نصه: الظاهر أن التقدير لعرضه بخمسة وثلاثين أو نحوها على التقريب؛ إذ لا نص فيه يحفظ من السنة. وعلى هذا الأساس أغفلت كتب الحنابلة تحديد عرض المسعى، وحيث اختار الملك عبد الله القول بجواز التوسعة، والقاعدة الفقهية تؤيده حيث إن حكم الحاكم يرفع الخلاف في مسائل الخلاف إذا حكم فيها بأحد أقوال أهل العلم بما لا يخالف نصاً صريحاً من كتاب الله، أو من سنة نبيه أو بما انعقد عليه إجماع الأمة، وعليه فالتوسعة التي يعزم عليها الملك عبد الله رعاه الله أمر لا غبار عليه شرعاً وهي موافقة للشريعة الإسلامية ويعضدها ويقف معها كل عالم مسلم والله أعلم. د.عبدالله شاكر: تصرف شرعي ويتحدث لنا فضيلة الدكتور عبدالله شاكر نائب رئيس جماعة أنصار السنّة المحمدية بمصر مبيناً أن لا حرج شرعي في هذه التوسعة، بل إن الصحابة وعلى رأسهم عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهم وأرضاهم قاموا بمثل هذه التوسعات، مبيناً فضيلته أن التوسعة جاءت ضمن حدود المسعى المحدد شرعاً ولا إشكال في ذلك. وقال فضيلته لا شك أن الإسلام الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم دين عالمي وهذه الأماكن التي ربط الشرع بها عبادات معينة لا شك أنها قد لا تتلاءم مع الزمن والتطور القائم وكثرة أعداد المسلمين مع الواقع الذي كانت عليه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. ومن هنا لا حرج أبداً في هذه التوسعات لأنها تعد من إجماع الأمة، لأن ما حصل في مسجد النبي في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثم في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه والصحابة موجودون قد أقروا ذلك وقد وقفت على نص أن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه سئل لما زادت التوسعة بأن هل هذا من مسجد النبي فأجاب: بأن هذا لو وصل إلى الشام وهناك من يصلي فهو مسجد النبي صلى الله عليه وسلم. وعليه أقول بأن المسألة تعد إجماعاً سابقاً من الصحابة وما حدث في المسعى من توسعة فهو في الحقيقة تصرف سديد وعمل شرعي رشيد، وذكر أهل العلم أن المسعى ضبط بجبلي الصفا والمروة وعليه فطالما أن هذه التوسعة ممتدة إلى الصفا والمروة بين الجبلين وأنها تدخل في نطاق الجبلين فمهما اتسع الأمر فيهما فهذا أمر لا شيء فيه - لأنها لم تخرج عن حدود التحديد الذي حدده النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وعليه فالحمد لله تعالى إن كان من الناحية الشرعية فهو أمر فيه إجماع من الصحابة على مثل هذه التوسعة وإن كان من ناحية الصواب والسداد في هذه المسألة كأن يكون المكان صحيحاً والموضع سليماً في المسعى نقول إنه لم يخرج عن التحديد الذي حدده النبي عليه الصلاة والسلام. لأن السعي بين الجبلين (الصفا والمروة) والجبل يتحمل ذلك وما تمت التوسعة في الوضع الحالي الآن هي في نطاق المكان الذي حدده النبي صلى الله عليه وسلم. وأن إخواننا يعرفون وربما شاهد البعض ذلك أن المسعى كان قبل ذلك خارج حدود المسجد الحرام، وكان الناس يجلسون على طرقاته وقد وضع سابقاً في مكانه هذا بما يتلاءم مع أعداد الناس في ذلك الوقت. ولو توسع ذلك ما أنكر ذلك أحد لأن هذا أيضاً عمل جديد بالنسبة للتحديد والبناء، فعندما يأتي الأمر نحتاج إليه في زيادة وإضافة البناء الذي ما أحدثناه سابقاً من قبل ما دام أنه لم يخرج عن حد ما رسمه النبي صلى الله عليه وسلم فهو شرع مقبول بين جبلي الصفا والمروة والله أعلم. ثم أثنى فضيلته على دور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وما قام به حفظه الله في هذا الصدد وما قام ويقام به من أصل رفع شأن الإسلام والمسلمين. رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في تونس: التوسعة من تعظيم الشعائر وقال رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في تونس الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي: إن ما جرى من توسعة جديدة في المسعى فرضتها حاجة الأمة الإسلامية إليها وفرضتها تلك الجموع المتزايدة في عدد الحجاج.. إذ كيف سيستوعب الحرم والمسعى هذه الجموع الكبيرة لولا توفيق الله بإجراء مثل هذه التوسعات وقال: إن ما قام به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من توسعة للمسعى هو يعد من باب تعظيم شعائر الله، مؤكداً أنه من خلق الإسلام شكر المحسنين وخادم الحرمين الشريفين قد أحسن لأمة الإسلام بهذا العمل الجليل، فكيف لا نشكر من سعى لإسعاد أمة الإسلام ورفع الحرج والمشقة عنهم وخفف عنهم عناء ما يواجهونه في المسعى وفيما يلي نص حديث الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم. يشدّ الحرمان الشريفان مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة إليها قلوب المسلمين منذ أن بعث بدين الإسلام خاتم الأديان، سيدنا محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام، فهما حرمان آمنان إليهما يشد الرحال الحجيج والمعتمرون القادمون عليهما من كل الأمصار، ملبين أذان الحج الوارد في كتاب الله العزيز، القرآن الكريم(أّذٌن فٌي النَّاسٌ بٌالًحّجٌ يّأًتٍوكّ رٌجّالاء وّعّلّى كٍلٌ ضّامٌرُ يّأًتٌينّ مٌن كٍلٌ فّجُ عّمٌيقُ) "الحج: 27"، إنه الحج، خامس أركان الإسلام، ابني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وايتاء الزكاة وحج بيت الله الحرام" الحج الذي ليس له ثواب إلا الجنة عندما يكون حجاً مبروراً. وقد اجتهد ولاة أمور المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم في خدمة حجيج بيت الله الحرام، حسبة لله لا يريدون من وراء ذلك جزاء ولا شكوراً وهكذا قاموا بهذا العمل الصالح وتشرفوا به عبر التاريخ وعلى مر الأجيال المتعاقبة ولم يشهد الحرمان الشريفان ما شهداه في العصر الحديث، فقد تكاثرت أعداد الحجيج والمعتمرين وتضاعفوا مئات المرات، فقد بلغوا في السنوات الأخيرة عدة ملايين، بل لم يتوقف ركب المعتمرين على امتداد العام. وكان لا بد أن يتهيأ الحرمان لاستقبال هذا العدد الكبير ممن يشدون الرحال إليهما وكان لا بد من إدخال التوسعة تلو الأخرى ليكون الحرمان الشريفان على ما هما عليه اليوم من رحابة وصيانة وراحة، ينعم بها كل من يتعبد الله فيهما بالطواف حول البيت والسعي بين الصفا والمروة والصلاة في المسجد النبوي، تحوّل كبير وتطور يبدو لكل ذي عينين، لا يملك إلا أن يباركهما كل مخلص منصف. فبعد إنجاز جسور رمي الجمرات بمنى التي أصبحت طوابق واسعة زالت بها كل مخاطر الازدحام وما لازمها من افتراش الأمر الذي أدى إلى وقوع حوادث مؤلمة، ها هو ذا الصفا والمروة والسعي بينهما يشهدان توسعة كبرى أمر بإنجازها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وقد كان هذا الجزء من الحرم يشهد قبل هذه التوسعة الجديدة ازدحاماً كبيراً تضيق فيه الأنفاس وتلتصق فيه الأجساد ببعضها ويطول زمن السعي على الحاج والمعتمر ويشق على الصغار الأصحاء فضلاً عمن تقدمت بهم السنين وأعيتهم الأمراض والعلل، والحمد لله ها هي ذا التوسعة الجديدة للمسعى بين الصفا والمروة لتضاعف طاقة الاستيعاب فتيسر بذلك الأمر على الحجيج والمعتمرين. إنه لعمل مشكور مبرور وهو تعظيم بيت الله الحرام وتعظيم لشعائر الله، وإن الأجر عليه بإذن الله لعظيم جداً، فهو على قدر عدد من سيسعون بين الصفا والمروة، فأعدادهم بمئات الآلاف وبالملايين في كل عام، وفيما سيأتي من الأعوام إلى ما شاء الله. وشكر المحسن من خلق الإسلام ومن هدي سيد الأنام عليه الصلاة والسلام، ولن يكافئ على هذا العمل المبرور المتمثل في توسعة الصفا والمروة إلا الله الذي وعد بألا يضيع أجر المحسنين، لقد أحسن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز صنعاً عندما أمر بإنجاز هذه التوسعة الكبيرة في المسعى فقد أحس بالضيق الذي آل إليه كل من الصفا والمروة والحرج الشديد الذي يسببانه للحجيج والمعتمرين فبادر شكر الله له صنيعه إلى إنجاز هذه التوسعة تخفيفاً على الحجيج والمعتمرين وتيسيراً عليهم في أداء مناسكهم في أكثر ما يمكن من الراحة وبدون مشقة، إنه لعمل مبرور يباركه كل مسلم لخادم الحرمين الشريفين، وهي مبرة تضاف إلى مبرات أخرى في المسجد الحرام وفي عرفات ومزدلفة وفي منى وفي المدينةالمنورة هناك في قبا وأحد وكل ما يؤدي إلى المدينتين المقدستين مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة وما يحيط بهما من بنية أساسية عصرية هي كلها جعلت وستجعل الحج والعمرة يؤديهما المسلمون في أحسن الظروف وأيسرها فجزى الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز خيراً وأجزل مثوبته ونفع بجهوده الخيّرة المسلمين عموماً والحجيج خصوصاً. الفقيه والداعية وإمام وخطيب جامع النيجر الكبير: مصلحة للمسلمين قال الشيخ الدكتور علي يعقوب إمام وخطيب مسجد العاصمة نيامي في النيجر: إن التوسعات المباركة في الحرم الشريف كان لها وقعها على المسلمين جميعاً، الذين يتمتعون بالمكوث داخل الحرم وأداء الصلاة بيسر وسهولة، والاستفادة من جميع الخدمات التي تقدم لهم، ونحن نشاهد المسلمين في الحرم وهم سعداء يتضرعون أن يحفظ الله هذه البلاد ومليكها وولاة أمرها. أما عن المسعى الجديد فقال الشيخ علي يعقوب: إن إنشاء المسعى الجديد كان أمراً تتطلع إليه أفئدة المسلمين جميعاً، وخصوصاً أن قضية الطواف حُلّت بالطواف في ثلاثة طوابق، أما المسعى فعلى الرغم من وجود ثلاثة طوابق إلا أنه لا يستوعب هذه الأعداد، فالمسلمون عانوا كثيراً وتضرروا ووقعت مشاكل وضحايا وموت وكان لا بد من حل لذلك جاءت هذه الخطوة المباركة لراحة الحجاج الذين يؤدون العمرة. وقال د. يعقوب: إن إنشاء المسعى جاء في الوقت الذي يستمر فيه العمل في إنشاء جسر الجمرات والتوسعة التي شهدتها المنطقة والتي قضت على التكدس والزحام الذي كانت تشهده منطقة الجمرات. وقال: إن العالم الإسلامي كله، بل كل مسلم على وجه الأرض يقدر لخادم الحرمين الشريفين هذه الخطوة الطيبة المباركة ويدعو له من كل قلبه بأن يحفظه ويجزيه خير الجزاء على هذا العمل الإسلامي الطيب. وقال: إن المسلمين منذ سنوات وهم يبحثون عن حل سريع لمشكلة الازدحام الشديد في المسعى واليوم صار الحل على يد ولي الأمر خادم الحرمين والزعيم الإسلامي الكبير الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي أخلص لرسالته، فجزاه الله خيراً.