أجزم بشكل قاطع، وعبر قناعات إيمانية كرستها المتابعة، ومحاولة الفهم، والحوارات، والنقاشات أن سلمان بن عبدالعزيز لو لم تأخذه مشاغل المسئوليات، وتخطفه القيادة، وصناعة القرارات، وتحتويه هموم متابعة الشأن السياسي، والاجتماعي، وتدخله التحولات، والمستجدات، والتفكير الدائم في التحديث، وصياغة واقع ومستقبلات الإنسان. لو لم يجد سلمان نفسه في هذه المواقع، وداخل التفكير التراكمي الذي لا ينتظر ولا يقبل الاسترخاء. لكان سلمان أحد الكتّاب، والمحاورين، وصناع الإعلام بمفاهيمه المنهجية، والاحترافية، والمهنية، والأخلاقية، وقوانينه التي تسعى إلى تكريس سلوك مهني، ومسئوليات في فهم الأمانة، وقداسة الحرف، والكلمة، والرأي، والتماهي مع منتج الايمانات بهمِّ الإنسان، وهمِّ التوجهات الاستشرافية الواعية، والمدركة، والرؤى المتفوقة. لا كما يصدر من ممارسات في بعض الإعلام العربي تعتمد التجهيل، والتسطيح، والخواء، والبلادة، والكذب، والدجل، وطرائق الحواه. بشهية جد مفتوحة، وبطريقة القراءة المتأنية، والتحليلية، وبرغبة الإضافة إلى فهمي، ووعيي، والاستمتاع بالعرض، واللغة، والأفكار، والإضاءات على تاريخ، ومرحلة، وسيرة، وممارسات وتجارب، وتعاليم، وصناعة وطن وإنسان. بكل هذا، وأكثر من هذا من فرح المتعة بجمال المفردة، والعبارة. قرأت المحاضرة التي ألقاها سلمان بن عبدالعزيز، الكاتب، والمثقف، والدارس عن الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - في جامعة أم القرى. بذكاء، وقدرة على اصطياد الأفكار، وتوظيفها، وتسلسلها، واعطائها مدلولاتها الأخلاقية، والفكرية، وربط الأحداث في أزمنة مضت بالواقع المعاش على كل الصعد والمناحي الاقتصادية، والأمنية، والفكرية، والثقافية، والتربوية، وتكريس مفاهيم الانتماء، والمواطنة، والهوية. استطاع سلمان بن عبدالعزيز أن يحرض التفكير، والعقل، والفهم، ويقدم إضاءات أحسب ان جيل اليوم. وبالذات طلبة الجامعات، والباحثين، والدارسين في حاجة ماسة ومُلحة لفتح مثل هذا الحقل من الفضاء الاجتماعي، والنضالي، والتربوي، والبدء الجاد في دراسة نهج التأسيس، ومشاريع التوحيد، وأهداف وغايات النضالات والنظرة إلى الإنسان بوصفه المدماك الراسخ، والهم الأساسي في وعي المرحلة. سلمان نعرفه قارئاً جيداً، ومثقفاً واسع الاطلاع والثقافة، ومحاوراً هادئاً ومقنعاً، يتراجع عن مفهوم إذا وجد محاوره يملك معلومة خاصة، وموثقة، ويحاور بلغة وقائع التاريخ، وحقائق الواقع. ومحاضرته الواعية، والشهية، والرفيعة في لغتها، وعرضها، والمحرضة على القراءة تعطي مدلول فضاء سلمان الثقافي والفكري. سلمان: أنت ينبوع تنوير، أنت سفير كلمة..