الدخول إلى الحداثة ، ومضامين العصرنة ، والتماهي مع التحولات الأممية في الفهم ، والممارسة ، والعبور إلى دولة المشاركة ، والإنتاج ، وبناء مؤسسات المجتمع المدني الحديثة ، عناوين ترفض التردد ، والبقاء في مظاهر وثقافة عيش أزمنة مضت ، وتكريس " فوبيا " الجديد في الحياة ، والعيش ، وطرائق التفكير ، كما ترفض إعاقات الفكر المتخاذل ، وسَرْبَلته للمسارات التنويرية ، والطليعية ، والوصاية على المجتمع ، والإنسان في تعاطيه مع الثقافة، وصياغة واقعه الحضاري ، والتنموي ، واستشراف مستقبلاته بامتلاك أدوات ومنجزات العصر ، واندفاع كل أفراده لا فرق بين رجل وامرأة ، شاب وفتاة إلى معترك البناء ، وتحصين الوطن بمنجز النمو ، والتنمية ، والمشاركة بالفكر ، والعمل في مواقع القرار في ممارسة فعلية للمواطنة ، والهوية . عشنا سنوات ، ونحن نتطلع ، نتمنى ، نحاول ، نرغب أن نمشي ، نريد أن نمشي ، نخاف أن نمشي ، وأهدرنا زمناً دفعنا أكلافه باهضة ، وخيّم علينا سبات العقل بفعل سطوة ثقافة أحادية ، وفكر خائف مرعوب مشكك يسيء الظن حتى فيما يبطن الفرد ، وتراجعنا كثيراً في إحلال التطور ، والإبداع ، مكان التخلف ، والجهل، والركود ، والاستكانة في واقع خيار بليد محدود الرؤية ، والفهم ، وانحسرت جهودنا عن السير في دروب ، ومسالك تحقيق الذات المنتجة ، المفكرة ، والمشاركة في صناعة الهوية الثقافية ، والتنموية ، والإنتاجية ، وعزلنا المرأة عن الفضاء الاجتماعي ، والعملى ، وأقصيناها كعنصر بشري له طموحاته ، وإبداعاته ، ورؤاه ، وأفكاره ، وجهوده في ثراء الحياة ، والناس ، والوطن ، وكأنها ليست نصف المجتمع ، ومدماكاً مهماً من مداميك نهضته ، وتحقيق تفوقه ، وعمل البعض من أصحاب الفكر الإقصائي المتخاذل على أن تظل المرأة هامشية ، مقموعة ، بعيدة عن المشاركة ، والتفاعل مع حاجات المجتمع ، وقضاياه ، ومشكلاته بحيث تحول الفضاء الاجتماعي إلى حالة عجز ، يسير كسيحاً على عكاز واحدة ، في زمن أخذت المرأة في دول الخليج العربي مساحتها من التأثير ، والمشاركة في صناعة القرار السياسي ، والاقتصادي ، والمعرفي ، والتنموي ، ونحن لحمة واحدة في الثوابت ، والقيم ، والعادات ، والمفاهيم . والمفاصل التاريخية العظيمة في تاريخ الشعوب ، والأوطان ، وصناعة التاريخ بوجهه الحضاري المشرق والمتألق ، وخيارات العبور إلى مؤسسات الدولة الحديثة ، وإشراك جميع الأطياف الاجتماعية في توطين الحداثة ، وممارسة الفعل الحضاري على كافة المستويات ، والصعد ، والمضامين ، يصنعها رجال يبرزون في تاريخ الأمم بصورة نادرة لا تتكرر كثيراً ، ويظهرون في سماء الشعوب ، والأوطان كما الكواكب المضيئة ، يصنعون القرارات الشجاعة والجريئة ، ويرسمون الدروب المفضية إلى صياغة الإبهار ، والنجاحات ، والنقلات المؤثرة في حياة المجتمع ، وتاريخ حضارته ، ويعبرون إلى عوالم الخلق ، والإنتاج ، والتفكير المبدع بثبات ، وشجاعة ، ورؤية استشرافية ذكية . إن الرجل الإصلاحي الشجاع والمؤمن بقدرات هذا الوطن ، والحامل همّ تطوره ، وتحديثه ، الملك عبدالله بن عبدالعزيز يصنع تاريخاً جديداً لهذه الجغرافيا ، وذلك الإنسان ، ولعل قراراته المبهرة في رفع التهميش عن المرأة بداية النضالات القوية . وسنراها قريباً ونحن ندخل حقبة تاريخية مفصلية ، سنراها تحتل مكانتها في صناعة القرار السياسي ، والتشريعي ، والتنموي ، وهي مؤهلة لذلك لإنها عقل .