@@ لا خلاص لهذا العالم من أزماته.. @@ ولا مخرج للإنسان من تخبطه الفكري.. إلا بالحوار بين الأديان.. وليس بالقطيعة بينها.. @@ والتوجه الصادق الذي عبّر عنه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال استقباله المشاركين في المنتدى السادس لحوار الحضارات بين اليابان والعالم الإسلامي يوم الاثنين الماضي 1429/3/16ه بإقامة سلسلة من المؤتمرات واللقاءات بين علماء ومفكري الديانات السماوية المعروفة، الإسلام، والمسيحية.. واليهودية.. إنما يؤكد على أن هذه البلاد قد وضعت يدها على لب الصراع بين الثقافات ومصدر الصدام الدائم بين الحضارات.. @@ كما يؤكد أيضاً أن هذه البلاد والتي انطلق من ربوعها دين الإسلام السمح.. هي الأقدر والأجدر بالدعوة لهذه المبادرة.. والعمل على تحقيقها.. @@ ويوم التقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بالبابا.. شعرنا بأن الكثير من الحواجز والسدود والمخاوف قد انهارت.. وأن جسوراً من الثقة.. والوعي.. والإدراك الحي قد نهضت بعد أن توفرت الإرادة الصادقة لقيام حوار حضارات نابه.. ومسؤول.. وبناء.. @@ وعندما تتصدى المملكة لهذه المهمة التاريخية.. وتعمل على احلال المحبة والوئام محل الكراهية والانقسام بين خلق الله جميعاً.. فإنها تصدر في ذلك عن ديانة سماوية عظيمة جاءت بعد ديانتين هما اليهودية والمسيحية.. وتعاملت معهما.. ومع معتنقيهما بكل رقي.. واحترام.. باعتبار أن جميع الديانات السماوية تعبد الله سبحانه وتعالى.. وتلجأ إليه.. وتوحده.. @@ وعندما يرسخ فينا الملك المؤمن عبدالله بن عبدالعزيز ثقافة الحوار... وقيم التعايش بين البشر... فإنه يستبعد من حياة الأمم والشعوب ثقافة "كريهة" عرفت بثقافة "الإقصاء" و"التجاهل" و"التكفير" و"التحقير" وهي ثقافة غير أخلاقية.. وتفتقر إلى أبسط قواعد "السلوك الإنساني السوي". @@ فما أحوجنا نحن كمسلمين لأن نعتنق هذا النمط الأخلاقي والإنساني من التسامح مع بعضنا البعض.. وكذلك مع المنتمين إلى تلك الديانات السماوية أيضاً.. @@ ما أحوجنا أن نستوعب بعضنا البعض.. @@ وأن يحترم كل منا فكر الآخر.. @@ وأن نجعل الحوار أساساً لمعالجة الاختلافات والفروق بيننا.. والبناء على القواسم المشتركة وتنميتها.. وصولاً إلى التعامل الأمثل مع المجتمع الإنساني بكل انفتاح.. وتسامح.. وثقة.. ؟ ضمير مستتر: ".. الأقوياء.. هم الذين يصنعون الخير لأنفسهم.. ولغيرهم.."