سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مدينة الملك فهد الطبية تسجل انجازاً طبياً جديداً للوطن في جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري العمرو:الإنجاز يسجل للوطن ولخادم الحرمين الذي أمر بتشغيل المدينة
حققت مدينة الملك فهد الطبية انجازاً طبياً فريداً يسجل ضمن سلسلة الانجازات الوطنية التي تتحقق في هذا المجال، حيث نجح بفضل من الله فريق طبي سعودي من إجراء عملية جراحية فريدة من نوعها في العالم لإعادة ربط العمود الفقري لمريض سعودي يبلغ من العمر 60عاماً أصيب بحادث مروري ونجح الفريق في ابتكار طريقة تقنية طبية جديدة لم تكن معروفة في جراحة العمود الفقري ساهمت بعد مشيئة الله في نجاح العملية وعودة المريض الى حياته الطبيعية. وقد أقامت المدينة بهذه المناسبة مؤتمراً صحفياً صباح أمس لتسليط الضوء على هذا الانجاز حيث أكد الدكتور عبدالله العمرو المدير العام التنفيذي للمدينة أن نجاح العملية جاء بفضل الله ثم بكفاءة وقدرة الكادر الطبي السعودي وأضاف أن هذا النجاح والنجاحات الأخرى التي حققتها مدينة الملك فهد الطبية نتيجة الدعم الكبير الذي يحظى به القطاع الصحي في المملكة من قبل خادم الحرمين الشريفين الذي أمر بتشغيل المدينة ولسمو ولي عهده الأمين ولمعالي وزير الصحة، وأضاف بأن هذا اليوم هو يوم انجاز ولن يكون يوما فريداً بإذن الله لأنه سيكون هنالك انجازات سنحتفي ونحتفل بها في المدينة فهذا اليوم هو يوم صحفي لفريق طبي سجل انجازاً للوطن وللمدينة، كما كشف العمرو على أن هناك عملية نادرة تجرى في المدينة في ذات التوقيت الذي يقام فيه المؤتمر. من جانبه قال الدكتور خالد المسرع استشاري جراحة المخ والأعصاب وجراحة العمود الفقري، رئيس قسم جراحة العمود الفقري بمركز العلوم العصبية، رئيس الفريق الطبي المشرف على الحالة أن النجاح الذي تحقق جاء بفضل تكامل الفريق الطبي الذي أجرى العملية والقدرة والكفاءة الذي تمتع بها وأضاف أن المريض بعد إجراء الفحوصات أتضح أنه يعاني من كسر وخلع كامل للعمود الفقري بحيث أصبح العمود الفقري مفصولاً الى جزءين متوازيين. وهذا النوع بالذات غير موجود في أدبيات وكتب جراحة العمود الفقري وقد كانت معجزة من الله سبحانه وتعالى أن المريض قد ظل يتمتع بجميع قواه العصبية ويستطيع تحريك الاطراف السفلية حيث ان درجة انفصال العمود الفقري بهذه الطريقة لا يتكون الا مع قطع كامل للحبل الشوكي او حصول تهتك كامل للاعصاب ولكن قدرة الله ورحمته كانت متجلية فوق كل تصور او إدراك بحيث ظل الحبل الشوكي متصلاً ويمر من خلال الجزءين المنفصلين وبين المسرع انه بعد إجراء التقييم للحالة تمت استشارة أكثر من جراحه وخبراء جراحة العمود الفقري بأكثر من مركز داخل وخارج المملكة وخاصة في الولاياتالمتحدةالامريكية وأجمعوا على أن نوعية الكسر غير معهودة سابقاً وبأنها معجزة ان المريض ظل يتمتع بجميع قواه العصبية واختلفوا على ماهية طريقة إصلاح هذا النوع الغريب والفريد من نوعه، وأبدوا تخوفهم من فشل العملية وبالتالي حدوث شلل للمريض، وأكد المسرع بأن عددا من الأطباء في الخارج قد طالب بالمشاركة في هذه العملية بعد أن تقرر اجراؤها. وأضاف الدكتور خالد اجتمع الفريق الطبي وبعد التوكل على الله وبعد أخذ جميع الترتيبات اللازمة، تقرر اجراء العملية على ثلاث مراحل وتمت العملية الأولى وتم فيها فتح ظهر المريض والوصول الى العمود الفقري من الخلف وفيها تم تحرير وتوسيع الفقرات العظمية والتأكد من الحبل الشوكي لا يوجد عليه أي ضغط من الجهة الخلفية. وتم تركيب مسامير ودعامات حديدية مؤقتة وتم هذا الجزء تحت التخطيط العصبي المستمر واستخدام جهاز الملاحة العصبية لتثبيت المسامير وللتأكد من عدم حدوث أي أضرار للحبل الشوكي، وتكلل هذا الجزء بالنجاح ولله الحمد واستغرقت العملية حوالي 18ساعة تم بعدها نقل المريض للعناية المركزة فقد خلالها لترا واحدا من الدم. المرحلة الثانية في اليوم التالي العملية الأولى انقسمت الى ثلاثة اجزاء، الجزء الأول تم فتح التجويف الصدري والبطني معاً بعدها تم تحريك الرئة من الجزء السفلي من التجويف الصدري وافراغ التجويف البطني الأيسر من محتواه وحرك الشريان البطني الاورطي للجهة اليمنى بحيث أصبح العمود الفقري والجزءان المنفصلان جاهزين للاصلاح وتم هذا الجزء بواسطة جراحي الأوعية الدموية وبعدها وفي الجزء الثاني من هذه المرحلة، تم استئصال الفقرة القطنية الأولى كاملة وتم تحرير الحبل الشوكي من الأمام. وهذا تم ايضاً تحت التخطيط العصبي المستمر لتفادي حدوث أي ضرر للحبل الشوكي لا قدر الله، ومن ثم بدأ الجزء الثالث من هذه المرحلة حيث تمت إعادة الجزء الخلفي وتمت إزالة التثبيت المؤقت للعمود الفقري لمحاولة إعادة ربط العمود الفقري واستعادة استقامته للوضع الطبيعي وهو أكثر الأجزاء خطورة في هذه العملية حيث كانت تكمن خطورته في شد الحبل الشوكي لوضعه الطبيعي وخلالها أيضا يمكن أن يحصل تهتك للأعصاب، وبعد عدة محاولات تم خلالها ابتداع طريقة تقنية جديدة لم تكن معروفة في جراحة العمود الفقري وسوف يتم بإذن الله نشرها في الكتب والمقروءات الطبية باسم الفريق الطبي السعودي كي يستفيد منها جراحو العمود الفقري حول العالم، وتم إرجاع وإعادة تركيب العمود الفقري بحيث أصبح على أتزان واستقامة واحدة ولله الحمد وثبت بالدعامات ومسامير حديدية أمامية وخلفية. بعدها تم إقفال التجويف الصدري والبطني بعد إعادة محتواهما. وكذلك إعادة إقفال الجزء الخلفي من العملية. فقد المريض خلال هذا الجزء حوالي 4لترات من الدم وبوجود المتابعة المستمرة والدقيقة لطاقم التخدير تم انجاز هذه المرحلة بسلام. وفي هذه المرحلة أنجزت العملية بشكل كامل ولم يكن هناك داعٍ لاجراء العملية الثالثة كما قد كان مخطط لها مسبقاً. استغرقت هذه المرحلة حوالي 20ساعة متواصلة. بعدها تم نقل المريض الى العناية المركزة مرة أخرى وتم خلال الأيام التالية سحب جميع أنواع القسطرة ونقل المريض في اليوم الثالث بعد العملية الى الجناح وهو يتمتع بصحة جيدة ولله الحمد وقد بدأ برنامج العلاج الطبيعي التأهيلي المكثف ومتوقع له أن يكون قادرا على المشي خلال أيام بإذن من الله سبحانه وتعالى وتوفيقه. وكان معالي وزير الصحة قد زار صباح أمس المريض فايد بن سليمان الشمري في غرفته واطمأن عليه وهنأه على نجاح العملية وقال بأن هذا النجاح يهدى لولي الأمر الذي شجع على تشغيل المدينة ودعمها حتى وصلت خلال أربع سنوات الى ما هي عليه من تحقيق انجازات غير مسبوقة على مستوى العالم، من جهته قدم المريض شكره وتقديره للقيادة الرشيدة على الدعم والاهتمام الذي يجده أبناؤهم المواطنون كما قدم شكره للفريق الطبي الذي قام بإجراء العملية.