من مدونات الرحالة الانجليزي وليام بالقريف وهو أول رحالة أوربي يعبر وسط الجزيرة العربية من الشمال الى الجنوب عام 1862م هذه اليومية المثيرة خصوصا فيما يتعلق بجزئها الأخير أثناء ما كان يتحدث عن عمليات جراحية تقام في عرض الصحراء ثم يتعرف على شجرة في القصيم لم يسميها لها مفعول أشبه بمفعول الغاز المثير للضحك الى آخر ما قال عن هذه الشجرة التي يبدو أنها انقرضت من المنطقة وليس لها أي ذكر الآن . إلا ان هناك شجرة تعرف حاليا في منطقة الحدود الشمالية بشجرة (السيكران) لها مفعول مشابه تستعمل في التطبب الشعبي إلا ان تحذيراً طبياً ذكر ان جرعة زائدة قد تسبب هبوطاً حاداً يؤدي فوراً الى الوفاة .. لنقرأ ما دونه بالقريف في رحلته تلك : لا بد أن أضيف هنا كلمة عن مطببين لهم شهرة الآن في كل أنحاء الجزيرة العربية . فمن حدود سوريا الى أقصى أودية نجد تنتشر قبيلة لها شخصيتها وأسمها الخاص بها وأفرادها متميزون دائما، وفي كل مكان، عما يحيط بهم من عشائر . ومعروفون جيدا لكل من يجوب الصحراء . وسيفهم قارئي بسهولة ان كان ممن يجوبون الصحراء إنني اعني القبيلة العربية التي ربما تكون من أصول أوربية ويكشف هذا الأصل عن نفسه بطرق أخرى كأسلوب حياتهم، ومهنتهم الرئيسية بل الوحيدة حقاً هي صيد النعام والغزلان وهي مهنة لا يجاريهم أحد فيها ويعزو سكان الجزيرة العربية الى هؤلاء البدو معرفة تفوق معرفتهم هم . لقد سمعت ان عمليات حصوة المثانة وحتى العمليات الصعبة تنسب دائما الى جراحين من هذه القبيلة وتحكى قصص إجراء العمليات بتفاصيل تعطيها مظهر الحقيقة، هذا بجانب معالجاتهم لأمراض معقدة متعددة ولهذا فإنني أفترض حقاً أن شهرة مهارة هذه القبيلة لها - بطريقة أو أخرى - أساس من الصحة . وبجانب هؤلاء المطببين الغامضين يجوب المغاربة والبلوش من حين لآخر شبه الجزيرة العربية كلها مدعين التطبيب ولكن نجاحهم في شفاء المرضى وكسب المال قليل . وشاهدت في (القصيم ) نباتاً مخدراً شائع الاستعمال الى مدى أبعد جنوباً وله خواص غريبة . ويبدو ان مفعوله موجود أساسا في بذوره فهي عند ما تسحق وتعطى في جرعة صغيرة تنتج تأثيراً كثير الشبه بتأثير الغاز المسبب للضحك الذي اكتشفه (همفري دفي) فالمريض يرقص ويغني ويؤدي آلافاً من الحركات الغريبة . وبعد ساعة من الإثارة العظيمة لنفسه والترفيه عن المتفرجين ينام .ثم يصحو وقد نسي كل ما قال أو فعله تحت تأثير هذا المخدر . ووضع كمية صغيرة من هذا المسحوق في فنجان قهوة شخص . دعابة شائعة لم اسمع قط أنها تؤدي الى نتائج خطيرة، رغم ان جرعة كبيرة قد تكون كذلك وقد جربته بنفسي على شخصين بنسب متفاوتة وبكمية قليلة بحيث لا يكون في الأمر مخاطرة وشاهدت مفعوله المثير للضحك. @ التراث الشعبي في أدب الرحلات