والعهدة على الزميل "محمود تراوري"، فقبل ما يقارب الخمسين عاماً من يومنا هذا، أغلق الرائد الثقافي والمسرحي الشيخ "أحمد السباعي" الصالة التي أعدها لتكون مسرحاً في مكةالمكرمة، وهو يضحك بهستيرية في محاولة للسيطرة على وجعه وصدمته حيال إجهاض حلمه المسرحي آنذاك. اليوم وبعد أربعة وعشرين عاماً على وفاته، وقرابة النصف قرن من مشروعه المسرحي، نعيش فعاليات أول مهرجان مسرحي بمعنى الكلمة وتحت ضوء النهار وبرعاية وزارة الثقافة والإعلام وبجائزة مسرحية تحمل اسمه، جائزة الشيخ أحمد السباعي المسرحية!. وإذ أبارك لكل المسرحيين هذا الإنجاز الثقافي بكل خطواته الثقيلة وعثرات بداياته الخمسينية، أتمنى اليوم قبل الغد أن يظهر علينا رائد سينمائي يحمل حلماً كبيراً ومميزاً، وأكاد لا أطيق انتظار لحظات اغتيال حلمه ووأده تحت سابع أرض، لا لشيء شخصي لا سمح الله، وإنما حتى يبدأ العد التنازلي الخمسيني لتحقيق خطوة ثقافية جادة بشأن السينما في بلدنا منذ تاريخ اغتيال أول حلم جاد!. إن المبررات الثقافية والاجتماعية والدينية التي قيلت يوم اغتيال "حلم السباعي المسرحي"، هي ذاتها التي تقال اليوم عن تأسيس مشروع سينمائي ثقافي مميز وجاد. ولا أدري هل هو من المكتوب على الأجيال السعودية أن تنتظر بالقرون لتحقيق أحلام مشروعة، فبالتالي لا يسعنا أمام القدر إلا الانتظار، أم أن هناك من يجد للتأخير حكمة لا يمكن أن تظهر إلا بعد وفاة جيل كامل من المهتمين ونشوء جيل آخر بمواصفات أفضل!. إن أملي الأخير أن يدرك كل من بيده من الأمر الثقافي شيء وهو يشاهد ثغرات المسرح المحلي اليوم وهو المثقل بعشرات الأعوام من التجربة الاسمية أو تزيد، أن خمسين عاماً كانت كفيلة بأن تجعل أعمالنا أكثر احترافية ونضجاً من شكلها الحالي الذي أضناه الوقوف على حافة الزمن بين اللاممنوع والممنوع!.