تجاذبت أسواق النفط أمس عدة مؤثرات ايجابية وأخرى سلبية غير أن العوامل الايجابية كانت الأكثر تأثيرا في تغيير مسار أسعار البترول وثنيها عن المسار التصاعدي لتسلك طريقا نزوليا مما أدى إلى انتكاس سعر برنت إلى مستوى 56 دولاراً أي بانخفاض 1,5 دولار عن سعره ليوم أمس الأول. فعلى الرغم من تصاعد الوجل لدى المستهلك الأمريكي بسبب تخوفه من إعصار «ويلما» الذي يتجه نحو بعض المنشآت النفطية الأمريكية في خليج المكسيك ما قد يعيق جهود إصلاح هذه المرافق ويؤخر انسياب النفط والمواد البترولية المكررة إلى الأسواق الأمريكية بشكل خاص والدولية بصورة عامة إلا أن هناك أنباء سارة كانت هي الأقوى في تقهقر أسعار النفط ومنها تصريحات الأوبك حول عزمها على رفع طاقتها الإنتاجية إلى 38 مليون برميل يوميا بحلول عام 2009 من 32,9 مليون برميل يوميا حاليا الأمر الذي أعطى مؤشرا للأسواق بعدم حدوث أزمة في الإمدادات حتى لو ارتفع نمو الطلب على الطاقة خلال الأربع سنوات القادمة. كما أن مطالبة دول منظمة « الابيك» بضرورة توسيع تجارة الطاقة بين الدول الأعضاء، وزيادة الاستثمارات بالطاقة المتعددة، وتطوير التكنولوجيا المستخدمة بمجالات الطاقة المختلفة كانت احد المعطيات التي تنبئ بنية الدول الصناعية زيادة الاستثمار في مجال تشييد المصافي وبناء خطوط الأنابيب وسفن النقل لضخ مزيد من المنتجات البترولية المكررة التي تحتاجها السوق العالمية. وانزلقت الأسعار أمس متأثرة بارتفاع مخزونات الاحتياطيات الأمريكية والتي كشفت عنها إدارة معلومات الطاقة الأمريكية مساء أمس حيث أظهرت البيانات أن معدل تدفق النفط الخام إلى المصافي الأمريكية ارتفع بمقدار 702 ألف برميل يوميا إلى 13,3 مليون برميل يوميا خلال الأسبوع الماضي وكانت المصافي تعمل بنسبة 79,1٪ من طاقتها الإنتاجية بسبب تأثر بعضها جراء الأعاصير المدارية ، وصعد إنتاج الجازولين إلى 8,5 ملايين برميل يوميا كما ارتفع إنتاج نواتج التقطير إلى 3,4 ملايين برميل يوميا ، وزاد استيراد الولاياتالمتحدة من النفط الخام بمقدار 588 ألف برميل يوميا إلى 9,2 ملايين برميل يوميا. و بلغ الاحتياطي الأمريكي من النفط الخام 312 مليون برميل بزيادة قدرها 5,6 ملايين برميل. إلى ذلك هبط خام ناميكس بمقدار 1,5 دولار إلى 62,05 دولاراً للبرميل كما تدحرج خام برنت بمقدار 1,45 دولار للبرميل ليصل إلى 56,10 دولاراً في نهاية التداولات ، وتراجع خام دبي القياسي إلى 53,62 دولاراً للبرميل ونقص سعر خام وست تكساس بمقدار 2,1 دولار إلى 61,85 دولاراً تبعه في التراجع سعر الجازولين الذي هبط إلى 1,67 دولار للجالون ، بيدا أن سعر الغاز الطبيعي حقق ارتفاعا بمقدار11 سنتاً إلى 13,53 دولاراً لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. وانتكست أسعار المعادن النفيسة يتقدمها الذهب الذي هوى بمقدار 7,5 دولارات إلى 465دولاراً للأوقية كما تراجع البلاتين بمقدار 8 دولارات إلى 929 دولاراً وهبطت الفضة إلى 7,62دولارات للأوقية.