ضمن فعاليات الأيام الثقافية اليمنية شهد مركز الملك فهد الثقافي مساء الاثنين الماضي حفلاً غنائياً ساهراً أحياه الفنان اليمني الكبير أحمد فتحي في حدث موسيقي هام تنبثق أهميته بأنه هو الأول من نوعه الذي يقام في مدينة الرياض منذ سنوات طويلة بمثل هذا الصدى والتفاعل والحضور الجماهيري الكبير تقدمهم وزير الثقافة اليمني وعدد كبير من المثقفين السعوديين واليمنيين. بدأ الحفل بالشعر، وهو الميدان والرافد الأكبر الذي تتشكل منه الثقافة اليمنية، وقد طرب الجمهور وتفاعل بشدة مع القصائد الحماسية التي أطلقها الشعراء خصوصاً تلك التي كانت في الدفاع عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. بعدها جاءت فقرة الإنشاد الديني التي ألهبت حماس الجمهور حتى صار يردد مع الفرقة بعض الأناشيد الدينية الشهيرة، ثم جاء دور اللوحة الراقصة من التراث اليمني التي صحبها عزف على بعض الآلات الشعبية التي يتشكل منها الموروث الموسيقي اليمني ولعل أشهرها آلة "المزمار" التي جعلت الجمهور يشارك الفرقة الراقصة رقصها ويستمتع بهذه اللوحة. ولم تمضِ لحظات على نهاية اللوحة الشعبية الراقصة حتى أعلن مقدم الحفل عن قدوم الموسيقار أحمد فتحي وسط تصفيق وهتاف الجمهور الذي لم ينقطع إلا عندما بادر فتحي بالسلام وشكر الجمهور على هذه الحفاوة والاستقبال الكبيرين، ثم افتتح الأمسية بأغنيته الشهيرة "حبيبي تعالا" ثم تلاها بباقة من أجمل أغانيه مثل "ياهزالي" و"يا بوزيد". وكانت اللحظة التي تفاعل معها الجمهور بشدة هي عندما أمسك الفنان القدير بريشته وعزف تقاسيم على العود أشجت وأطربت الجمهور المتعطش للفن الجميل. ومثلما بدأت السهرة بجمالها وحرارتها انتهت بسرعة خاطفة كأي لحظة عابرة جميلة وكان ختامها بأغنية "ظبي اليمن". وبهذا المعنى والتنوع اكتسبت الحفلة رونقها من إنشاد ورقص وموسيقى وغناء وأصبحت ليلة الاثنين الماضي مهرجاناً وكرنفالاً للمحبة والأخوة التي تجمع بين البلدين الشقيقين.