أول ما نسمع بكلمة شعر أو شعراء يتبادر إلى الذهن إحساس ومشاعر، لكن لا ندري بالضبط ما نوعها، وما معاناة الشاعر قبل أن يقولها. فمرة يتجه للغزل ومرة يتجه لغرض آخر هو المدح وربما الهجاء، وربما تعبير عن همومه وآلامه، وربما يفتح جراحاً ليتعاطف معه سامعوه. وفي هذه القصيدة يفتح الشاعر جراحاً لكنها اقتصادية، إنها معاناته وغيره من خسائر أصابته في سوق المال، فهو يعبر عن جرح تعمق فمنعه لذة المنام وكثرت عليه الهواجس وتحطمت كثير من آماله كما يقول وكما يصور في أبيات قصيدته. لعلنا نقول إن القصيدة مزيج من الألم والأمل والندم على أنه دخل إلى مجال التهم ما في يده وحوله من الإشراقة إلى التحطيم، لكن يبدو من القصيدة أنه لايزال يأمل في تصحيح وضعه ولم يوجه رسالة تحذيرية بقدر ما يوجه رسالة ينوي فيها الاستمرار، ولا نقول للشاعر إلا كلمة الشكر والعرفان على هذا التعبير الصادق والقصيدة المعبرة التي حملت مشاعر نابعة من عمق وتجربة تسكنه. وقبل أن يسجل الشاعر في الضمان الاجتماعي كما طلب، نقول: بل ننتظر قصيدة أخرى تبشرنا بمكاسب يحصل عليها وأرباح تزفها لنا قصيدة مناقضة إن شاء الله. فمع الشاعر: صالح بن محمد المزروع، وقصيدته في خسائر سوق المال. يقول الشاعر: سجلوني بالضمان الاجتماعي الخساير خلت الحاله رديه خفسة الاسهم مثل لدغ الافاعي ضربة الاسهم تقل صقع برديه ياكثر من مات في وسط الصراعي كثرت الجلطات وامراض خفيه دايم اهوجس وانا بالليل واعي قبل الاسهم نومتي نومه هنيه والهموم اللي بصدري لو تذاعي الهموم اللي كبر كير وطميه لاصياح يفيد ولامد الذراعي والبنوك لمثلنا مابه حميه التقاعد يوم اخذته راح وضاعي طار كل اللي جمعته بضحويه المحلل لاظهر ثم قام يعاعي يذكر التصحيح والنسبه دنيه رحت عمره راكب النقل الجماعي عقب ركب الجيب عدنا للمطيه قبل الأسهم كنت انا بالخير ساعي اكتب الاشعار والحاله رضيه من اول كشتات وفله واجتماعي ولاضاق صدري قمت اهيجن سامريه كانت احلامي كبيره بارتفاعي وكانت افكاري تجي صبح وعشيه كنت ابشري باخ بالدفع الرباعي ومن زارني بالبيت يبشر بالعطيه كنت اابني مسجدن نوره شعاعي واكفل الايتام والنيه مطيه من يرد السوق من قبل الوداعي من يبشرني وانا اعطيه الهديه