الحادث الذي وقع على طريق (غنتوت) مابين العاصمة الإماراتيةأبوظبي، ومدينة دبي قبل عدة أيام، وراح ضحيته أربعة قتلى بينهم شرطي إماراتي وأصيب فيه 347شخصاً، وتحطمت أكثر من مائتي سيارة خلال عدة دقائق، وصف بأنه الحادث الأسوأ في تاريخ دولة الإمارات من حيث عدد المصابين والمركبات المتضررة، ولوحظ تضارب في الأرقام والبيانات التي قدمتها الجهات الرسمية في بداية الأمر في ما يتعلق بعدد الضحايا وعدد السيارات المحترقة نتيجة هذا الحادث المروع. وقد قدرت الخسائر المادية المباشرة لذلك الحادث بأكثر من 30مليون درهم إماراتي، في الوقت الذي تم تقييد سبب الحادث ضد مجهول، حيث صرح مسؤول في شرطة الإمارات أن الحادث الذي وقع بسبب الضباب وأسفر عن عدد من الضحايا وتدمير أكثر من 350سيارة تم تقييده ضد مجهول، الأمر الذي يترتب عليه تحمل شركات التأمين تكاليف إصلاح المركبات المتضررة، فضلاً عن دفع ديّات الأشخاص المتوفين وقيمة الديّة للشخص الواحد في دولة الإمارات هي مائتا ألف درهم. إن ما أردنا قوله في هذا الصدد بعد هذا الحادث المروع الذي هز "الشارع" الإماراتي هو هل لدينا في دولنا الخليجية أجهزة ذات قدرة ومرونة لإدارة أزمات ناتجة عن مثل هذه الحوادث الكارثية المفاجئة، وهل بإمكانها التصرف بمثل هذه الحالات الطارئة سواء إنقاذ المصابين أو الحفاظ على انسيابية حركة السير أثناء وقوع الحوادث المرورية على الطرق السريعة، وإزالة سريعة لما ينتج عنها من اختناقات مرورية وعرقلة للسير، مما يسبب موجة من الذعر بين المتواجدين من مستخدمي الطريق والعابرين في منطقة الحادث. صحيح أن حادث (غنتوت) هو قضاء وقدر وناتج عن الضباب الكثيف وانعدام الرؤية، إلا أن على الأجهزة الشرطية وفرق الدفاع المدني أخذ الحيطة والحذر والتدابير العاجلة لمعالجة آثار تلك الحوادث التي تضر بالمواطنين والمقيمين وتعرقل السير، وعدم اتخاذ الاجراءات السريعة والتصرف الفوري في مثل هذة الحالات يعتبر أمراً معيبا ويدل على وجود خلل ما في إدارتنا لمثل هذه الأزمات، وهذا ماينعكس سلبا على سمعة دولنا التي يشهد لها بالتطور العمراني والاقتصادي والتكنولوجي. وببساطة يمكن التعامل مع هذه الحالات على أنها أزمة قائمة وأن تكون هناك حالة استنفار دائمة، ووضع خطط ودراسات للتصرف حيال مثل هكذا حوادث مفاجئة وإبلاغ جميع الجهات المعنية للتدخل السريع ووجود فريق عمل لإدارة الأزمات بقيادة متخصصة تتمتع بمهارات قيادية وسريعة وفرق عمل ميدانية من أمن ودفاع مدني وإسعاف وإدارة إعلام للتواصل مع الإدارة المركزية لتدارك أفضل السبل والآليات للسيطرة السريعة على الوضع والخروج بأقل الخسائر البشرية والمادية، ومن ثم إعطاء وسائل الإعلام الإحصائيات الصحيحة في حينها أولاً بأول للقضاء على الاجتهادات والتخمين، حيث لوحظ في حادث (غنتوت) بعد ساعات قليلة من وقوع الحادث المروري بث محطات التلفزة الفضائية الصور ونشر بيانات متضاربة، وساد جو من الفوضى والتخبط في رصد المعلومات الصحيحة في ظل وجود تباين واضح بين مختلف وسائل الإعلام حسب توجهات كل مؤسسة إعلامية إذا ارادت الدس والتضليل واستغلال هذا الحادث ل "حاجة في نفس يعقوب"!! حيث تكدست خلال بضع دقائق أكثر من 347سيارة وشبت النيران ببعضها من قوة الاصطدام والاحتكاك وسيلان المحروقات على الشارع الأمر الذي ساعد على عدم سيطرة السائقين على مركباتهم. ولم تزود الجهات الرسمية وسائل الإعلام بالتفاصيل الدقيقة وحيثيات الحادث الا بعد 12ساعة من وقوعه، في حين تولت بعض الفضائيات البث المباشر من موقع الحادث. وهذا ما يعزز الحاجة إلى فريق إدارة أزمات متخصص، للتصرف في مثل هكذا حالات، وتعاون الفرق الأمنية والطبية والإعلامية والدفاع المدني للتعامل مع مثل هذا الحادث المروع في بلد عرف بالهدوء والاستقرار وعدم الفوضى، نستطيع القول انه يمكن الاستفادة من حادث (غنتوت) قبل أن يفوت الفوت!! @ المدير الإقليمي لمكتب دبي