أوضح الدكتور عبدالله محمد الشكره مساعد المشرف على مركز الطب الشرعي بالرياض للشئون الفنية والتطوير "للرياض" أن عيادات الطب الشرعي السريرية تعتبر من سمات المجتمعات المتحضرة التي تعنى بحفظ الحقوق لكل من المدعي والمدعى عليه من حيث اثبات أو نفي وقوع الجريمة مؤكداً اهتمام المسئولين البالغ بتطوير العيادة بمركز الطب الشرعي بالرياض حتى تكون نموذجاً يحتذى من حيث الكوادر الطبية المتخصصة والتجهيزات الطبية اللا زمة للعيادة . وقال إن المهام التي تقوم بها العيادة تشمل جميع حالات الاعتداءات الجنسية بأنواعها المحولة من القاضي الشرعي أو هيئة التحقيق والإدعاء العام أو مراكز الشرط بمدينة الرياض والمحافظات التابعة لها وحالات التعذيب للأطفال بأنواعها من تعذيب بدني أونفسي أوجنسي أو إهمال وحالات العنف الأسري وجميع الحالات الإصابية التي يرى فيها المحقق في قضية ما ضرورة الاستعانة ببينة طبية قد تفيد التحقيق كتحديد وقت الإصابة وكيفية حدوثها والأداة المستخدمة في أحداثها . وعن الإجراءات في السابق قال كان الإذن بفحص الاعتداءات الجنسية يأتي من القاضي الشرعي فقط مما قد يؤخر عرض المصاب أو المصابة على الطبيب الشرعي وهذا قد يؤدي لفقدان بعض الأدلة المادية وزوال الآثار الإصابية لذلك وحرصا من صاحب السمو الملكي أمير منطقة الرياض لحفظ حقوق المواطن والمقيم على حد سواء اصدر توجيهاته بتحويل مثل هذه الحالات للطب الشرعي من المحقق مباشرةً متى ما رأى ضرورة ذلك . وبين أن العيادة تغطى بطبيب أخصائي مناوب وممرضين وممرضات على مدار 24ساعة وجميع أيام الأسبوع يتم استدعاؤهم عند الحاجة ، وقد تم التنسيق مع اسعاف النساء والولادة بمجمع الملك سعود الطبي للكشف على حالات الاعتداء الجنسي الواقع على الإناث خارج أوقات الدوام الرسمية من قبل الطبيب الشرعي المناوب . وأضاف أن آلية العمل بالعيادة تتضمن ضرورة تحويل الحالة من الجهات المختصة مؤكداً أن التعامل معها يتم وفق الأولوية للعلاج الطبي إذا كان هناك اصابات بليغة تستدعي التدخل الطبي السريع وتراعى السرية التامة في جميع مراحل الكشف الطبي الشرعي ويبدأ الطبيب الشرعي بأخذ القصة الإصابية على لسان المصاب نفسه أو من ولي أمره إذا كان طفلا وأثناء ذلك يقيم الطبيب الحالة النفسية والعقلية للمصاب مبيناً أن الطبيب الشرعي يبدأ بالكشف على المصاب ويدون جميع الإصابات الموجودة لإعطاء الرأي الفني من حيث النوع والمكان ووقت وآلية حدوثها والأداة المستخدمة في إحداثها وأضاف انه أثناء الفحص يقوم الطبيب بجمع الأدلة المادية التي قد تفيد التحقيق في تحديد الجاني كالمسحات الطبية للكشف عن المواد والحيوانات المنوية، الملابس، الشعر، الأظافر ومن ثم يقوم بتحريزها حسب الأصول الفنية ليتم إرسالها للمختبرات المختصة كما يقوم الطبيب أيضا بأخذ عينات دم أو بول حسب الحاجة للكشف عن الحمل او الأمراض المعدية أو المخدرات إضافة انه يتم تحويل المصاب حسب الحاجة للعيادات التخصصية كعيادة الأمراض النفسية أو الأمراض المعدية ومن ثم يتم إصدار تقرير طبي شرعي (قضائي) ويرسل للجهة المختصة بصفة سرية. وبين أن العيادة استقبلت من تاريخ 1429/1/1حتى الآن حوالي 25حالة مختلفة منها 17حالة ذكور و 8حالات إناث و تتراوح اعمارهم من 9الى 53سنة . وعن التطلعات المستقبلية للعيادة قال لما لعيادات الطب الشرعي السريرية من أهمية قصوى في اثبات أو نفي الجريمة فنحن نتطلع دائما الى تطويرها بكل ما هو جديد من اجهزة ستساعد الطبيب الشرعي في الفحص الدقيق للإصابات كجهاز المنظار المهبلي (colposcope) الذي أثبت فاعليته في عدة دراسات حديثة في الكشف على غشاء البكارة والإصابات التي قد لا ترى بالعين المجردة وزيادة الكادر الطبي بمركز الطب الشرعي بالرياض لتغطية العمل الحضورية بالعيادة على مدار الأربع وعشرين ساعة وعمل دورات تدريبية للأطباء المقيمين في الطب الشرعي و كذلك الفنيين لتأهيلهم للتعامل مع هذه الحالات الحساسة التي تحتاج لخبرة علمية وعملية ودرجة عالية من الأمانة والسرية. وطالب بالعمل على تكوين فريق عمل متكامل من عدة تخصصات للتعامل مع مثل هذه الحالات كما هو معمول به في كثير من الدول المتقدمة في هذا المجال والعمل على إنشاء عدة عيادات طبية شرعية سريرية في بعض المحافظات التابعة لمنطقة الرياض تسهيلاً للمواطنين من عناء السفر لمدينة الرياض أو الانتظار حتى انتقال الطبيب الشرعي وتدشين موقع على الشبكة العنكبوتية لمركز الطب الشرعي وتخصيص صفحة تثقيفية لعامة الناس تستقبل من خلالها استفسارات المواطنين والإجابة على أسئلتهم من خلال البريد الإلكتروني والعمل على إصدار نشرات وكتيبات دورية توزع مجاناً لتثقيف الناس لأهمية العيادة ودورها في إثبات أو نفي الجريمة .