الموت حق.. وكلنا ميتون.. وإلى ربنا منقلبون.. في يوم الخميس 28صفر 1429ه انتقل إلى رحمة الله تعالى الأستاذ النبيل والشيخ الجليل أبو عبدالله حمد بن عبدالله بن الشيخ عثمان بن سليمان عن عمر يقرب من الثمانين عاماً.. وكان لموته لوعة حزن وأسى بين محبيه وذويه.. لأنه من الرجال القلائل الطيبين.. فقد نشأ في حضن أسرة عريقة هي أسرة الشيخ عثمان بن سليمان في بلد حرمة المقابل لمدينة المجمعة.. ومات والده وهو صغير.. فاحتضنته أمه الحنون سلطانة أخت الشيخ عثمان الصالح - رحمهم الله - فتربى في بيوت علمية وأسر قوية.. ولما أنهى دراسته اشتغل في معهد أنجال جلالة الملك سعود موظفاً إدارياً واستمر في هذا العمل حتى انتقل إلى شركة الكهرباء.. وكان له قصب السبق والمشاركة الفعالة في مجموعتها الإدارية.. وبعد فترة انتقل مديراً للشؤون المالية في وزارة المعارف.. ولما لمست الوزارة فيه الطيبة والأمانة رشحته ملحقاً ثقافياً للمملكة في دولة الكويت واستمر في هذا العمل عدة سنوات ثم أحيل للتقاعد.. وقد شهد له كل من تعامل معه بحسن الكفاية وسلامة التدبير لكثير من الأمور الإدارية والثقافية.. وله من الأبناء أربعة ذكور وأربع بنات. وكان مشهد حضور محبيه للصلاة عليه في مسجد الملك خالد بالرياض من المشاهد المهيبة لما يتمتع به هذا الرجل من صفات نبيلة رحمه الله. (إنا لله وإنا إليه راجعون)