قصة تروى غالباً في أزمنة كهذه،أزمنة يختار فيها الناخبون الأمريكيون بين مرشحين من أرباب الخبرة السياسية العريقة وآخرون أقل خبرة لكنهم قد يمثلون بدائل أكثر وعداً. في يوم من الأيام، انتقل المشعل لجيل جديد من الأمريكيين، وشق رئيس شاب يتمتع بالجاذبية وفصاحة الحديث لكن بخبرة تنفيذية محدودة طريقه بنجاح طيلة الأيام المائة الأولى. لكنه تعثر في اليوم الخامس والثمانين، وكانت النتيجة بالنسبة لجون أف كنيدي كارثة خليج الخنازير. بالنسبة لدارسي الرئاسة، كان إخفاق كنيدي في معالجة خطة الغزو سيئة التصور لكوبا حالة كلاسيكية على عدم كفاية الجاذبية بمفردها. كذلك لم تغن الفصاحة والبلاغة بمفردها. واحتاج كنيدي إلى تدريب أثناء العمل، كما أسر لاحقاً لصديق قائلاً: "كان من المفترض أن أتعلم هذه الدروس في وقت ما، وكلما كان عاجلاً كلما كان أفضل". لكن ولسوء الحظ عندما يتلقى الرئيس تعليماً، فإننا جميعاً من ندفع الثمن. ثمة تشابه من حيث تواضع الخبرة والتجربة بين كل من باراك أوباما وجون أف كنيدي. وهذا هو ما يجعل الكثيرين من الخصوم في جولات السباق على الترشيح الديمقراطي يركزون الأضواء على السيرة الذاتية السياسية المحدودة نسبياً لأوباما- ثماني سنوات كمشرع عن ولاية الينوي وثلاث سنوات في مجلس الشيوخ الأمريكي. أما هيلاري كلينتون فتتفاخر بسبع سنوات في مجلس الشيوخ وولايتين كسيدة أولى في البيت الأبيض، قائلة "إنني على استعداد للقيادة منذ اليوم الأول". ولقد وصلت الرسالة واضحة. فالناخبون يصنفونها وبهوامش واضحة الأكثر خبرة وتجربة من بين المرشحين الديمقراطيين. وحقيقة أن ذلك لم يوقف تقدم أوباما لا يعني أنه لم يسمع بذلك- وكذلك جون ماكين، المرشح الجمهوري المحتمل والذي قضى 26سنة في الكابيتول هيل (مبنى الكونغرس) . وإلى ذلك يقول ماكين: "إنني لست المرشح الأصغر سناً، لكنني الأكثر خبرة وتجربة، وأعرف جيداً كيف يسير العالم". إن أوراق اعتماد أوباما قد تكون قضية ومثاراً للجدل في أي سنة انتخابية. فقد يحلف اليمين وعمره 47عاماً، بما يجعل منه أصغر رئيس في تاريخ الولاياتالمتحدةالأمريكية، وقد يصل إلى المكتب البيضاوي بخبرة تنفيذية أقل من أغلب أسلافه. إن مسألة الخبرة تأخذ بعداً آخر مهماً هذا العام بالذات بالنظر إلى أن الرئيس القادم سيرث جملة من المشاكل الشائكة والقابلة للانفجار، بداية من المستنقع العراقي إلى الاقتصاد المتباطئ، ومن التحدي الصيني إلى فوضى الرعاية الصحية، الانتشار النووي إلى الاعتماد على البترول إلى (بعض الأشياء التي لا تتغير أبداً) السياسة الكوبية- إن الرئيس القادم سيضطر إلى حمل عشرات من المشاعل الملتهبة بنهاية موكب التنصيب، ومن المهم معرفة إن كان ذلك الشخص يملك القدرة على هذه المهمة. *( مجلة تايم)