مع إعلان مسابقة الأفلام القصيرة في المنطقة الشرقية، والتي ستقام خلال الأشهر القليلة القادمة، يكون نادي المنطقة الشرقية الأدبي قد خطا أكثر الخطوات اتساعاً في مجال دعم صناعة الأفلام القصيرة السعودية منذ أن بدأ بتقديم عروض أسبوعية منتظمة لأفلام سينمائية عالمية أو أفلام سعودية وخليجية قصيرة يعقد لها ندوات نقدية وحلقات نقاش، وصولاً إلى إعلان المسابقة الآنفة الذكر. وإنني إذ أقدر كل خطوات النادي الصادقة في دعم السينما كثقافة، والأفلام السعودية القصيرة كصناعة، إلا أنني أعتقد أن من الظلم لهذه التجارب إطلاق مسمى "السينما" عليها. وأن مجرد كسر التابوه حول تسمية "السينما" لا يكفي أن يكون دافعاً لإقحامها بقضها وقضيضها على محاولات شبابية تحمل ربما نفساً سينمائياً. لا أقول هذا الكلام من باب تقليل قدر التجربة، ولكن لأن مصطلح الأفلام القصيرة أكثر دقة وتوصيفاً لواقع الحال، وهو الشائع استخدامه في جميع مهرجانات العالم التي تعنى بالفيلم القصير دون الحاجة لإقحام السينما. الأمر الآخر فيما يخص دعم السينما كثقافة مشاهدة، أعتقد أن الوقت قد حان للانتقال لخطوة أخرى، خصوصاً ونحن نشهد ضعفاً بيّناً في التجارب الشابة المقدمة على نطاق الأفلام القصيرة. هذه الخطوة تتمثل في صقل الذائقة. إن امتلاك القدرة على حمل الكاميرا وفهم دقائقها والعمل على برامج المونتاج لم يعد صعباً على أية حال، ولكن امتلاك العقل النقدي الواعي الذي يختزن مئات التجارب الفنية والسينمائية الراقية هو العملة النادرة والمفقودة في التجارب الشابة. لذا فإن العمل على تنمية هذه العقول الجميلة وتمرير التجارب الراقية إليها بشكل مرتب ومركز ومتعمد هو الأكثر جدوى في اعتقادي على المدى القريب والبعيد. أتمنى صادقاً أن تثمر المسابقة أو المهرجان القادم عن تجارب جميلة ترقى لمستوى المشاهدة، وأن يواصل النادي نشاطه الرائد عسى أن يثير شيئاً من الغيرة لدى بقية نوادي المملكة.