في موضوعي السابق تحدثت عن بطاقة المرأة وصورتها، والتي منذ صدورها أثارت حفيظة وغيرة ممن يخاف أن يرى الغريب صورة زوجته أو ابنته أو أخته، وكالعادة في المواضيع التي تكتب عن المرأة تكثر التعليقات عليها وهكذا كانت حال موضوعي الخميس الماضي عن بطاقة المرأة. البعض للأسف اعتقد أن صورة المرأة على البطاقة وسيلة للخروج للمحظور ونوع من الإباحية وعدم التزام بقوانين الشريعة الإسلامية، ودائماً وللأسف الشديد تأخذنا الحمية العربية لنحارب ونقاتل من أجل كل ما يمس المرأة ونخاف ذلك الخوف العصابي المرضي وننسى أن صورة المرأة في جواز سفرها وهي صورة أحسن وأجمل واوضح كثيراً من صورة بطاقة الأحوال الشخصية (بالطبع لمن تسافر من النساء). ولكن فات على البعض قضية مهمة أود أن أطرحها في سؤال للنساء اللاتي لديهن بطاقة أحوال. بربكن كم واحدة منكن منذ استخراجها للبطاقة قدمت بطاقتها لرجل؟ رجعت بذاكرتي للعام الذي استخرجت فيه البطاقة وإن لم تخني الذاكرة فإنني لا أتذكر مرة واحدة قدمت فيها بطاقتي لرجل. فهناك أقسام نسائية في البنوك وهناك نساء سعوديات يجلسن في مراكز الاستقبال في معظم المستشفيات والمستوصفات. وهناك قسم للجوازات والخدمة المدنية إذا أرادت المرأة إحضار العمالة باسمها. إذن لماذا الخوف؟ البطاقة النسائية وعليها صورتها مطلوبة حتى في الفروع النسائية فقد تنتحل إحداهن شخصية امرأة أخرى. عموماً أعود لمسألة جواز السفر فصورة المرأة عليه حتمية الا طبعاً إذا قررنا عدم سفرها فلماذا يثار الجدل على بطاقة الأحوال والتي في الغالب تراها النساء في مجتمعنا ويترك جواز السفر دون نقاش؟. لا تنزعجوا لدي الجواب. لقد سبق وأثير الجدل حول جواز السفر وانتهينا منه ورضخنا أمام صوت المنطق والقوانين العالمية. كذلك في جواز السفر من يرى وجه المرأة من الأجانب وليس ابن العم المجاور لنا .. وفي النهاية أتمنى أن لا يكون ذكري لجواز السفر شرارة للعودة إلى الاعتراض عليه فمجتمعنا يعيش حالة مؤلمة من المد والجزر وفي معرفة الفرق بين الغاية والوسيلة. @ وقفة:- قد تستر حماقة المجتمع وغباء تفكيره ظواهر خداعة كما يستر الأحمق ثوبٌ جميل (مجهول).