قدر وزير التجارة والاستثمار في بريطانيا اللورد ديجبي جونز، السوق المصرفية في بريطانيا بنحو 250مليار جنية استرليني تستحوذ لندن على الجزء الأكبر منها بنسبة نمو 15في المائة. وقال الوزير خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد في منزل سفير دولة بريطانيا أمس، إن القطاعين العام والخاص السعوديين يصرفان على البنية التحتية والتحديث 680مليار دولار، معتبرا أن ذلك سيزيد من نزف الأموال على هذه الإنشاءات، وأن هناك آليات حديثة أقل تكلفة وأكثر إنتاجا في بريطانيا مثل: محطات توليد الكهرباء، وكذلك تطوير الاتصالات وسكة الحديد. وتابع: أن الشركة الاستثمارية الجديدة "سعودية بريطانية" والتي يبلغ رأس مالها حوالي 2.3مليار ريال، هي إحدى نتائج الاجتماعات السعودية البريطانية، وهي شركة لا تتبع الحكومة، وإنما هي أموال القطاعين الخاصين بين البلدين، وستخلق هذه الشركة الجديدة والمزمع انطلاقها في الصيف المقبل فرصاً وظيفية للشباب السعودي، علماً أن هذه الشراكة بمثابة ثروة للمجتمع السعودي بسبب الشراكة بين البلدين "السعودي البريطاني" وهذا يُعد مثالاً ناجحاً في أول اتفاقية جديدة، وسيتبعها اتفاقيات واستثمارات كبيرة جداً، في المستقبل القريب. وبين أن محركات طائرات "إيرباص" في جميع مطارات العالم صنعت في بريطانيا وأن هناك صناعات أخرى مثل : السيارات، والرافعات، وأجهزة البناء، معتبرا أن بريطانيا في هذا العصر عاصمة الرأسمالية وليست أمريكا، وذلك يعود على قوة الاستثمارات وعمق سوق المال في لندن والاقتصاد البريطاني بشكل عام. واعتبر اللورد ديجبي جونز، أن البريطانيين يبحثون في عصر العولمة عن شركاء استراتيجيين سواء في السعودية أو في الخليج العربي، معتقدا أن القرن الواحد والعشرين يشهد تنافساً قوياً على الشرق الأوسط، ولذلك سيتجه رجال الأعمال البريطانيون إلى الاستثمار في عدة مجالات في السعودية غير البترول والأسلحة. وأشار إلى أن رجال الأعمال البريطانيين، يبحثون عن الفرص الاستثمارية في أي دولة بشرط ألا يوجد في بيئتها معوقات إجرائية وتنظيمية، وإنما البحث عن البيئة التي تسهل جميع الإجراءات اللازمة، إضافة إلى أن يكون دفع الضريبة قليلاً مقابل استثماراتهم الكبيرة، لافتا إلى أن تنقل البضائع والعمالة إلى الدولة المراد الاستثمار فيها يحتاج إلى سوق شفافة وتنافس شريف وتطبيق العقود المتفق عليها، مفيداً في الوقت ذاته إن ذلك من أهم الأساسيات التي يطمح إليها رجال الأعمال، في جميع أنحاء العالم. من جانبه، قالت بارونيس سيمونس رئيس المجلس السعودي البريطاني، أن هذه الزيارة مهمة جداً، وفرصة ذهبية للتوقيع على اتفاقيات اقتصادية واستثمارية جديدة بين البلدين، لافته إلى أن أول ثمار زيارة خادم الحرمين الشريفين في أكتوبر 2007إلى بريطانيا هذا المشروع الجديد "السعودي البريطاني". وذكرت بارونيس سيمونس أن الشركة الجديدة سيتم لاحقاً إطلاق اسم لها يعبر عن الشراكة السعودية البريطانية، مبينة أن خلال زيارتها للسعودية شهدت نمواً اقتصادياً كبيراً وتطورات جديدة في عدة مجالات استثمارية، خصوصاً في القوى البشرية والاهتمام بالتدريب بشكل ملحوظ.